Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جون بليز
للمزيد من هذه السلسلة:

١- قوة الأب                               ٢- قوة الحضور                        ٣- قوة المثابرة

   ٤- قوة إتاحة الفرصة                    ٥- قوة الإدراك                          ٦- قوة التوجيه


إن تربية الولد في طريقه لا تعني تجاهل مواهبه الطبيعية. اقضِ وقتًا لتفهم وتدرك طريق كل واحد من أبنائك، وبالتالي تقدر أن تقودهم لتتشكل هُويتهم الحقيقية  . 
"
رَبِّ الولد في طريقه، فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه." (أمثال ٢٢: ٦).
كثيرًا ما يفسِّر البعض عبارة "في طريقه" بمعني طريق التقوى أو البر. وليس هناك خطأ على الإطلاق في هذا التفسير، لكن ليس هذا ما تهدف إليه هذه الآية على وجه التحديد

إن أي خطأ في إدراكنا، أو الطريقة التي نقرأ بها هذه الآية، سيؤدي في النهاية إلى خطأ في تطبيقها. إن عبارة "في طريقه" هي ترجمة لعبارة باللغة العبرية تعني حرفيًا: "وفقًا لطابعه الخاص".. وبالتالي يمكن قراءة الآية كالتالي: "درِّب ابنك وفقًا لطابعه الخاص، فعندما يشيخ لن يحيد عنه."

 

وهكذا تُطبق الآية.. هناك ميلٌ لتطبيق طريقة واحدة في التربية نظن أنها تناسب الجميع، بكلمات أخرى نعامل الجميع بطريقة واحدة. وعندما نقاوم هذا الميل، فهذا يتيح لنا أن ندرك أو نرى كل واحد من أبنائنا بالطريقة التي خلقه الله عليها. وعندما ندرك ميولهم الفردية وشخصيتهم، فهذا يرشدك إلى كيفية تعليمهم وتوجيههم، كما أن هذا يتيح لك معرفة أفضل طريقة لمساعدتهم على تحقيق مشيئة الله لحياتهم. 

 

لقد باركنا الرب زوجتي وأنا بثلاثة أبناء: ابن وابنتين. ولابد أن تصدقوني: كل واحد منهم مختلفٌ تمامًا عن الآخر. لكن كلهم لديهم طلب مشترك من أبيهم: بابا، انظر لي.. قوة الإدراك. وسؤالي لكم أيها الآباء: عندما ننظر إلى أبنائنا، ماذا نرى؟ 

 

هناك الاختلافات الواضحة بين الصبيان والبنات. يتحدث سفر التكوين بوضوح عن هذا بقوله: "ذكرًا وأنثى خلقهما" (تك ١: ٢٧). وتمتلئ المكتبات بكُتبٍ عن الاختلافات بين الجنسين. وعندما تعجز عن معرفة هذا الاختلاف الأساسي، فإنك ستعجز عن معرفة الكثير عن أبنائك، وربما سيعجزون هم أيضًا عن معرفة الكثير عن أنفسهم. 

 

هناك أيضًا اختلافات واضحة نتيجة لترتيب ولادتهم. ومن عدم الحكمة أن نُحد أبناءنا في قالب سلوكي معين بناءً على ترتيب ولادتهم، ولكن من الحماقة أيضًا إغفال هذا الجانب تمامًا. وتلقى الكتب التي تناقش هذه القضية رواجًا واسعًا؛ لأنها تَصدُق بشكل أو بآخر. تأمل الأمثلة الواردة في الكتاب المقدس عن ترتيب ولادة الأبناء: يعقوب المخادع وعيسو البكر غزير الشعر، ويوسف الحالم وإخوته الحاسدين، ومريم التي كانت لا تريد شيئًا سوى الخلوة، ومرثا التي كانت مدفوعة إلى العمل والخدمة. 

 

لكن هناك أيضًا اختلافات غامضة تحتاج إلى عين فاحصة لرصدها. وهذا ما تشير إليه الآية الواردة في سفر الأمثال "وفقًا لطابعه الخاص". وهذا يتطلب شجاعة لتكون أبًا لابنك أو ابنتك؛ لأنني أتحدث عن النظر والاستماع والملاحظة، وهو ما يُسمى "الالتفات والاهتمام". ويُفهم من كلمة الالتفات أنه لابد من تكلفة ما. وعندما لا تكون مستعدًا لدفع هذه التكلفة هذا ما يحذر منه الرسول بولس بقوله: "أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم" (أفسس ٦: ٤). كم مرة سمعت صوتًا غضوبًا لشخص بالغ يقول بمشاعر الأسى: "أبي لم يرني فعلاً مطلقًا؟" نعم، كثيرًا. 

 

هل تتذكرون قصة آدم، الإنسان الأول؟ كانت إحدى مهامه أن يشاهد كل كائن حي ويسميه، وكان لديه قوة متضمنة في تسميته لكل واحد منها. نفس القوة متاحة للآباء اليوم. ولكن نحن لا نسمي الخرتيت والأفيال، لكننا نملك فرصة حقيقية لنتطلع إلى حياة أبنائنا ونسمي ما نراه. 

 

هل تتمتع ابنتك بمواهب فنية؟ ما رأيك في أن تشتري لها كتابًا في الرسم أو الاشتراك معها في قراءته؟ أو ربما يحب ابنك الغناء، ولا تدري من أين جاء بهذه الموهبة، ولكن المهم أنه يحب الغناء ويجيده إلى حد بعيد. هل لديك الشجاعة لتسمي ما تشاهده؟ هل تستطيع أن تشجعه وتعزز من مجهوداته في تطوير هذه الموهبة؟ أو ربما تحب ابنتك الحيوانات.. تُرى هل هناك مشكلة في اقتناء سلحفاة أو حوض للسمك أو كلب؟ إن الإمعان في حياتها قد يكشف عن قلب رقيق تجاه مخلوقات الله، وقد تراه أنت من دون الناس كلهم. إنها تحتاج إليك بشدة لتمارس السلطان المُعطى لك من الله، وتساعدها على النضوج وإدراك هويتها الحقيقية. فمَنْ هو غيرك يمكن أن يقوم بهذا الأمر؟ 

أيها الرجال الأفاضل، تذكروا ما يحتاج إليه أبناؤنا ويريدونه: "بابا، انظر إليّ!"


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright ©2008, John Blase.  Used by permission 

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول