Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سارة هيلجندورف

أراقب ابنتي «هولاند» ذات التسع سنوات وهي تسير في المنزل مرتدية حذائي بكعبه العالي، ويغطي رأسها "الإيشارب" المفضل عندي متدليًا حول عنقها.. بنفس الطريقة التي وضعته بها في وقت مبكر من اليوم. في وقت لاحق، تقوم بمساعدة أبيها «نيك» في المطبخ، وتلاحظه بينما يغسل الأطباق؛ ثم تتولى هي المهمة.

يبدو أن كل حركة نعملها تقدِّم درسًا بطريقة غير مباشرة عن كيفية فعل الأشياء. وهذا ينطبق أيضًا على العلاقات.. ولا توجد علاقة تؤثر على تقدير ابنتي «هولاند» لكيف ينبغي أن نتصرف فيما بيننا أكثر من علاقة زواجي بأبيها. إنها تراقب كيف نتصرف، وتميز ما تتصف به علاقتنا، وتلاحظ بشكل متكرر كيف يجب أن تسير الأمور.

يومًا من الأيام سترتدي ابنتي حذائي.. ليس فقط حرفيًا، بل مجازيًا من جهة دورها كشخص بالغ، وربما كزوجة وأم. أطفالك أيضًا سيسيرون على آثار خطواتك.

لذلك كيف نمنح أطفالنا المهارات التي يحتاجونها من خلال زواجنا؟ ما هي الدروس التي نعلمها إياهم في مجال العلاقات؟

الاختلاف في الرأي مقبول- بل وربما مثمر. عدم الاحترام ليس كذلك!

في بيتي، بعض أكثر المجادلات سخونة تحدث أثناء نشرة الأخبار. تؤدي التقارير الإخبارية إلى حوارات هامة، وأحيانًا مشاجرات ساخنة. تلاحظ «هولاند»، ولا أظن أن هذا شيء سيئ. في يوم من الأيام، أو ربما في معظم الأيام، ستجد نفسها على خلاف في الرأي مع شخص آخر.. أريدها أن تفعل هذا في إطار من الاحترام والثقة؛ لذا نحن نُظهر لها كيف يحدث هذا.

نحن ندع «هولاند» تشاهد الخلاف لتصل لها رسالة بأن الخلافات شيء طبيعي- الخلاف معناه أن كلا الطرفين اثنان طبيعيان من البشر. ما الذي يساعدنا؟

- لا تدع طفلك ينحاز لأحد الجانبين.

- ابتعد عن مسامع طفلك عندما يكون الخلاف على المال، أو أسلوب التربية، أو الجنس.

- تجنب إضفاء صبغة أخلاقية على شيء ليس له علاقة بالأخلاق. الأطفال يرون الحياة بالأبيض والأسود فقط، لذا ساعدهم أن يدركوا أن ليس كل خلاف في الرأي حول الصواب والخطأ.

- لا تدع طفلك يرى أن الحل عند أحدكما دائمًا. أنت لن تريد أن تصله رسالة بأن أحدكما يرضخ والآخر يستقوي. أليس كذلك؟

كلنا نخطئ ونحتاج للغفران..

في بعض الأحيان نتصرف «نيك» وأنا بشكل غير لائق تجاه أحدنا الآخر. على سبيل المثال، ربما تسمعنا ابنتنا نقول لأحدنا الآخر: "هذه أسوأ فكرة سمعتها في حياتي." عندما نتسرع ونقول ما يأتي على خاطرنا، فإن تعليقاتنا لا تكون دائمًا أفضل شيء لأننا لم نراجعها مع أنفسنا. وعندما نفعل هذا، فإن ابنتنا ترانا نقدم نموذجًا في الاعتراف بأننا تجاوزنا الحدود والاعتذار. ما الذي يساعدنا؟

- عندما ينحدر مستوى الجدال، من الحكمة الابتعاد عن مسامع الأطفال. ثم عاود الظهور مرة أخرى للحل.. مقدمًا نموذجًا في طلب الغفران والمسامحة.

- كن صادقًا.. إذا ظهر على وجهك العبوس، وتجنبت التواصل البصري بعد "التصالح"، أي رسالة ستوصلها عن الاعتذار الأجوف والغفران غير الحقيقي؟

- بالرغم من أن الميل لتوجيه أصبع الاتهام يكون كبيرًا، ركز على الجانب المتعلق بك في الخلاف، بدلاً من تركيزك على الجانب الخاص بشريك حياتك.

الالتزام يعني أن نكون متاحين لأحدنا الآخر، حتى إذا كنت تفضل التواجد في مكان آخر..

يذهب زوجي مرة كل عام في رحلة صيد وتخييم مع مجموعة من أصدقائه. في أحد الأعوام تزامنت هذه الرحلة مع إصابتي بإنفلونزا شديدة تجعل أي والدين أكفاء بلا أي فائدة. بقيَ زوجي في البيت، ولم يوجع ضميري لأنه فعل هذا.

أحيانًا تحتاج العلاقات منا ذلك- أن نكون محبطين لأن المهمة التي أمامنا تخصنا نحن، لكننا نفعلها على أية حال. ما الذي يساعدنا؟

- من الجيد للأطفال أن يروا أن المشكلات تحدث، وأنكما ملتزمان بحلها معًا.

- لا تتصرف بطريقة «واحدة بواحدة»: "أنا عملت بدلاً منك الأسبوع الماضي، لذا أتوقع منك أن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ." هذا النوع من المقايضة يجعل مساعدة الآخر كنوع من الدَّيْن وليس الالتزام.

- امتدح التزام شريك حياتك أمام الأطفال: "أعرفُ أن الأمور كانت عصيبة في العمل مؤخرًا، وأنا أقدّر جدًا كل ما تفعلينه لنا."

الزواج يستحق بذل الجهد..

نحن لا نخرج بمفردنا كثيرًا، لكننا نستمتع بقضاء الأمسيات معًا في البيت، ويتضمن ذلك تناول الحلويات المتميزة. تحب «هولاند» الحلوى، لكنها تدرك أن اللقاءات التي تتأخر عن موعد نومها لا تتضمن وجودها. الأهم من ذلك، إنها ترانا نوفر وقتًا، ومكانًا، ونعمل على كتابة قائمة مشتريات لنغذي علاقتنا.

نحن نُظهر لابنتنا أن الزواج يستحق الاهتمام به. إنها تلاحظ أننا نستمتع بقضاء الوقت معًا، وبوجود شخص نتحدث إليه ونحتضنه- وكأننا نقيم حفلات ليلية في سرير أكبر من سريرها.. وهذا شيء تحبه جدًا. ما الذي يساعدنا؟

- من السهل أن ننسى جوانب الترفيه والمرح في الزواج، ونوصل رسالة بأن الزواج هو مدينة الملل. من حين لآخر تخليا عن المسؤوليات، واخرجا لتناول الآيس كريم، لتشهدا بأن الزواج به مهام منزلية ودفع فواتير، ولكن به أيضًا الحلوى والآيس كريم!

- سمعت ذلك من قبل: لا تتكلم عن شريك حياتك بكلام سيئ. هذا يوصل القليل من الاحترام لشريك حياتك ولزواجك.

لسنا كاملين، ولابد أن أشارك أيضًا بالدروس السلبية التي أدركت أنني أعلمها لابنتي عن العلاقات.

العلاقات الاجتماعية مهمة فقط عندما تكون مريحة!

بالرغم أنني لم أقصد أبدًا أن تستنتج «هولاند» هذا، لكنه حدث. مؤخرًا سألتني: "ماما، مَنْ هم أصدقاؤك المقربون.. بخلاف بابا؟" إنها لا تراني دائمًا أجعل العلاقات خارج زواجي كأولوية. إلا أنني أعرف أننا نحتاج للدعم من علاقاتنا الاجتماعية الأوسع حتى ننجح كزوجين وكعائلة، وأريد لابنتي أن تشاهد كيف نستثمر في حياة آخرين، حتى إذا كان هذا الأمر غير مريح. نحتاج إلى عمل بعض التغييرات، وهذا اقتراح من كتاب «إيرين سمالي» و«كاري أوليڤر» «صديقات كبيرات» (Grown-up Girlfriends)، ويبدو أنه اقتراح جيد كنقطة بداية: "اتركي مساحة في جدولك للصديقات. من السهل جدًا أن نقول العبارة الشائعة: 'أنا مشغولة جدًا!' بالتأكيد أنتِ مشغولة، ولكن ما هي بعض الطرق المبتكرة لكي توفري مساحة في جدولك للأصدقاء؟"

نحن مسؤولون عن عواطف أحدنا الآخر!

 تعرفين تلك الأيام التي يعود فيها شريك حياتك إلى البيت في حالة مزاجية سيئة، ثم تصبحين أنت نسمة رقيقة، وتحافظين على نفسك في حالة مزاجية جيدة، وتشجعينه وترفعين من معنوياته؟ طبعًا طبعًا.   

في كثير من الأحيان عندما يعود زوجي إلى البيت متضايقًا، فلا ينتهي الأمر بي فقط في الحضيض، لكني أغضب منه لأنه أخذني إلى هناك. هذا يعلِّم طفلتي أن شخصًا آخر غيري هو المسؤول عن سعادتي. كما يقول «ليز وليزلي باروت»  في كتابهما «إسعاد الآخر» (Making Happy): "ليس وظيفته أو وظيفتها أن تجعلك سعيدًا.. السعادة قرار داخلي."

 

وتباعًا سنجرّب هذه النصيحة من خبير العلاقات «كين سانداي»:

  •      تعرّف على مشاعرك.
  •      حدد مصدرها.
  •      توقع التبعات المترتبة عليها.
  •      وجهها في المسار البنّاء.

أيها الآباء والأمهات، أطفالنا يراقبون. بالإضافة إلى أحذيتنا، إنهم يستعيرون مواقفنا، ويحاولون تجربتها على مقاسهم. تأمل الدروس العلاقاتية -الجيدة أو السيئة- التي يتعلمها أطفالك من زواجك .


From the Thriving Family website at thrivingfamily.com. © 2015 Focus on the Family. Used by permission. 

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول