Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ويس ستافورد


عندما كانت ابنتي ”چيني“ في الرابعة من عمرها، كانت بارعة في تجنب وقت النوم. وكانت تخدعنا، أمها وأنا، بحيل كثيرة ليلة بعد الأخرى. وكانت تطيل في الصلاة قبل النوم حتى أضطر إلى القول في النهاية: ”حسنًا، چيني، آمين“.

 

كنت أعلم ما كانت تنوي فعله.  
في ليلة ما، بينما كان يُفترض عليها أن ترتدي ”بيچامتها“، كنت أجلس على الكرسي مجهدًا ومنهكًا. وفجأة بدون مقدمات، وجدتها ترقص في أرجاء الغرفة مرتدية ملابس الباليه بالكامل. وقفزت على المنضدة، ثم جلست عليها وبدأت في الغناء بصوت عالٍ  : لا لا لا..وكنت على وشك أن أقول: ”مبهر حقًا يا چيني.. اذهبي الآن وارتدي البيچامة!“


ولكن بدلاً من إرجاعها إلى غرفتها، أمسكت بمصباح كهربائي وسلطت عليها الضوء؛ ثم أمسكت بإحدى المجلات وصنعت منها مكبرًا للصوت، وأذعت فيه: ”  والآن سيداتي سادتي، أقدِّم لكم جميلة الجميلات والفنانة الموهوبة: چيني ستافورد“ بدا الأمر كأنها على مسرح الأوبرا. وعندما انتهت من رقصتها، وقف الجمهور (أنا وهي) وأخذوا يصفقون.. وكانت لحظة ميلاد حُلم كبير.


لم تشبع چيني من التمثيل، وكانت تشترك في كل فرصة للتمثيل في الكنيسة. وفي المرحلة الثانوية كانت أشبه بالممثلات المحترفات. ثم حصلت على درجة الليسانس في الفنون، والآن تعمل في أحد دور الأوبرا. لا أتخيل أنه كان من الممكن أن أضيّع هذه الفرصة لألهم ابنتي بهذا الحُلم!


إن نفس الطفل تشبه إلى حدٍّ كبير مادة الأسمنت اللينة.. لا يحتاج الأمر لكثير من الجهد لعمل بصمة عليها. في كل مرة يمر طفلك من أمامك، فأنت أمام فرصة لبناء شخصيته، ويجب أن تسأل نفسك: ”ما الذي يمكن بناؤه هنا؟ هل هناك شيء أستطيع فعله لتحفيز هذا البناء؟“


التدريب والنظام مهمان بالطبع، ولكن استجابتنا لهذه المواقف العفوية- والتي قد تبدو تافهة- هي بنفس القدر من الأهمية. تحدثت مرارًا مع بناتي في أمور كثيرة هامة، وسرعان ما نُسيت هذه الحوارات، لكنهن مع ذلك يتذكرن جيدًا أشياء فعلتها في الماضي. لن تعرف أبدًا اللحظة التي فيها تطبع بصمة دائمة في شخصية أطفالك  .


عملت ”ويس ستافورد“ كرئيسة لمؤسسةCompassion International    لمدة ٢٠ عامًا، وهي أيضًا كاتبة.   

Originally appeared in the December 2013 issue of Thriving Family magazine. Copyright © 2013 Wess Stafford. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول