Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جون بليز
للمزيد من هذه السلسلة:

١- قوة الأب                               ٢- قوة الحضور                        ٣- قوة المثابرة

   ٤- قوة إتاحة الفرصة                    ٥- قوة الإدراك                          ٦- قوة التوجيه



من الهام أن نُظهر لأبنائنا كيف يتصرفون، وكيف تسير الأمور، وما هي حقيقة الأشياء. نحن دائمًا نضع أمامهم قدوة، ويجب أن نشرح لهم ما يجري من حولهم.. بمعنى يجب أن نوجههم في الطريق الذي يجب أن يسلكوا فيه.

السطور التالية من كتاب "الجُرح الخفي" (The Hidden Wound) للكاتب "وينديل بيري". في البداية يصف "بيري" "العمة جورجيا" وهي شخصية مؤثرة في طفولته.

 

"إنها لم تكن تكف عن أن تريك شيئًا: نباتًا، زهرة، ثمرة طماطم، بيضة، عشبًا، غصنًا أخضر. وفجأة ترى هذا الشيء كما تراه هي: نضرًا، نافعًا، متحررًا من كل المخاطر، بركةً؛ وقد دخل عقلك بدون تشويش أو ظلال" [1].

 

كما يتحدث "بيري" عن جده، مشيرًا إلى أحد العمّال المزارعين يدعى  "نيك واتكيز": 

كان معجبًا به.. وكان دائمًا يوّجه نظري إليه كقدوة قائلاً: "انظر هناك! كيف يُعد العجوز "نيك" بغاله ليقودها. انظر كيف يمسك بالحبال. تذكر ذلك، وستدرك شيئًا مهمًا" [2]

 

لقد بارك الله "بيري" بأن كبر في عالمٍ يكتظ بعبارات مثل: "انظر هناك"، "انظر كيف"، "هل ترى الطماطم؟" وعاش حياة في الحاضر نُقشت بقوة التوجيه إلى الماضي. هناك الكثيرون الذين يصفون "ويندل بيري" وكتاباته بكلمة واحدة: "الحكمة". 

 

أيها الآباء، إن قوة التوجيه متاحة لنا بطريقتين.. علينا أن ننظر أولاً ثم بعد ذلك نملك حضور الذهن لنشير به إلى هؤلاء الذين اؤتمنا عليهم. وهذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، وإنما بالتعلُّم المستمر وبالتدريج، خاصة إذا لم يكن لديك في حياتك أشخاصًا مثل "العمة جورجيا" أو الجد "بيري". ولكن ليس لأن الشيء يكون تدريجيًا، فهذا يعني أنه غير عملي أو يستحيل تحقيقه. 

 

وبالتالي علينا أولاً أن ننظر إلى أنفسنا.. هل نحن على دراية بما حولنا؟ هل نلتفت إلى الأشياء خارج دائرة ذواتنا؟ هل تتوقف، لتنظر، وتصغي؟ إن العيش في هذا النمط الحياتي يحتاج إلى التروي، وليس هناك بديل آخر. إذا كنت مثلي، فلابد أنك وجدت الكثيرين ينصحونك بالتروي في الحياة وتذوقها. في معظم الأيام التي تبدو صعبة جدًا، هناك الكثير من الأشياء الجيدة لنقدمها لأولئك الذين نحبهم. ولكن إذا كنت مثلي، فإنك تعرف أيضًا حقيقة القول "الجيد هو غالبًا أكبر عدو للأفضل". 

 

أيها الآباء، في غمضة عين، سنجدهم يتخرجون من الجامعة، أو يختارون شريك الحياة وينخرطون في الحياة الزوجية، ويستقبلون مولودهم الجديد في جناح الولادة بالمستشفى. يبدو الأمر سريعًا جدًا، فالوقت يسير كعدَّاء. ولكن إذا أردت أن تسير بتروٍ في الحياة، انتهز الفرصة وتلذذ بالحاضر. اعتبر اليوم هو البداية. لا تقف منتظرًا.. أغلق بريدك الإلكتروني والفيس بوك في العطلة الأسبوعية.. افعل ما يجب أن تفعله الآن. 

 

إني متيقن أن آخر شيء يحتاج إليه كل أب اليوم هو أن يُقال له: "أنت لا تفعل ما يكفي!" في بعض الأيام لا يكون لدينا ما يكفي من الوقت، وفي بعض الأسابيع نكون في رحلات عمل، وأحيانًا نغفل أشياءً كانت أمام عيوننا. ماذا يجب أن يفعل الأب؟ 

 

إذا لاحظت، ستجد أن هؤلاء الاشخاص الذين كانوا يوجهون "بيري" في حياته لم يقتصروا على شخصية الأب؛ وإنما قام بهذا الدور جد "بيري" أحيانًا، وفي أحيان أخرى "العمة جورجيا". لا أريد بأي حالٍ من الأحوال أن أقلل من التأثير الذي لديك كأب في شرح الأشخاص والأماكن لأبنائك، وأرجو ألا تستخف أنت بهذا التأثير؛ لكن في نفس الوقت أريد أن أشجعك أن تتأكد أن أبناءك يقضون بعض الوقت في حضور آخرين يمتلكون القدرة على التوجيه. لا أعتقد أن الأمر يتطلب السفر دائمًا، ولكن ستأتي أيام يكون فيها الجد "بيري" أو "العمة جورجيا" لا غنى عنهما بالنسبة لتعليم أبنائك ومعرفتهم وخبراتهم. 

عزيزي الأب، ليس عليك أن تقوم بالأمر بنفسك دائمًا.. فقد أردتُ أن أوجهك إلى ذلك.


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright ©2008, John Blase.  Used by permission  .

[1] Wendell Berry, The Hidden Wound. North Point Press, San Francisco, 1989, p. 73.

[2] Wendell Berry, The Hidden Wound. North Point Press, San Francisco, 1989, p. 23.

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول