Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: تيم سانفورد 

للمزيد من هذه السلسلة:

١- الدور الحقيقي للأب                               ٢- الدور الحقيقي للأم 

٣- كم يكفي من الرعاية والتشجيع؟                 ٤- هل نجحت في تربية أبنائك؟ 


 

ماذا عن الدور الرئيسي لكل أم؟ ليس الدور الأساسي للأم هو إعداد الطعام، وتغيير الحفاضات، أو مساعدة ابنها في تزيين هدية ليقدمها لأبيه في عيد ميلاده

 

إن أهم واجب للأم هو رعاية أبنائها.

ولكن ما معنى هذا تحديدًا؟ جميعنا لديه فكرة غامضة عن مفهوم هذه الرعاية، ولكن هناك بعض الصفات المحددة.

إن الأم التي ترعى تتجاوز دور توفير احتياجات الطفل؛ فهي لا تكتفي بالحفاظ على نظافة الطفل، وتوفير الغذاء والدفء له. كما تساعد أطفالها على اكتمال نضوجهم بإمدادهم بالحياة. كما تقدم مثالاً للبهجة والشغف. إن الرعاية هي أن تملأ طفلك بالحياة.

 

لا يخلو دور الأم من البهجة والتضحية؛ فالأم التي ترعى توفر وقتًا للعب والقراءة والتقاط الصور مع ابنها الصغير حين يصبح طبق المكرونة فوق رأسه بدلاً من فمه. وتدخل عالم الطفل لترى الأشياء من منظوره هو، حتى إذا كان هذا معناه أن تظل السجادة غير نظيفة بعض الوقت. وتقدّم تفاهمًا واستيعابًا، وهي تمثل مركز قوة ودعم. وهذا ينطبق سواء كان ابنها/ ابنتها في عمر المشي أو في مرحلة المراهقة- باستثناء موضوع طبق المكرونة.

 

كل الأمهات مثل الآباء لديهم غريزة طبيعية تدفعهم لحماية أبنائهم. وهذا قد يؤدي بهم إلى الخلط بين رعاية الأبناء ومحاولات فرض السيطرة التي لا تفيد. تصف أحد الأمهات معركتها المستمرة في هذا الشأن قائلة:

"أتذكر حين كان أولادي صغارًا أنني اصطحبتهم في رحلتهم الأولى إلى الملاهي. وفي الطريق رأيت كلبًا حقيرًا يجري علينا. وفي الحال، عزمت على إنقاذ حياة أبنائي بأن ألقيت بنفسي فوق أجسادهم الصغيرة، غير مهتمة بما قد يصيبني من جروح بسبب الأسنان الحادة لهذا الكلب. وعندما ابتعد الكلب بدون أن يحاول الهجوم علينا أو إيذائنا، ضحكت وعجبت لغريزة الأمومة المتهيأة دائمًا مما جعلني مستعدة للموت من أجل أبنائي، دون أن أفكر جيدًا في مدى خطورة الموقف."

 

وبعد مرور سنتين، كنت أصارع لأنه لم يكن من السهل حماية أبنائي الصغار. و كصغار مندفعين كانوا دائمًا على بعد ثلاث خطوات مني في الحديقة التي كنا نزورها كثيرًا. وكنت إمّا أقوم بتتبع أحدهم لمنعه من مطاردة الأوز في البحيرة، أو أصارع من أجل اللحاق بالآخر الذي يحاول أن يصبح بطل تسلق على التل. ولكني لم أكن أرغب في حرمانهم من استمتاعهم بالمساحات الخضراء وحرية الاستكشاف. وكم كنت أتمنى أن أربط كل صبي منهم بحبل طوله متران، حتى يكون حرًا فقط في هذه الحدود.

 

بعد سنوات كثيرة، استمر هذا الصراع. أردت أن يتعلم ابني في عمر السادسة عشر قيادة السيارات حتى ينعم بالحريات الطبيعية والنضج اللذين يتمتع بهما المراهقون في عمرهم. ومع ذلك عملت كل ما في وسعي لأغرس في نفسه الخوف من الموت، حتى أجعله مقيدًا بعادات آمنة في القيادة، وبعيدًا عن الحركات الطائشة والمتهورة في القيادة.

 

إن تحقيق التوازن يعني مواصلة التأرجح بين الرغبة السوية في منح أبنائي للحرية، والغريزة التي أوجدها الله داخلي والتي تدفعني لحمايتهم.

لا يمكنكِ التحكم في النتائج، ولكن بإمكانكِ تجربة أشياء صحيحة. يمكنك السعي نحو معرفة أبنائكِ كأفراد، على اختلاف شخصياتهم، وإخراج أفضل ما فيهم. يمكنك أن تجسدي بقدوتِك كيف يمكن استكشاف الحياة بتمتع، وتعبري عن العطايا الفريدة التي وهبها الله لكل واحد منكم. وتثمر رعايتكِ لهم في شكل نمو روحي وعاطفي.

 

وقبل أن تشعري بعبء قائمة طويلة من الأشياء التي يجب أن تتبعيها، دعيني أخبركِ باختصار أن رعايتكِ لهم لا تعني فعل كل شيء، أو عمل كل شيء بطريقة نموذجية. وإنما يتعلق الأمر بعمل أفضل ما لديكِ دون أن تنهكي نفسكِ، و تتحولي إلى الجنون لأن احتياجاتك الخاصة لا تسدد. لن تكوني قادرة على رعاية أبنائكِ إذا كنت مستنفذة ومجهدة بسبب أعبائكِ الكثيرة التي لا تنتهي.

لذلك رجاءً اعتني بنفسكِ أنتِ أيضًا. أنتِ تحتاجين إلى الطاقة والحيوية لتمرريها إلى أبنائكِ المراهقين.


Taken from Losing Control & Liking it, a Focus On the Family book published by Tyndale House publishers, inc. Copyright ©  2009, Tim Sanford. All rights reserved. International copyright secured

 

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول