Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

No More Empty Words inside

 بقلم: مايكل أندرسون وتيموثي جونسون

كلما كانت الكلمات أقل، أصبحت التربية فعّالة أكثر.

نعم، التربية الجيدة تتضمن الكثير من الكلام.. نحن نتحدث مع أطفالنا عن يومهم، أحلامهم، أصدقائهم، اهتماماتهم؛ لكن في بعض جوانب التربية التي تتضمن التدريب، والتأديب، والتقويم، يكون التقليل في الكلام هو الاختيار الأفضل.

ربما تدرك هذا بالفعل.. إذا وجدت نفسك تكرر كلامك كثيرًا في مسألة خاصة بالتأديب، فمن الواضح أن ما تقوله ليس له تأثير- وإلا ما احتجت أن تكرره. وبينما ستجد بعض الأطفال يقدرون الاهتمام، لكن في المقابل هناك كثيرون قد يضجرون بسبب الكلام المتكرر الذي لا يتوقف من الوالدين، ولا يريدون سوى أن تتوقف الضوضاء.

نحن نتفق مع هذه المشاعر؛ فأسلوب المحاضرات لا يؤتي نفعًا. في المقابل، تعليم الطفل من خلال تبعات اختياراته له فاعلية كبيرة. وهناك سبب وجيه في ذلك: كلمات التهديد والتحذير تولّد لدى الطفل شعورًا بالخزي والإحباط، لكن التبعات الواضحة تؤدي إلى التغيير.

 

كيف يتعلّم الأبناء

كثير من الآباء والأمهات اعتادوا على التحدث مع أبنائهم كجزء من التزامهم بأن يتواجدوا ويكونوا متاحين لأبنائهم؛ وهم يريدون أن يوصلوا لطفلهم: ”أنا هنا، أنا أراقب، وأنا أحبك.“

هذا أمر طبيعي وصحي في جوانب عديدة من التربية، لكن عندما يتعلق الأمر بالتقويم والتأديب، فإن الإفراط في الكلام يحتاج إلى وقفة من أجل بدائل أخرى تساعد الأبناء على التعلُّم. تُظهر العديد من الأبحاث أن الأبناء (والكبار) يتعلمون ثماني مرات أفضل من الخبرات الأولية عن الخبرات الثانوية. ما نقصده بالخبرة الأولية أنها شيء يحدث لنا، والخبرة الثانوية أنها الشيء الذي نسمع عنه.

على سبيل المثال، إذا سمع مراهق يقود سيارة في نهاية الأسبوع تقريرًا على الراديو ينصح بتوخي الحذر في القيادة بسبب وجود حملات مرورية مكثفة، فهذه خبرة ثانوية. لكن حصوله على مخالفة سرعة هو خبرة أولية، ستساعد المراهق على أن يتذكّر أن يبطئ سرعته في المستقبل. المحاضرات أو التوبيخ من الوالدين أو الشرطة قد تولّد مشاعر الخزي، لكن مخالفة السرعة التي تكلف شيئًا تحفز على تغيير فعلي.

 

احذف الكلمات غير الضرورية

لذلك، كيف نساعد الصغار على اكتساب مزيد من الخبرات الأولية، حتى يتعلموا كيف يصنعون قرارات صائبة؟ ابدأ بحذف الكلمات غير المثمرة. من أكبر أخطاء التأديب التي قد يختبرها الآباء والأمهات هو تكرار استخدام كلمات التهديد والتحذير والتذكير: ”لا تنسَ أن تأخذ معك كيس الزبالة“، ”إذا لم تنتهِ من واجباتك المدرسية، لن تلعب ألعاب الـﭬيديو هذا الأسبوع“، ”أخبرتك ثلاث مرات حتى الآن أن تدخل لتنام.“

التهديدات والتحذيرات والتذكيرات كلها تخبر أبناءنا أنهم قد أخفقوا في الماضي، ويفشلون في الحاضر، وسيفشلون في المستقبل. التحدث بكثرة عن الماضي، أو الحاضر، أوالمحتمل في المستقبل لا يساعد الصغار على النمو.

هذا الإفراط في الحديث يكون في الأغلب غير فعّال على الإطلاق عندما نتحدث إلى أطفالنا عن أخطائهم، بينما هذه الأخطاء لا تكلفهم أي شيء تقريبًا. هذا يؤدي إلى مناخ يغلب عليه الكلام والتناقض، ويُنتج بيتًا تمتزج فيه المحاضرات غير المجدية مع الفشل يهدف السماح للتبعات بأن تعلّم الأبناء. الكلمات الجوفاء تحرم أطفالنا من فرصة أن يتعلموا من اختياراتهم بدون تدخلنا.

لماذا نتدخل فنمنع الأبناء من دفع تكلفة الاختيارات التي صنعوها؟ قد نظن أننا نحميهم من الألم والإحباط، أو ننقض عليهم بالغفران لنتجنب التوتر في العلاقة. في الواقع، نحن نسلب أطفالنا فرصة للنضوج.

 

تحديات شبكات التواصل الاجتماعي

 

تكلفة معقولة

الوسيلة الأفضل للأطفال ليتعلموا هي من خلال التبعات القصيرة المكلفة، والتي ليس فيها مغالاة أو خطر. بشكل عام، بمقدور الوالدين أن يعتمدوا على نوعين من التبعات: الطبيعية، والمبنية على قواعد سلوكية. التبعات الطبيعية تحدث عندما تخلق خبرة ما تلقائيًا نتيجة طبيعية لها.. الطفل الذي يرفض نصيحة أمه ليحمل مظلة في يوم ممطر، النتيجة الطبيعية لسلوكه أن تبتل ملابسه في انتظاره لأتوبيس المدرسة. أمّا التبعات المبنية على قواعد سلوكية هي التي يتم الاتفاق عليها كنتيجة لانتهاك قاعدة سلوكية معينة، أو في التعامل مع المواقف التي ليس لها تبعات طبيعية واضحة.. الابنة التي لا تغسل الأطباق أو الابن الذي لا يتمم مهامه المنزلية يخسر الوقت المتاح للعب بالدراجة أو ألعاب الـﭬيديو. كثيرًا ما يكون هناك صلة منطقية مع ما نتوقعه منهم، مثل حرمانه من دُمية أو لعبة مفضلة لديه لبعض الوقت إذا لم يجمعها من على أرضية الغرفة.

أفضل مناخ للتعلُّم يتحقق عندما يستعمل الأب أو الأم كلمات قليلة في تأديبه لأبنائه، مع تطبيق تبعات معقولة عندما يسيئون التصرف، وكذلك مكافآت معقولة عندما يحسنون التصرف. في هذا المناخ، سيدور معظم كلام الوالدين عن المستقبل في توضيح توقعاتهم والتبعات التي سيفرضونها على أبنائهم عندما ينجحون أو يفشلون في تحقيق هذه التوقعات. هذا يوصِّل للأبناء أن لديهم فرصة ليختاروا أن يتصرفوا بشكل جيد، وأن هناك تكلفة لابد أن يدفعوها عن إساءة التصرف.

بمجرد أن يعتاد الأطفال على هذه الطريقة، لن يكون هناك حاجة لمناقشات طويلة.. والنتيجة أن الكلام غير الملائم سيقل، وشعور الأبناء بالخزي سيقل أكثر؛ وسيصبح كل يوم فرصة للأبناء لاتخاذ قرارات صائبة.

جرِّب أن تطبّق هذا على طفل عمره ست سنوات. ولنفترض أن الطفل أتقن مهمة أن يرتدي ملابسه بنفسه، ستخبر الطفل: ”إذا ارتديت ملابسك اليوم في الساعة الرابعة، ستذهب إلى النادي. الساعة ستدق الرابعة بعد ٤٥ دقيقة، لذا لديك وقت كافٍ.“ عندئذ في الرابعة وخمس دقائق يمكنك أن تنادي قائلاً: ”هل انتهيت من ارتداء ملابسك؟“ إذا رد الطفل بـ ”لا“، سيقول الأب أو الأم: ”حسنًا، سنحاول غدًا مرة أخرى.“ لقد أجاب الأب أو الأم بطريقة ودودة، وبدون انتقاد أو كلام كثير.. فقط ليس هناك فرصة للذهاب إلى النادي.

كيف سيبدو الأمر لطفل عمره ١٧ عامًا؟ قد تكون القاعدة السلوكية أن الأسرة ربطت حريات هذا الابن/ الابنة، بما في ذلك الخروجات مع الأصدقاء، بمستوى معين من الأداء في المذاكرة. وعلى مدار ثلاثة أسابيع على التوالي، عندما يراجع الأب تقارير المدرسة عن الابن أو الابنة، يجد أنه يؤدي جيدًا، وملتزم تجاه المدرسة. ثم في الأسبوع الرابع من الشهر، يراجع الأب الأمر فيجد أنه متأخر عن أداء خمسة واجبات، ودرجاته تراجعت بنسبة ٣٥%.

لنفترض أن هذا لا يتماشى مع المعيار الذي وضعته الأسرة، يجوز للوالدين أن يحرماه من امتياز الخروج مع الأصدقاء. وقد يقول الأب ببساطة لابنه المراهق: ”أحب أن أراك تخرج مع أصدقائك، وأعرف مدى أهمية ذلك بالنسبة لك. انتهِ من الواجبات المتأخرة، واعمل لرفع درجاتك، وستعود الأمور لطبيعتها في أسرع وقت ممكن.“ لا داعي لمزيد من الحوار أو الكلمات- فقط كلمات قليلة مباشرة، وتمني الأفضل له.

 

هل الأمر بهذه السهولة فعلاً؟

ربما تفكر في نفسك قائلاً: الأمر ليس بهذه البساطة. نعم، نعترف أنه من السهل أن تقدم نصيحة بسيطة لمواقف افتراضية، وقد نتفق أن الواقع يصبح معقدًا في كثير من الأحيان. اسأل نفسك: ماذا لو كان الأمر بهذه البساطة؟ ماذا لو أدرك كل واحد من أبنائك أن هناك تكلفة معقولة سيدفعها عندما يسيء التصرف، ولن تؤخذ الأمور بصورة شخصية، ولا توجد انفعالات قوية؟ ماذا لو عرفوا أن المحاضرات والتحذيرات ستكون نادرة، وأن والديهم يتوقعان ويتمنيان الأفضل لهم؟

أخبرنا آباء وأمهات كثيرون قصصًا معقدة بشكل لا يُصدَّق وبينها اختلافات طفيفة كثيرة، ويقولون: ”هذا لن ينجح في أسرتي.“ لكن الأمر لا يحتاج أن يكون بهذا التعقيد، خاصة إذا كان الأطفال يؤدون جيدًا بشكل عام. اختر شيئين لتعمل عليهما، وضح تكلفة التبعات، بينما نتمنى ينجحوا وينفذوا الخطة. سيحدث نضوج كبير عندما يُسمح للأبناء أن يبحروا في الحياة ويتعلموا من تبعات قراراتهم. لا داعي لملء الهدوء بكلمات النقد أو التقويم.

عندما تتعامل مع التأديب والتقويم بأقل الكلمات، سيميل أبناؤك إلى الإصغاء جيدًا عندما تقول شيئًا مهمًا.


Michael W. Anderson is a licensed psychologist who has spent 30 years studying the ways kids grow up. Dr. Timothy D. Johanson is a pediatrician with a deep commitment to helping parents find better ways to support their children’s development.

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2017 GISTWorks, LLC. All rights reserved. Used by permission.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول