Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: سينثيا طوبياس

 

"أنا وطفلي العنيد مثل عنزتين بريتين تتشاجران فوق تل- لا يلين أيٌ منّا، بل كلانا مستعدان للوصول إلى أقصى حافة للتل ليحقق كل منا ما يريد." هذا الاعتراف من أم عنيدة لاشك أنه جعل الكثير منكم يهز رأسه بالموافقة.

إذا كنتِ أمًا عنيدة، قد يكون من الصعب أن تربي نسخة مصغرة منكِ. لكن في نفس الوقت لديكِ ميزة هامة: أنتِ تعرفين كيف يكون الطفل عنيدًا. من هذه الزاوية اسمحي لي أن أذكركِ  بثلاث حقائق هامة:

 

مضمون ما نقول وليس الأسلوب

أنتِ مجهدة ومحبطة وتأمرين الطفل: "قلت لك أفعل هذا الآن!" لا يوجد طفل عنيد يحب أن يتلقى الأوامر، لكن كلنا بحاجة إلى احترام السلطة وإطاعتها. لذا فكّري في كيف كنت تريدين أن يتحدث إليكِ أحد والديك وأنت صغيرة -وإذا كان ضروريًا، اطلبي منه أن يسمعكِ مرة أخرى. حافظي على هدوء صوتكِ مع الحزم.

تقولين: "يجب أن ننجز هذا قبل أن نغادر.. هل أوشكت على الانتهاء؟"

يجيب الطفل: "لا."

"سأعطيك بضع دقائق حتى تنتهي، ثم سنغادر."

إذا كان صوتكِ رقيقًا وحازمًا ثم أضفتِ ابتسامة بسيطة، ستندهشين عندما يجيب طفلكِ بالموافقة.

 

سوء السلوك غير مقبول من الطفل أو الوالدين

عندما بدأت حديثًا في مهمة التربية، كنت أسمع نفسي وأنا أعطي الإنذار الأخير، وأنا أعلم تمامًا أن طفلي العنيد لن يتجاوب بشكل إيجابي.

وبينما كبر أبنائي الصبيان قليلاً، غيّرت أسلوبي. عقدنا اتفاقية بأنه في أي وقت كنت أتحدث إليهم، وشعروا أنني متسلطة أو قاسية بإفراط، لديهم تصريح مني بأن يرفعوا أيديهم ويقاطعونني، وربما بالاتفاق على كلمة معينة لتنبيهي. هذا قد يوقف كل شيء، لأن طريقتهم كانت تساعدني على إدراك أن نبرة صوتي أو كلماتي قاسية أو جارحة. ثم كنت أرجع من جديد، وأعيد صياغة الكلام، وأواصل . هذا الأسلوب يميل إلى عدم شخصنة الخلاف وتحسين العلاقة.

 التربية المقدسة ٢

 

تقديم قدوة في حل الخلافات بطريقة صحيحة

يكتشف الطفل العنيد سريعًا كيف يعمل العالم المحيط به -والكثير من هذه الدروس يأتي من مشاهدة كيف تتعامل مع الأوقات الجيدة والسيئة في الحياة. ولأني كنت أمًا عنيدة، كنت أميل إلى الدفاع عن آرائي بحماس واقتناع لا يتزحزح. وما كان يجب أن أتفاجأ عندما كنت أتشاجر مع ابني العنيد على كل شيء تقريبًا، لكن كان يعوزني بعض الوقت لأكتشف أن ابني كان يعكس أسلوبي في الجدال والمشاجرة.

وعندما بدأت أقدّم قدوة، وأنا واعية لهذا، في كيف أريد أن يتعامل مع الخلاف، وقتها فقط بدأت علاقتنا في التحسن. على سبيل المثال، عندما نوشك على الاختلاف في أمر ما، أحاول أن أطرح أسئلة أكثر، وأقلل من طلباتي أو أوامري. "مايك، هل أنت تحاول الدخول في مشاكل؟" وهو يبدأ سريعًا في تبني نفس الأسلوب: "ماما، هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين أن تضخمي من هذا الأمر؟" وهذا يوفر فرصة لكل منا على إعادة التفكير –وعندما نهدأ ونتعقل، نتراجع عن مواقفنا بلباقة.

 

كان من أهم اقتباساتي عبارة قالتها أمي: "عندما كانت ابنتي الثالثة في عمر الخمس سنوات فقط، سألناها ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين. وبدون أي تردد، قالت على الفور: ‘أكون مشرفة’. وكانت تعني هذا!"

عندما يكون للأم والطفل رغبة متأصلة في القيام بدور المشرف، فهذا يخلق صراعات على السلطة، وقد تنتهي بالإضرار بالعلاقة. لكن إذا استطاعت الأم أن تفكر كيف كانت كطفلة وكيف كانت تريد أن تُعامل، يمكنها أن تتوقف وترى الموقف من منظور طفلها العنيد.

إن حياتكِ كأم لطفل يشبهك كثيرًا قد لا تكون سهلة في كل الأوقات، لكن يمكنكِ استخدام خبراتكِ الشخصية في تقوية العلاقة مع هذه النسخة الصغيرة منكِ. ثم إذا كان لديكِ فرصة لتشكي لأبويك، فهم بلا شك سيتعاطفون معك- لكن هناك فرصة كبيرة أن يقولوا أنكِ كنتِ كذلك، لكنكِ تستحقين أن يتعبوا لأجلكِ.

 

Cynthia Tobias is a best-selling author of several books, including You Can’t Make Me and A Woman of strength and Purpose.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2016 Cynthia Tobias. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

قصة الرب يسوع في كل الكتاب المقدس بالطول