Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جون بليز
للمزيد من هذه السلسلة:

١- قوة الأب                               ٢- قوة الحضور                        ٣- قوة المثابرة

   ٤- قوة إتاحة الفرصة                    ٥- قوة الإدراك                          ٦- قوة التوجيه



  لا ينتظر الله منا أن نفعل كل شيء على النحو الصحيح، لكنه يتوقع منا أن نستمر في المحاولة!

  "ها نحن نطوِّب الصابرين (المثابرين). قد سمعتم بصبر (مثابرة) أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف" (يعقوب ٥: ١١).

 

يعرِّف قاموس "ويبستر" كلمة المثابرة كالتالي: "الإصرار في البقاء على حالة، أو نشاط، أو مهمة ما بالرغم من التأثيرات المعاكسة، أو المقاومة، أو الإحباط". يا للعجب! في بعض الأحيان يقترب هذا التعريف جدًا من تعريفي لمعنى الأبوة. هناك فكرة خبيثة تظهر هنا وهناك ترى أن الأبوة الحقيقية هي انتصارات متوالية.. اجتياز خط الأبوة النهائي كبطل أوليمبي، والحصول على ميدالية الأب الذهبية. هذه الفكرة لا تمهد فقط إلى فشل كل الآباء الأرضيين، وإنما تضرب أيضًا في الصميم حقيقة رعاية الآب السماوي.

 

ماذا تفعل حين يطلب ابنك الأصغر نصيبه في الميراث مبكرًا، وينطلق إلى أرض بعيدة، ويدير ظهره لك ولكل الأشياء الجميلة.. وكأنه يقول: "كما لو كنت ميتًا يا أبي، فأنا لا أحتاج إليك"؟ بصراحة، ماذا تفعل؟ إذا كنت تلعب دور الأب على طريقة الرياضي الأوليمبي، سيتم استبعادك من السباق لعدم كفاءتك. أين هو الأب الذي يسمح لابنه أن يفعل ذلك به؟ لكنك قد تختار أن تنظر إلى الأبوة كنوع من الإصرار بالرغم من المقاومة والإحباط، وهو ما يُعرف أيضًا بالمثابرة. 

 

وبقدر الشعور بالوحدة في هذه اللحظات، إذ بك تعود وتعمل بجدٍ لتسديد الفواتير، أو رعاية الأغنام. وبينما تواصل فعل ما يفعله الآباء، تدرك أن المثابرة لابد أن تتمم عملها فيك حتى تنضج وتصير كاملاً غير ناقص في شيء (يعقوب ٥: ٣- ٤). وإذا استمريت في وضع ذاتك بين يدي الآب الأعظم الصالح، فهناك فرصة، ورجاء، وفي يوم لا تتوقعه، ستسمع طرقات على الباب تعرفها جيدًا. ستترك عملك، أو ستترك الغنم ليأكل بعض الحشائش، وستجري عبر المنزل، وهناك خارج الباب ستسقط على ركبتيك على الحشائش التي ثابرت في تهذيبها.. لأن هذا ما يقوم به الآباء، وستهمس وأنت غارق في دموعك: "ابني الذي كان ضالاً فوجد، وكان ميتًا فعاش". 

 

اعتقد أن هذا قد يبدو جميلاً جدًا لدرجة لا يمكن حدوثها، لكننا عندما نثابر كآباء، فالرب بكل تأكيد سيفعل الكثير. لا تنسَ.. الرب كثير الرحمة، وهذه الرحمة تدوم إلى الأبد، وتدوم أكثر من الصغار الضالين أو الإخوة الكبار الغيورين، ومن الموت أو الحياة، الملائكة أو الشياطين، الحاضر أو المستقبل، أو أي قوات أو علوٍ أو عمق، أو أي شيء آخر في الخليقة كلها. 

 

الآباء الكرام، عندما تثابرون بأمانة كآباء إلى أن تقفوا أمام الله الآب يومًا ما، بعد أن تشيب شعوركم، وتذبل جفونكم، وتضعف مفاصلكم، فإنك أيها الأب العزيز ستسمع الله وهو يهمس في أذنيك بدموع الفرح بعبارة أغلى من الذهب: "أحسنت، ادخل إلى راحتك."


 

Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright ©2008, John Blase.  Used by permission

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول