Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: إيملي كولسون

لا أحب رياضة القفز الحر بالمظلات، ولن أمارس السباحة مع أسماك القرش أبدًا، على الأقل متعمدة. لكن هناك شيء دائمًا ما يتملكني بنفس القدر من تدفق الأدرينالين؛ هو القيام من السرير في الصباح.

 

مواجهة الحياة العادية مع أطفال غير عاديين، سواء كان لديهم تحديات جسمانية أو عصبية أو سلوكية، هو شيء قريب من رياضة القفز بالحبال من ارتفاعات شاهقة أو ما يُعرف بقفز البنجي (Bungee Jumping )؛ إذ يقفز الآباء والأمهات بين الاجتماعات التعليمية، وجلسات العلاج، والعمل، والبيت. نحن نتقدّم للأمام ونثابر لأننا نحب أطفالنا بشدة. لكن في بعض الأوقات تصبح التحديات فوق الاحتمال. وأحيانًا نعلق في الهواء.

 

حدث هذا معي. كنت أعيش بلا زوج وأربي طفلاً مصابًا بالتوحُّد. كان ابني ماكس في التاسعة من عمره، والتحديات السلوكية لوحدها كثيرًا ما كانت كافية لتجعلنا في إقامة جبرية في البيت. في كل ليلة بعد ما ينام ماكس، كنتُ أجلس على كرسي هزاز وأحملق في الحائط. كنتُ أشعر بالإنهاك التام وأشعر بأنني محاصرة. لا يتبقى شيء فيّ. لم أكن أرغب في الهرب، لكني كنت فقط لا أعرف إلى متى سأستمر في هذا الوضع.

 

لم أكن أستطيع الاستمرار في الحياة بهذا الوضع، بعيدةً عن العالم منتظرة نوبة انفعال تالية لابني ماكس. لذا في إحدى الليالي على كرسيّ الهزاز أتخذت فقزة إيمانية. وقررت أن أثق بالكامل في أن الله لديه خطة كبيرة لحياتنا. ولن نصبح رهائن لمرض التوحد أو لظروفنا. كان هذا منذ عشرة سنوات، لكن لا تزال هذه اللحظة حاضرة في ذاكرتي لأن القرار كان الأصعب من نوعه، وقد اتضح أنه القرار الأفضل على الإطلاق في حياتي. فقد أتاح لي ولماكس أن نبدأ في إدراك كيف يمكننا أن نتحرر من تحكم مرض التوحد في حياتنا.

 

ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن، تعلَّمت أنا وماكس ما يلي:

ابدأ كل يوم كما لو كان آخر يوم. نحن لا نبقى في المنزل لأننا خائفان من نظرات الناس أو احتمالية أن تنتهي الخروجة بكارثة. فلو كان اليوم هو آخر يوم في حياتنا، فلماذا أخشى هذه الأمور؟

 

لا تنتظر الكمال في كل شيء. فهذا هدف غير واقعي على الإطلاق ومبالغ فيه. لكننا نناضل من أجل الضحك والبهجة.

 

اقبل أن هناك مَنْ لا يفهم. بعض الناس يحملقون أو حتى أحيانًا يصدرون تعليقات جارحة علينا. لكنهم سيعرفون شيئًا عن طفلي- وعن محبة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة- بمجرد المشاهدة فقط.

 

عِشْ بشكل مبدع. ليس هناك مشكلة في أن تبني خيمة من أغطية السرير وتنام فيها أو تفرش ملاءة في أرضية غرفة المعيشة كأنك في نزهة.

 

إدرك أننا جميعًا نزداد نموًا وخبرة. سأفعل كل ما بوسعي لأساعد ماكس حتى يتعلَّم وينمو. لكن الله لم يعطيني ماكس حتى أساعده فقط. لقد أعطاني هذا الطفل ليغيّرني.

 

استمتع بالأشياء البسيطة. ستكون هناك جلسات علاجية كثيرة، وتعليم وعمل ومهمات يجب القيام بها. لكن هذه الأشياء لا يجب أن تمنعنا أبدًا من التمتع بلحظات الفرح القليلة. أحب أن أرى العالم بعيون ابني وأتذوق أفكاره وتصوراته.

 

ارفض الاستسلام للفشل. تعرضتُ مع ماكس لنوعية من الكوارث تجعل من أي إعصار يبدو كرذاذ ربيعي. ولكن عندما تفسد أي مغامرة بشكل غريب، لا نستطيع أن نعتبرها خسارة أو فشل، بل نعود ونحاول مرة أخرى.

 

في بعض الأيام لا يكون لديّ القوة ولا الثقة في النفس لمواصلة الحياة. لكني أحفز نفسي بأن أعرف أنني أملك مصدرًا للقوة أكثر من قوة مرض التوحد. فالله الذي دعاني لهذه المغامرة العظيمة هو نفسه سيعطيني قوة لاستكمال هذه الرحلة.

 

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2010 Emily Colson. Used by permission