Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال:

لا أستطيع أن أخبرك كم مرة جرح شريك حياتي مشاعري بكلمات حادة ومستهترة. وعندما أعترض يضحك ويقول إنه يهزر معي، أو يقول إنني مفرطة الحساسية. ومع الأسف، ليس في الأمر ما يضحكني تمامًا. ماذا أفعل لأحل هذه المشكلة؟

 

الإجابة: 

من المؤسف أن يعاني كثير من الأزواج والزوجات من حالة دائمة من قساوة القلب سواء من أحدهما أو بشكل متبادل، والأسوأ من ذلك أن كثيرًا منهم يرون ذلك أمرًا عاديًا! هذه مشكلة كبيرة - خاصة بالنسبة لأزواج وزوجات يقولون إنهم مسيحيون. يعلِّمنا الكتاب المقدس في مواضع كثيرة أن نعامل بعضنا البعض بلطف وكرامة، واحترام. وقد صممت هذه الوصايا لكي تطبق في كل أنواع العلاقات، لكنها مهمة بشكل خاص داخل إطار الزواج. إن الزواج مقدس عند الله، وبكل تأكيد لا يرضى الله أن يرى الزوجين يجرِّحان بعضهما البعض بكلمات لاذعة مثل: "ألا يمكنك فعل شيء بشكل صحيح؟"، أو "اختياراتك دائمًا غبية"، أو "أنتِ تتصرفين كأمكِ".

يجب أن نشير إلى أن جرح المشاعر في الحياة الزوجية يأتي على الأرجح لسببين: زوج/ زوجة مفرط الحساسية، أو زوج/ زوجة متبلد الحس.

إن الحساسية المفرطة مدمرة تمامًا مثل انعدام الحس. إذا ما اُعتبرت كل كلمة على أنها إهانة، في الأغلب سيتعامل معك بحرص مفرط محاولاً دائمًا ألا يضايقك. وأولئك الذين يعيشون مع شريك حياة مفرط الحساسية إما أنهم دائمًا ينسحبون، أويشعرون بالاستياء، أويخافون من قول أو فعل أي شيء. لابد من التعامل مع هذه المشكلة بالتعمق في فحص نفسك أولاً بجدية وأمانة؛ لترى هل أنت فعلاً من هذا النوع شديد الحساسية؟

الحساسية الزائدة تنتشر بكثرة لدى أولئك الناس الذين يسمحون لمشاعرهم أن تكون العامل المحدد لنظرتهم لأنفسهم وللآخرين وللطريقة التي يتجاوبون بها مع النقد أو التهديدات.

النقيض من الحساسية المفرطة هو انعدام الحس أو التبلد، وهو أمر بالغ الخطورة أيضًا. فالشخص الذي لا يراعي الآخرين "يقذف" بأفكاره وكلماته وسلوكياته دون تفكير في نتائج كل هذا عليهم. مثل هؤلاء الأشخاص غير الحساسيين كثيرًا ما يكسرون وصية الكتاب المقدس التي تقول: "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين، متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح." (أفسس ٤: ٣٢).

 

وإذا سمحت للحساسية المفرطة أو انعدام الحساسية أن تسيطر على مجريات حياتك الزوجية، فلتعلم أنها قد تدمر علاقتك بشريك حياتك إذا لم تعالج الأمر بسرعة. والطريق الوحيد لتجنب هذه النتائج السلبية هو إحداث تغيير في التوجهات، والسلوكيات، والحياة الروحية بما في ذلك تقديم توبة وندم حقيقين.

ابدأ بأن تكشف أمام نفسك المشكلة وأسبابها، وترى إن كان الأمر يتعلق بك أنت أو شريك حياتك. المعرفة ستؤدي إلى استيعاب المشكلة، وبالتالي إلى حلها. وبمجرد أن تصل إلى أسباب المشكلة التي تواجهها، أفصح عن مخاوفك لشريك حياتك بنبرة لا تحمل أي لوم.. لا تستخدم أبدًا لغة توجيه الاتهام. لكن بدلاً من ذلك، اشرح مثلاً ما تشعر به عندما يوجِّه لك شريك حياتك كلمات جارحة، تدفعك هذه المشاعر إلى التجاوب بطريقة غير ملائمة.. سواء بالانسحاب، أو الشعور بالاستياء. كن أمينًا وصادقًا إلى أقصى درجة حول حساسيتك المفرطة أو عدم حساسيتك.

 

أثناء هذه العملية تذكر أن الله سيديننا بناءً على الطريقة التي يعامل بها بعضنا البعض. وكما قال السيد المسيح: "ولكن أقول لكم: إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين." (متى ١٢: ٣٦).

أما إذا كانت المشكلة مزمنة، أو إذا شعرت أن مشكلة تبلد الأحاسيس قد تصاعدت لدرجة الإيذاء اللفظي، فأنت تحتاج إلى مساعدة طبيب نفسي أو مشير متخصص ليقيِّم الحالة ويساعدك على علاجها. وإذا لم يُظهر شريك حياتك أي تعاون، فبمقدور المعالج النفسي المحترف أن يقدم إرشادات حول كيفية العيش مع شخص يقوم بإيذاء لفظي، وكيفية السيطرة على الموقف.


Excerpted from The Complete Guide to the First Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright© 2006, Focus on the Family.