بقلم: جون فولر
شعرتُ بالغضب الشديد؛ لأنني طلبت تقريبًا للمرة الألف من ابني أن يضع أدوات الصيانة في مكانها. لكنه بدا لا ”يستوعب“، لذا وجدت وسيلة جيدة على الجانب الآخر من الطريق. وكنت أفعل الشيء الذي أعرفه.. كنت أصيح!
هل لاحظت مرة أن الصوت العالي غالبًا لا يحفز الآخرين؟ وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال. لم يساعد الصياح ابني على تذكر إرجاع الأشياء إلى مكانها. ومن ثَّم لماذا كنت أصر على التنفيس عن غضبي بالصياح؟
بصراحة، كنت أربي حسب النموذج الذي رأيته في عائلتي. إن والدي لديه سمات شخصية رائعة؛ فهو شخص منظم، ومرح، ومشجِّع لجميع أفراد عائلتي. وهو أيضًا رجل قوي من جذور ألمانية إيرلاندية. وقد تعلمت منه أن أرفع نبرة صوتي عندما أكون غاضبًا. وبعد أن رُزقت بأبناء، وجدت أن مجرد التمرد البسيط منهم يُولِّد عندي وابلاً من الألفاظ الغاضبة.
وبينما أخذت الكثير من صفات والدي الرائعة، أعترف أنني لديّ مشكلة في التعبير عن غضبي بطريقة لائقة. وبالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها زوجتي، استغرق الأمر عدة سنوات لأدرك هذا النمط السلوكي لديّ وأحاول التخفيف من حدته.
وبدأت طريقي في التحسن بمجرد الإقرار بأنني لست أبًا مثاليًا.. وليس مطلوبًا أن أكون كذلك. ولا وجود لأب أو أم بلغ درجة الكمال! جميعنا لدينا عيوب، وبغض النظر عن أسباب نقائصنا، فإننا ندرك أن هذه العيوب هي الخطوة الأولى الهامة تجاه التغيير نحو الأفضل. حاول أن تدون خمسة أشياء رائعة فعلها والديك في تربيتهم لك – ثم خمسة أشياء لم تكن تحبها. على الأرجح ستدرك أن كلتا القائمتين يشكلان جزءًا من أسلوبك في تربية أولادك الآن.
أدركت شيئًا آخر وهو أن الأمر سيحتاج وقتًا طويلاً. هناك بعض الأنماط السلوكية يمكن معالجتها بسرعة وبسهولة. وهناك بعض الأنماط الأخرى تستغرق وقتًا ومزيدًا من الجهد. وقد أخفقت في مرات كثيرة لا أستطيع الاعتراف بها. وفي كل مرة أغضب على أحد أبنائي، كنت أواجه خيارًا: إمّا أشعر بالذنب تجاه الموقف، أوأتعلم منه. وكما لاحظ ”سي إس لويس“ ذات مرة: ”إن مرات الفشل هي علامات على طريق النجاح“. بمرور الوقت عندما تختار أن تنضج من خلال الفشل فهذا يؤدي إلى الأحسن.
Originally appeared in the January/February 2014 issue of Thriving Family magazine.
Copyright © 2013 Focus on the Family. Used by permission.
