Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 13 Reasons Why not Inside

 

بقلم: دانيل هويرتا

لم يعد المراهقون فقط هم مَنْ يتحدثون عن مسلسل «13 Reasons Why» الذي يُذاع على موقع Netflix؛ لأن الآباء والأمهات مهتمون أيضًا بقصة «هانا بيكر» وأسباب انزلاقها في طريق الانتحار. وبدأ يتساءل بعضهم: "ما هي الرسالة من هذا المسلسل؟ هل هو مسلسل يشجِّع على الانتحار؟"

أما أنا كأب ومشير للعائلة، اضطربتُ للغاية بالمشاهد الصادمة والصريحة في المسلسل التي تصور الانتحار، والإيذاء، والاغتصاب. وأنا أشكك في الأساس الذي بُني عليه المسلسل، وهو أن القصة المأساوية لـ «هانا» كانت نتيجة مباشرة للأفعال الرهيبة التي قام بها آخرون.. هذا تبسيط بشع ومُخل لقضية خطيرة. المرض النفسي والاكتئاب لم يُذكر أبدًا، ولم تقدّم القصة أي أمل حقيقي، ولم تعرض أية مساعدة ممكنة للمراهقين الحقيقيين الذين يصارعون مع الاكتئاب.

وبالرغم من أنني لا أنصح بمشاهدة هذا المسلسل، أظن أنه من المهم للآباء والأمهات أن يناقشوا بأمانة وانفتاح التحديات المزعجة التي يعرضها. الأهم من ذلك أبناؤنا المراهقون يحتاجون إلى أن يعرفوا أن الأمل موجود دائمًا، والمساعدة متاحة دائمًا. فيما يلي ١٣ رسالة يحتاج كل شاب أو شابة أن يسمعها.

١- لك مكان وسطنا

يحتاج المراهقون أن يفهموا أنهم جزء ضروري من عائلاتهم ومجتمعهم، ولديهم آباء وأمهات وإخوة يحبونهم ويحتاجونهم في حياتهم. كما يحتاج المراهقون أن يروا أنفسهم كأعضاء مهمين في مجتمع الكنيسة التي يواظبون عليها، وهي جزء صغير من عائلة الله الكبيرة.

٢- لك قيمة

لابد أن نساعد مراهقينا على أن يدركوا أن الله يراهم كمخلوقات ثمينة مِلك لخالقهم. يقول الكتاب المقدّس إن كل شخص فينا بمثابة تحفة فنية من صنع الله.. «لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.» (أف ٢: ١٠). الله خلق ابنك المراهق بإعجاز مدهش ( مز ١٣٩: ١٤).

٣- لديك موهبة

أحب دومًا أن أرى المراهقين يكتشفون لأول مرة شيئًا يجيدونه، سواء عن طريق موهبة طبيعية أو مكتسبة لم يكونوا يدركونها في السابق. الموهبة تمنحهم نظرة جديدة للعالم خارج المدرسة، ولمحة عن الفرص المتاحة لحياتهم. من الفرص الذهبية التي نملكها كوالدين أن نساعد شبابنا على إيجاد هذا الركن من العالم الذي يستطيعون أن يدخلوه بثقة وكفاءة، ونشجعهم في هذه الموهبة.

٤- الحياة قد تتغيّر في أية لحظة

يحتاج شبابنا أن يفهموا أن الحياة تشبه إلى حَد ما قطار الملاهي.. فهي تصعد وتهبط دائمًا، وقد تتغيّر في أية لحظة. قد تتغيّر إلى الأسوأ، لكنها قد تتغيّر إلى الأفضل أيضًا، وهذا يعتمد بشكل كبير على استجابتنا للتحديات. يحتاج الصغار أن يسمعوا أن البؤس والمصائب تمثل أوقات إحباط، لكن الأمل لايزال موجودًا. يحتاج مراهقونا أن يدركوا أنه في أسوأ لحظات الحياة، يلوح فجر يوم جديد في الأفق.

٥- الصورة الكبرى أكبر بكثير من كل التفاصيل

يميل المراهقون إلى الانحصار في لحظات منفصلة -مثل زائر إلى المتحف يقف أمام لوحة هائلة ويحلل لمسات الفرشاة في منتصف اللوحة. بالطبع لا توجد لوحة بدون لمسات الفرشاة، لكن من الضروري أن ترجع خطوة إلى الوراء، وتتطلع إلى المنظر الكلي. بالمثل بمقدورنا أن نشجع مراهقينا ليأخذوا نفسًا عميقًا، ويتراجعوا خطوة للوراء، ويتطلعوا إلى الصورة الأكبر. يوجد جزء كبير من اللوحة يحتاج أن يُملأ! لابد أن نساعدهم أن يدركوا أن حياتهم ستتألف من تفاصيل مشرقة وأخرى مظلمة، لكن كلا النوعين يشكلان معًا تحفة فنية عظيمة ومتفردة.

٦- العواصف تجعلك أقوى

أحب أن أساعد الصغار أن يتخيلوا شجرة جذورها عميقة وراسخة.. هذه الشجرة بعد إروائها بالماء تزداد قوة ونضارة حتى في حرارة الجو، وعندما تهب الريح تصير أكثر قوة استعدادًا للعاصفة التالية. نفس الشيء يحدث مع البشر.. عندما نواجه التجارب، نصير أكثر قوة، وأكثر قدرة على مواجهة التجارب المستقبلية. الضيقات بمثابة تدريبات؛ فهي تقوينا. نحن كوالدين نستطيع دائمًا أن نُظهر لصغارنا نماذج لشخصيات اجتازوا الضيقات وخرجوا منها أكثر قوة. في حقيقة الأمر كثير من الشخصيات الذين جاءوا من خلفيات صعبة يصيرون أكثر قوة في التعامل مع الضيقات وهم كبار.

 

دليل الوالدين الى مسلسل 13 Reasons Why

٧- قصتك لاتزال في طور الكتابة

أي مراهق تأتيه أفكار انتحارية يحتاج أن يدرك أن الانتحار يمثل نهاية غير طبيعية لما يمكن أن يكون قصة جميلة تدوم طويلاً. ربما لا نجد إمكانية لحل المشكلة، ولا انتصارًا على الضيق، ولا أملاً في يوم جديد. لكن الانتحار ليس انتقامًا أو ثأرًا؛ بل ينهي القصة قبل اكتمال كتابتها. الانتحار قرار لا يمكن إصلاح نتائجه.

٨- قصة الله العظيمة لاتزال في طور الكتابة

«العن الله ومُت».. هكذا قالت زوجة أيوب له بينما كان يواجه الألم والخسارة والمرض. ولو فعل ذلك، لفاته البركات الغنية التي كان الله يُعدها له، بالإضافة إلى مقابلة مهيبة ومنيرة للفهم مع الله الخالق. كان هناك الكثير ليُعمل في حياة أيوب بدلاً من الجلوس في الرماد. دعنا نساعد مراهقينا على رؤية أن قصة الله تسير بترتيب زمني مختلف عن الأوقات المظلمة في حياتنا. الله لم يفقد الأمل في أي إنسان منا. «إِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ.» (1بط ٥: ١٠)

٩- الله يعتني بألمك

كثير من المراهقين الذين يمرون بضيقات يبدأون بالاعتراض الأشهر في التاريخ على الثقة بالله: "إذا كان الله يحبني حقًا، فلماذا يسمح لي بأن أتعرض لكل هذا الألم؟" بمقدورنا أن نساعد صغارنا أن يروا أن وعد الله الثمين لنا سيقودنا ويقوينا عبر الضيقات، حتى وإن كان لن يجنبنا هذه الضيقات دائمًا، وحتى إذا لم يحصننا من تحديات الحياة، فهو يحبنا و«يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ» (٢كو ١: ٤). أحب أن أقرأ إشعياء ٢٦: ٣ كمصدر للطمأنينة: «أنت يارب تحفظ سالمًا مَن يثبت ويحتمي بك. توكلوا بالرب إلى الأبد، لأن الرب صخرة البقاء» (الترجمة العربية المشتركة). فيمَنْ يثق ابنك أو ابنتك؟ ساعده أن يرى السلام الحقيقي للذهن من خلال الثقة في الله، حتى وإن كان الله لا يعدنا بأن تكون الحياة سهلة وآمنة وخالية من الأخطار.

١٠- الله يراك

تقابلت مع مراهقين كثيرين قالوا لي إنهم لا يشعرون أن أحدًا يراهم أصلاً، ويتشككون إن كان يوجد من سينتبه لو أنهم اختفوا من على وجه الأرض. أحيانا لا يحتاج الشباب سوى مَنْ يراهم ويسمعهم. هناك شيء مميز في العلاقة عندما يتطلع المراهقون إلينا كملاذ آمن ليصارحونا بما في قلوبهم. نحن كوالدين عندما نصغي إليهم بدون إدانة يمكننا أن نفهم ما يجري في حياتهم. هذا ليس مجرد عمل سلبي؛ فالإصغاء الحقيقي يعطي قوة لتفهُّم مشاعر الآخرين وما يجتازونه من خبرات.

١١- هناك واقع يتجاوز ما تراه

جميعنا نميل إلى إساءة تصور الأمور لنعطي أسوأ تفسير للأحداث وأفعال الآخرين. وهذا ينطبق بشكل خاص على المراهقين؛ فأمخاخهم لم تنضج بشكل كامل بعد، ويجب على المناطق العقلانية من مخ المراهق أن تلحق بالمناطق العاطفية التي نضجت بشكل أسرع. لذا فإن تصوراتهم للأمور تكون مصبوغة بإفراط عاطفي وأحاسيس وخيال جامح يصور لهم أن الجميع غاضبون منهم أو يكرهونهم. قد يشعرون بالرفض عندما تغيّم عواطفهم على المشهد، أو عندما تشكل أحداث أخرى صورة أكبر لا يستطيعون رؤيتها. غير أن أمخاخنا تتعامل مع مشاعر الرفض مثل الألم الجسدي، وبالتالي يمثل الرفض جُرحًا حقيقيًا. ساعد أبناءك المراهقين على أن ينتبهوا إلى تصوراتهم ومشاعرهم -وأن يدركوا متى ينحرف تفكيرهم؛ حتى يحاولوا أن يفكروا بشكل أكثر واقعية ومنطقية فيما يحدث فعليًا لهم.

١٢- لديك فرصة لتكون نورًا

الرسالة الإيجابية الوحيدة في مسلسل "13 Reasons Why" هو التأكيد على أهمية وخطورة ما يفعله ويقوله المراهقون لبعضهم البعض. بمقدورنا أن نساعد المراهقين أن يدركوا التأثير السلبي أوالإيجابي الذي قد يتركونه على الآخرين. أشجع أبنائي أن يشجعوا الآخرين ويمدحوهم ويساندوهم، وأن ينظروا حولهم، ويبنوا جسورًا، ويتواصلوا مع الآخرين، وأن يبحثوا عمَنْ يأكلون بمفردهم، ومَن لا يجدون مَنْ يلعبون معهم، أو مَنْ يحتاجون إلى تشجيع على شيء يجيدونه. ليتنا نربي أبناءً يكونون متاحين لمَنْ يصارعون مع الوجع والوحدة!

١٣- يوجد عون وشفاء

أحد الأمور التي أحبطتني في هذا المسلسل هو التجاهل التام والتعامي عن المشكلات النفسية الحقيقية وراء مأساة انتحار المراهقين. تم تصوير حياة «هانا» بتركيز شديد على التحديات التي يمكن أن يواجهها أي مراهق -مع إشارة طفيفة للغاية على العون والشفاء المتاح لمَنْ يُجرح من أبنائنا. نحن كوالدين يجب ألا نسمح لأبنائنا أن يعانوا بمفردهم.. نحن أول مَنْ يجب أن يتجاوب مع الألم والصرخات الصامتة التي تطلب العون، كما يمكننا السعي لتوفير مساعدة متخصصة إذا اقتضت الحاجة. لا يجب أن يخوض أحد منا بمفرده في هذه التجارب. هذا مرض يمكن لأي أحد أن يتعافى منه.. هناك مصدر للعون.. هناك أمل..

 

هل تحتاج أو تعرف أحدًا يحتاج مساعدة؟

إذا تأثرت عائلتك بالقضايا التي أثارها مسلسل "13 Reasons Why"، وتشعر أنه سيكون من النافع أن تتحدث مع أحد عن الأمر، يمكنك الكتابة إلينا على البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


 

دانيل هويرتا هو نائب لرئيس التربية والشباب في مؤسسة Focus on The Family بأمريكا

Originally Published at FocusontheFamily.com ©2017 Focus on the Family. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول