Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 Why Do Kids Misbehave inside

بقلم: مايكل أندرسون وتيموثي جوهانسون    

تقول القصة أن ويلي سوتون، سارق البنوك الخطير وفنان الهروب من السجون، سأله أحد الصحفيين ذات مرة لماذا يسطو على البنوك. وفقًا للقصة يجيب سوتون: "لأن البنوك تحتوي على أموال!" قد تكون القصة مضحكة، لكنها تذكرنا بشغف البشر بطرح أسئلة تبدأ بكلمة "لماذا؟" عن سلوكيات الآخرين، بينما السبب واضح ولا يحتاج إلى سؤال. لماذا تُسرق البنوك؟ لأنها تحتوي على أموال.

نفس المبدأ ينطبق كثيرًا على تربيتنا لأبنائنا. يسأل الآباء والأمهات أسئلة ينتظرون منها على إجابة معقدة للسلوكيات المزعجة التي يرونها في أبنائهم:

"لماذا لا تريد ابنتي (6 سنوات) الذهاب إلى النوم ليلاً؟"

"لماذا يتأخر ابني المراهق في إنهاء واجباته المدرسية؟"

"لماذا لا تتوقف ابنتي عن المجادلة؟"

في معظم المواقف، لا تكون الأسباب التي تجعل الأطفال ينخرطون أو يستمرون في أي من هذه السلوكيات معقدة أبدًا. هناك شيء يعود على الطفل، ثمة مكافأة ما للسلوك السلبي الذي يقوم به. بكلمات أخرى، هناك فائدة ما تعود عليه.

لماذا لا يتوقف ﭼاشوا صاحب السنتين عن البكاء؟ الإجابة هي: لأن البكاء يأتي بنتيجة لدى عائلة ﭼاشوا. عندما تقول طفلة ذات خمس سنوات إنها تكره السبانخ واللحمة، وتأكل بطاطس مقلية بدلاً منها، فهي تعلم أن هذا الأسلوب يأتي بنتيجة. كذلك الصبي ذو العشرة أعوام الذي يتجاهل والديه عندما يخبرانه بالتوقف عن اللعب بألعاب اﻟﭬيديو، فهو يفعل هذا لأنه يعرف أنه سيواصل اللعب لثلاثين دقيقة أخرى قبل أن يتحدث أحد والديه بجدية أكثر. في النهاية تجاهله لوالديه يأتي بنتيجة بالنسبة له.

 

كما ينطبق نفس الشيء على الأطفال الأكبر سنًا أيضًا. بمرور الوقت يتعلم المراهقون أنهم إذا ما لبسوا سماعات الأذن في السيارة، فلن تسألهم أمهاتهم هل انتهوا من واجباتهم المدرسية أم لا. كما يتعلمون أن السهر لوقت متأخر في يوم الجمعة والاستيقاظ متأخرًا يوم السبت، سيجنبهم المساعدة في تنظيف البيت. أو إذا تسببوا في عدم نظافة المطبخ بينما يحضرون لأنفسهم طعامًا، فإن ماما ستعد لهم الطعام بنفسها بعد ذلك.

ربما لا يقبل كثير من الآباء والأمهات هذه الفكرة بسهولة، لكن الحقيقة أن الأطفال يسيئون التصرف لأن هذا يأتي بنتيجة في منزلهم. لذلك من المنطقي جدًا أن تكون إحدى الاستراتيـﭼيات الحكيمة والفعالة في التربية أن نحرص ألا تؤدي الاختيارات السيئة للصغار إلى نتائج إيجابية بالنسبة لهم، سواء بإزالة هذه النتيجة أو بتطبيق تبعات تجعل من الشيء الذي يهدفون إليه مكلفًا جدًا فيتخلون عنه.

 

إزالة الهدف المنشود

أحيانًا يكون من السهل أن تعرف ما الذي سيجنيه الطفل من وراء سلوك معين. يطلب الطفل في عمر المشي مثلاً مشروب الشيكولاته أو المقرمشات بالنواح. هذا البكاء مُزعج لك، لذلك تفضل أن تعطيه ما يريد حتى ترتاح، وهذا من شأنه أن يعزز هذا السلوك السلبي.

في كل مرة يُكافئ السلوك، تتعمق نظرة الطفل بأن هذا السلوك ناجح ويأتي بثماره. وحتى الحرمان أو التأديب من حين لآخر لن يغيّر السلوك؛ لأن البكاء يأتي بنتيجة في أحيان أكثر. الإقلاع عن هذه العادة السلوكية تحتاج إلى مثابرة. ولكي تنجح في هذا لابد أن تبطل البكاء كوسيلة فعالة. ولكي ينجح الصغار في تغيير هذه العادة، وهي عملية صعبة، فهذا لن يتحقق إلا بالاستمرارية والثبات على الشيء الجديد.

 

في أحيان أخرى، النتيجة المرجوة قد لا تكون واضحة بسبب طريقتنا المختلفة في التفكير كأشخاص بالغين. على سبيل المثال، التواصل البصري مكافأة عظيمة للأطفال قبل سن المدرسة. كذلك الحصول على حضن أو طبطبة، أو إقناع الأب أو الأم أن يتوقف عن الاهتمام بطفل آخر. تأمل أمًا تتسوق مع طفليها: يوستين، 5 سنوات، الذي ربما يظن أن ليزا، 3 سنوات، تحصل على اهتمام أكبر منها. يدرك يوستين أن هذا الاهتمام سيتوقف إذا تلكأ خلفها أو أخذ يجري هنا وهناك. هو على حق. عندما يجري هنا وهناك، يتوقف الاهتمام بليزا تلقائيًا.

التحدي أمام هذه الأم أن تجعل يوستين يمشي بجوارها بدون مكافأته بمزيد من الاهتمام بعد ما يجري هنا أو هناك. ربما ببساطة تمسك يده، وتضعها على عربة الدفع في كل مرة يبدأ في التلكؤ. كما يمكنها أن تتفق معه على أنه لن يحصل على التحلية بعد العشاء في ذلك اليوم إذا لم يتصرف بشكل لائق أثناء التسوق. وحتى إذا حصل الطفل على بعض المكاسب من سلوكه السلبي، فإنه سيتعلم في النهاية أن النتيجة بشكل عام مكلفة جدًا بالنسبة له في مقابل التخلي عما يهدف إليه.

 

نكد قبل النوم

في كثير من العائلات، يمثل وقت النوم أفضل بداية للبدء في إزالة الأهداف التي يسعى إليها الطفل من خلال سوء تصرفه. يبرع الصغار في اكتشاف طرق لتمديد وقت النوم لنصف ساعة مثلاً، بينما الوالدان كثيرًا ما يعجزون على مجاراة براعة طفل ليس لديه شيء أفضل من محاولة الحصول على تسديد المزيد من احتياجاته ورغباته. بعض هذه الأهداف واضحة -يريد أن يشرب الماء، أو يحصل على بعض الحلوى، أو حضن آخر. لكن تذكر أن الاهتمام والتواصل البصري هي أهداف في خطة الطفل. يمكن تحفيز الأطفال بمجرد المشاركة.

هناك استراتيـﭼية تُسمى "طاقية الإخفاء" تنجح مع بعض الصغار لمنع المزيد من التأخير في النوم. هذه اللعبة تتضمن أن يكون البيت كما لو كان الطفل قد ذهب فعلاً لينام. قم بالطقوس الاعتيادية قبل النوم لابنك مثل تناول شيء خفيف، غسل الأسنان، قراءة الكتاب، التغطي، تلاوة صلوات، وهكذا. كما يمكنك أن تحبط أية أساليب يمكن توقعها لتأجيل النوم بأن تجعل الطفل يذهب إلى الحمام، أو يتناول كوبًا من الماء قبل النوم. تذكر أن تزيل الدُمى، والأجهزة الإلكترونية، وأي عوامل تشتيت أخرى. ولكن بعد أن تقول "تصبح على خير"، اترك الغرفة ولا ترجع ثانية.

 

من هذه اللحظة فصاعدًا، يكون الطفل غير مرئي، كأنه ارتدى طاقية الإخفاء. إذا قام بالنداء عليك تجاهله. وإذا خرج من غرفة نومه، لا تنظر إليه. يمكنك متابعة بعض الأعمال، أو قراءة مجلة أو كتاب، أو في ترتيب الغرفة أو المطبخ -ولكن بدون النظر إلى الطفل أو الرد على أية أسئلة أو شيء يقوم به الطفل. من الهام أن تفعل كل هذا بدون عاطفة، سواء بالقبول أو الرفض. إذا قلت أي شيء، يجب أن تكون مباشرًا وتقوله بدون النظر في عينيه: "لا أستطيع التحدث إليك الآن. ليس مفترضًا أن تستيقظ الآن."

هذه الخطة البسيطة الصامتة كثيرًا ما تحل مشكلة وقت النوم. إذا لم تنجح أول مرة، لا تقلق. نظّم أمرك مرة أخرى واستفد من الخبرة، وحاول مرة أخرى في الليلة التالية.

 

اساسيات فن التاديب 4

وَحل الدوافع

كثير من الآباء والأمهات يسقطون في فخ التركيز المفرط على دوافع الطفل. بينما نبذل جهدًا لفهم ما يهدف إليه الطفل من وراء تصرفاته السيئة، أحيانًا نغفل السلوك السيىء نفسه. على سبيل المثال، عندما تسأل الطفل ببراءة: "لماذا تفعل هذا؟" قد يتحول الحوار بعيدًا عن الحقيقة الهامة أن الطفل أساء التصرف فعلاً. والغريب أنه قد ينتهي الأمر بالأب أو الأم دون قصد إلى تبرير سلوك الطفل وهذا قد يؤخر نضوجه.

تخيّل أن لديك ابنة مراهقة تجاوزت السرعة وهي تقود السيارة، وتسألها لماذا تجاوزت السرعة، فتقول لك إنها أسرعت لأنك نسيت أن توقظها، أو لأنها تأخرت لأنك كنت تناقش معا خططها بعد المدرسة. أيًا كان ردها، غالبًا سيكون من نوعية الردود التي تؤدي إلى إخراجها من هذا المأزق بقدر المستطاع. ربما يكون ردها بالبكاء قائلة: "أنا آسفة جدًا." وربما لا تعرف لماذا تجاوزت السرعة -أحيانًا لا يوجد تفسير منطقي- لذلك فإن سؤالنا في حد ذاته قد يدفع الأبناء لاختلاق إجابة. كل ما نحتاج أن نفهمه هو أن القيادة بسرعة هو سلوك نجح بطريقة ما مع هذه الابنة، وكل ما زاد من حوار قد يجعلنا نتغافل الدرس. الأمر يشبه النظر إلى دلو من الماء العكر بعد أن قلَّبناه -بينما كان منذ قليل ماءً رائقًا.

عند هذه اللحظة، ربما تفكر، كيف أزيل الهدف من وراء السلوك السلبي إذا لم أسعى لفهم ما هو الهدف أصلاً؟ بناءً على المخالفة، ليس من الضروري دائمًا أن تكتشف هذه التفاصيل. نحتاج فقط أن نجعل السلوك غير المقبول مكلفًا أكثر من الهدف الذي يرمي إليه الطفل من وراء السلوك. فالابن الذي اعتاد ضرب كراسي غرفة الطعام، عندما يُحرم من ألعاب اﻟﭬيديو أو دُمية مفضلة لعدة أيام، يمكن أن يُوقف هذه العادة سريعًا. ببساطة يجب أن يدرك الطفل أن سلوكه السلبي مكلف بالنسبة له.

 

عندما تسأل ابنك، أو شريك حياتك أو أصدقاءك في الكنيسة، أو طبيب نفسي عن الأسباب التي تدفع ابنك لضرب الكراسي، فغالبًا ما قد تدخلك في حوارات معقدة قد تأخذك بعيدًا عن الموضع الأساسي، وقد لا تعرف كيف ترجع مرة أخرى إلى الموضوع. كل ما تحتاج إلى فهمه يتمثَّل في الحقيقة البسيطة التي تقول إن السلوك يأتي بفائدة ما إلى الطفل. ابنك يضرب الكرسي لأن هذا يؤدي إلى ما يبحث عنه: ربما جرح مشاعرك أو إنهاء حوار ممل على العشاء. هذه قد تكون أهداف في خطة الطفل. هذه التفاصيل لن تهم في النهاية. لابد أن يكون تركيزنا ببساطة أن نحرص على ألا يؤدي سلوك ضرب الكرسي إلى نتيجته المرجوة.

حدد القواعد التي سيتبعها أبناؤك وكيف تكون استجابتهم عندما يتجاهلونها. يمكنك دائمًا مقاومة الاندفاع نحو التساؤل عن دوافع سوء التصرف، وأن تجعل السلوك بهدوء مكلفًا بالنسبة للطفل. لا تظهر السلوكيات المزعجة على الأغلب في يوم وليلة، ولا يُفترض أن تنتهي في يوم وليلة أيضًا. لابد أن تكون التبعات مكلفة للطفل بالقدر الذي يكفي لإيقاف السلوك غير المقبول.

 

التجهيز لمواجهة العالم الحقيقي

نحن كبالغين نعيش في نفس العالم الذي نعد أبناءنا للعيش فيه. ونحن نعترف بتكلفة الواقع الذي يبدأ الصغار في استيعابها. على سبيل المثال، بعد رَد شيك أو شيكين، أو دفع المصروفات المتأخرة على بطاقة الائتمان، فنحن نتعلّم أن تكلفة بعض السلوكيات مرتفعة للغاية. من اللافت للانتباه أن دوافعنا -والأسباب وراء سلوك ما- ليست عادة جزءًا من هذه الحوارات. على الأغلب لا أحد منا عندما يُغرَّم للركن في الممنوع يُسأل لماذا ركنت سيارتك هنا. كذلك لا تحصل على رسالة إلكترونية من شركة الإنترنت تقول إنك كنت تمر بأسبوع صعب ولديك أسباب وجيهة منعتك من دفع الفاتورة. عندما نخرج سؤال ”لماذا“ من الصورة، تتوفر بيئة جميلة للنضوج. نحن نرتكب مخالفة، ثم نعاني من تبعات منطقية، ولا داعي لدراما لا طائل من ورائها.

 

نرجو أن تكون هذه أخبار سارة لك. إذا أظهر طفلك سلوكيات مزعجة، فإن أصعب خطوة ربما تكون الاعتراف بأن هذا السلوك قد تم تعزيزه ومكافأته بطريقة ما. لا يوجد أب أو أم ملتزم يتعمد جعل المناخ في بيته مشجعًا على البكاء أو الجدال أو التمرد. لكن الخطوة التالية مهمة للغاية: كثير من السلوكيات المزعجة يمكن إزالتها بدون التمحيص أو الغوص في الدوافع. فقط تحتاج أن نبدأ من جديد، ونتأكد أن السلوك السلبي المزعج لا يُعزز أو يُكافأ، وإنما يتكبد الطفل تكلفة مناسبة وبشكل مستمر.

هذا ليس سهلاً. لكنه سيصبح أسهل على المدى البعيد. عندما نفهم خطة الطفل للحصول على ما يريد-ونتجاوب بهدوء وبشكل غير متناقض- ننجح في إيقاف السلوكيات الكبيرة المزعجة التي تأزمت العلاقة بين الطفل ووالديه بسببها.


Michael Anderson is a licensed psychologist who has spent 30 years studying the ways kids grow up. Timothy Johanson is a pediatrician with a deep commitment to helping parents find better ways to support their children's development.

 

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com.  © 2016 GISTWorks, LLC.  All rights reserved.  Used with permission.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول