Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

المزيد من هذه السلسلة:

الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ١          الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٢

الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٣          الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٤

الحديث عن الجنس مع الأبناء: ماذا أناقش؟ ٥


كما أن الموج جزء من طبيعة كل بحر، فإن المشاعر الجنسية المتضاربة، والعنيفة أحيانًا، هي جزء طبيعي من الصراع الذي يدور داخل كل مراهق فيكون أحيانًا كموج البحر في تقلباته المزاجية، وردود أفعاله غير المتوقعة.. فماذا نفعل حتى لا يؤثر هذا الصراع الداخلي على سلوكيات أبنائنا، في السنين التي تتشكل فيها شخصياتهم وقيمهم؟

 

لنخترق حاجز الحرج والخوف، ولنبادر بالحوار معهم عما يدور في رؤوسهم عن الجنس، ونتائج السلوك الجنسي غير السوي وتأثيره على نمو وتطور شخصياتهم، وكيف يمكن أن تتأثر اختياراتهم سلبًا أو إيجابًا على المستقبل الذي ينتظرهم، وعلى حياتهم ككل. في النهاية لابد أن يقرر الابن (أو الابنة) لنفسه ما سيختاره، لكنها مسئوليتنا نحن أن نعلِّمهم، بقلب أب وأم اختبرا الحياة، ما هو الاختيار الأفضل.

 

الشخصية.. النجاح.. المستقبل.. الحديث عنهم يُعطيك أفضل مدخل للحوار مع أبنائك عن النتائج التي تترتب على الممارسات الجنسية في غير موعدها، أو مكانها الصحيحين. ففي مرحلتي المراهقة والشباب المبكر يحتاج الأبناء إلى كل طاقتهم، وجهدهم لبناء شخصياتهم، وتطوير قدراتهم الخلاقة على التفكير، والتحصيل العلمي.. الانخراط في علاقات جنسية سرية سيشتت قدرتهم على التركيز، ويبدد الطاقة التي يحتاجون إليها ليكملوا طريقهم نحو النضج والنجاح.

 

العلاقة الجنسية بين أي شاب وفتاة خارج الزواج تُنتج شخصية أنانية، تعتاد أن تأخذ بدون اعتبار للطرف الآخر.. وأسوأ ما في هذه العلاقة هو الكذب الذي يمارسه الشباب (الذكور) ليحصلوا على ما يريدون من الفتيات دون التفكير في التبعات، أو الاستعداد لتحمل مسئولية العلاقة معهن.. هكذا تفسد الشخصية، ويصبح الغش هو الأسلوب المتبع لحصول الشخص على ما يريد! فلنناقش مع أولادنا تأثير هذا التوجه السلوكي على قيمة شخصياتهم، ومستقبل علاقاتهم مع شريك الحياة.. حيث تلعب الشخصية دورًا حيويًا في دعم العلاقة الحميمة والحب المتبادل بين الزوجين، عندما تتساوى بهجة العطاء مع متعة الأخذ.

 

"الماء المسروق حلو الطعم، والخبز الذي يؤكل في السر لذيذ!" هذا ما قاله الحكيم في القديم في وصف الإغراء الخادع لتجربة الجنس خارج الزواج. وأبناؤنا يسمعون اليوم هذه الكذبة، ولو بصياغة معاصرة مختلفة، فلنعلِّمهم أن الهلاك ينتظر كل الأغبياء الذين يجربون المسروق، ويسعون لتجربة المتعة في الخفاء.

 

هل الجنس هو التعبير الوحيد عن الحب؟ وهل يوجد جنس آمن؟ وهل صحيح أن الحمل لا يحدث مع أول ممارسة للجنس؟ كيف نطور قدرات الأبناء أن يقولوا لا؟ هذا ما سنجيب عنه تباعًا في المرات القادمة.


(نُشر بجريدة وطني بتاريخ ٣١ أكتوبر/ تشرين أول ٢٠١٠)

Copyright © 2014 Focus on the Family Middle East. All rights reserved

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول