Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: جولي سلاتري
 

لا تجعل أبناءك يأكلون السبانخ! لا تعطي طفلك عضاضة غير معقمة! لا تجعل ابنك المراهق ينام في يوم الجمعة! لقد بحثت في الكتاب المقدس من أوله إلى آخره ولم أجد أبدًا مثل هذه النصائح التربوية.

 

بينما يقول الكتاب المقدس الكثير عن التربية بشكل عام، فهناك إرشادات قليلة ومحدودة للغاية عن كيف تكون أبًا أو أمًا ناجحًا في التربية. في بعض الأوقات كنت أتمنى لو كان الرب محددًا أكثر في حديثه عن الأمومة بنفس القدر من الدقة الذي يشرح به أبعاد فلك نوح أو الاستعدادات الخاصة بذبيحة السلامة.

 

تدّعي بعض الكتب والبرامج أنها تعرف كيف يريدنا الرب أن نربي أبناءنا. ومهما كانت النصيحة مدّعمة بالأدلة، فإن هذا النوع من التفكير يحمل خطر الترويج للوصفة المسيحية. مثل هذه الوصفات قد تؤدي إلى انتهاج أسلوب منتفخ في التربية وفيها استقلالية عن الرب. ربما تعتقد أنك وجدت سر التوازن بين الحب والحزم، وتوفير الحماية لأولادك لكي تصنع منهم قادة وخدّام للكنيسة، ولكن توصينا كلمة الله في (كورنثوس الأولى ١٠: ١٢) بالآتي: "مَنْ يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط".

 

إن الوصفات التربوية الجاهزة قد تؤدي بك إلى خيبة أمل مريرة. إن التربية ليست كالمعادلات الرياضية التي تضمن نتائج صحيحة. والتوازن المثالي بين الحب والحزم والتعليم الكتابي لا يعني تلقائيًا أن يكبر أولادنا ليصبحوا أشخاصًا مؤمنين غيورين.

 

لو أراد الرب أن يكون لنا أسلوب محدد في التربية، لأعطانا طريقة محددة لذلك. ولكان قد عرّفنا كم دقيقة تصلح لعقاب طفل عمره ثلاث سنوات عندما يكذب. ولكان قدّم لنا إرشادات حول كيفية التعامل عندما يخرج مراهق عمره ١٧ عامًا ويرجع في وقت متأخر من الليل. لكن الرب لم يفعل ذلك. ولكن بدلاً من تقديم خطوات تفصيلية في التربية، فقد دعانا الرب إلى بناء علاقة معه. وبينما نربي أولادنا، يربينا هو.

 

إنه لا يريد علماء الرياضيات الذين يبتكرون حسابات دقيقة لتربية أبناء مثاليين، وإنما يريد آباء وأمهات يتشبثون باستمامة في وعوده الإلهية، ويتعلقون باتضاع في كل كلمة من كلامه، ويثقون في شخصه مهما كانت النتائج.

 

بينما كنت أتعلم كيف أقاوم فكرة الوصفة التربوية الجاهزة، تذكرت آية في سفر الأمثال تقول: "طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهرًا كل يوم عند مصاريعي، حافظًا قوائم أبوابي" (أمثال ٨: ٣٤). أنا أحب هذا التشبيه وهذه الصورة عن انتظار أبي كل يوم ليعلمني بينما أعلم أنا أولادي.

 

سألني أحد الأشخاص مؤخرًا: "كيف تعرفين أنكِ أم جيدة؟" وكانت إجابتي بسيطة: "أعرف أنني أم جيدة حين أكون ابنة جيدة أولاً". إن الأمومة الرائعة تبدأ وتنتهي بالاعتماد على الإرشاد اليومي لأبينا السماوي


دكتورة "جولي سلاتري" كانت تعمل في تقديم البرامج الإذاعية الخاصة بـ "Focus on the Family  " وأحد مؤسسي خدمة "Authentic  Intimacy  ".

Originally appeared October/November 2012 issue of Thriving Family magazine, titled "Trusting God." Copyright ©2012 by Dr. Juli Slattery. Used by permission  .

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول