Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 بقلم: د. جاري تشابمان، د: چينفر توماس


أثناء عملنا في مجال المشورة الزوجية والأسرية، قابلنا مرات كثيرة هذا السيناريو المتكرر والمرير:

الزوجة: "سأسامحه بشرط أن يعتذر"

الزوج: "لقد اعتذرت بالفعل، وقلت لها.. أنا آسف"

الزوجة: "هذا ليس اعتذارًا"

يرى الزوج في نفسه أنه قدّم اعتذارًا كافيًا، بينما ترى الزوجة في نفسها أنه لم يعتذر بعد. هل يبدو الأمر مألوفًا؟ هل لا تجد لاعتذاراتك قبولاً من شريك حياتك أو أبنائك؟ وهل اعتذارات أفراد أسرتك تجد صدىً إيجابيًا في قلبك وتشجعك على أن تسامح وتغفر؟ أم أنهم نادرًا ما يعتذرون؟ ماذا يتعلم أبناؤك من خلال كلماتك وتصرفاتك عندما يقتضي الأمر تقديم اعتذار؟

وبعد سنتين من الدراسة والبحث، اكتشفنا أن الأشخاص يعتذرون بأساليب مختلفة أو بلغات مختلفة.. لذلك ربما تجد شخصًا يكون صادقًا في اعتذاره، لكن مع ذلك لا يُقبل هذا الاعتذار؛ لأنه قدّمه بلغة لا يفهمها المتلقي. فيما يلي خمس لغات للاعتذار:

 

١- التعبير عن الأسف 

بهذه اللغة نتحد مع مشاعر الطرف الذي تعرض للأذى.. " أنا آسف. أنا متضايق لأنني جرحتك بشدة بسبب تصرفي هذا".

٢- الاعتراف بالمسؤولية 

لابد أن يتضمن الاعتذار اعترافًا بخطأك، وتحملاً لمسؤولية ما اقترفته من ذنب.. "ما كان ينبغي أن أفعل هذا. ليس لديّ عذر، وما فعلته كان خطأ بكل المقاييس".

٣- تقديم التعويض المناسب 

أهم شيء في هذا النوع من الاعتذار هو إعادة بناء الثقة مرة أخرى.. "ماذا بإمكاني أن أفعل لأصحح الموقف؟ كيف أعوضك عن الضرر الذي أصابك؟ وكيف يمكنني أن أستعيد ثقتك فيّ؟"

٤- إظهار الندم 

هذا من شأنه أن يظهر حرصك على تغيير سلوكك. الندم لا يتسرع في إعطاء وعود مثل: "أعدك بأنني لنا أفعل هذا الأمر مجددًا إذا سامحتني"، ولكن إظهارك للندم يعني أن لسان حالك يقول: "لا أريد أن أستمر في فعل ذلك. قل لي ماذا يمكنني أن أفعل لأغيِّر سلوكي هذا."

٥- طلب الغفران 

هذا النوع من الاعتذار يعبِّر عن التواضع.. "أدرك أنني لا أستطيع بمفردي أن أسترد علاقتي بك؛ فهذا يتطلب الغفران من جانبك. من فضلك أغفر لي".

 

كيف تعرف لغة الآخر في الاعتذار؟ 

لكل منا لغة اعتذار أساسية، وهي اللغة التي تعبِّر بعمق عن طبيعة شخصياتنا أكثر من بقية اللغات. إنها اللغة التي ننتظر أن نسمعها عندما يقدِّم لنا أحدهم اعتذارًا؛ وإذا لم نسمع هذه اللغة لا يبدو لنا اعتذار الآخر حقيقيًا. ينطبق نفس الشيء علينا عندما نكون في موقف من يقدِّم الاعتذار.. فإذا قدَّمنا اعتذارًا لا يفهمه الآخر ، سيبدو اعتذارنا فارغًا ومزيفًا. وبالتالي لابد أن نعبِّر بصدق عن اعتذارنا بلغة يفهمها الآخر.

اختبار لغة الاعتذار 

كيف تكتشف لغة الاعتذار الخاصة بشريك حياتك أو أبنائك؟ اسأل الآخر: "عندما تقدِّم اعتذارًا لأحد ما، ماذا تقول أو تفعل عادة؟ عندما يعتذر شخص ما عن خطأ ارتكبه في حقك، ماذا تتوقع أن يقول أو يفعل لك؟" إن الإجابة على هذه الأسئلة ستكشف عن لغة الاعتذار الأساسية التي يفهمها الآخر. كذلك بإمكانك أن تجد اختبارًا باللغة الإنجليزية يحدد ذلك عن طريق زيارة الموقع الإلكتروني: www.5lovelanguages.com

إن معرفتك للغة الاعتذار الخاصة بشريك حياتك وأبنائك سيعمل على إزالة الحواجز العاطفية بسرعة أكبر مما لو اعتذرت بلغتك أنت. وسيعمل هذا على التقارب بينكم، وسرعة بناء الثقة مرة أخرى، بالإضافة إلى خلق مناخ يتسم بالأمان والدفء يتعلم فيه الأبناء فوائد الاعتذار.

لقد اتيحت لي (أنا چينفر) فرص عديدة لأقدم الاعتذار إلى أبنائي. على سبيل المثال، يحب ابني البالغ من العمر ١١ سنة تركيب الأشكال. وكان سعيدًا عندما وجد نموذجًا خشبيًا لطائرة من أيام طفولة أبيه. كانت الطائرة معقدة، وكنت أراقب من على بُعد ابني وزوجي وهما يجمعان أجزاء الطائرة الصغيرة للغاية. وعندما انتهوا من تجميع الطائرة، وضعوها فوق الثلاجة في صندوق حتى تجف المادة اللاصقة. ومع الأسف، لم أدرك ذلك، وبسبب قصر قامتي قذفت كعادتي بمجموعة من الكتب والأوراق في الصندوق.

وعندما اكتشف ابني وزوجي الطائرة التي تحطمت أجزاؤها تحت ثقل ما وضعته في الصندوق، حزن ابني جدًا. وحاولت أن أظهر له أسفي ومحبتي، ووضعت ذراعي حوله، وأخبرته أنني آسفة لأنني حطمت لعبته. وبالرغم أنني لم أقصد أن أحطم لعبته، لكنني كنت بحاجة إلى تحمل المسؤولية. فبالإضافة إلى التأكيد على محبتي له، كان علي إمّا أن أشتري له طائرة جديدة أو أنجح في إيجاد طريقة للصق أجزاء الطائرة مرة أخرى. وعندما اجتهدت في إصلاح الطائرة ساعد هذا في إصلاح علاقتي به.

ربما تجد من الصعب أن تقدم "لغة اعتذار" مختلفة عن لغة الاعتذار الخاصة بك، ولكن اتقانك للغة الاعتذار الخاصة بشريك حياتك أو أبنائك هو أمر يستحق بذل الوقت والجهد فيه، ويستطيع أن يبني علاقتك بهم عندما تُرفع الحواجز التي تنشأ عندما نخطئ في بعضنا البعض، وبالتالي تتعمق المحبة فيما بيننا.

في حديث جرى في وقت قريب علقت امرأة قائلة: "لقد اكتشفت للتو –بعد ٤٢ سنة- أنني كنت أعتذر لزوجي بطريقة خاطئة. في رأيك هل ينبغي أن أتعلم لغة الاعتذار الخاصة بزوجي بعد كل هذه السنين؟" وكانت نصيحتي لها: "لم يفت وقت التغيير بعد." وبعد حوالي شهر من هذا الحديث قالت لي: "تعلمت أن أعتذر باللغة التي يفهمها زوجي، وشعرت بتطور كبير. إنه يبتسم الآن، وأشعر أنني اقتربت منه أكثر." وعندما سألتها هل يستحق الأمر ما بذلتِ من جهد في سبيل تعلُّم لغة الاعتذار الخاصة بزوجك، قالت: "بكل تأكيد، مازال بإمكاننا أن نتعلم"

 

  كيف نعلِّم الاعتذار لأبنائنا؟ 

إن الحاجة إلى الاعتذار لا تقتصر على الكبار فقط، فالأطفال أيضًا ينبغي أن يتعلموا أهمية تقديم الاعتذار بشكل حقيقي ومخلص. إليك بعد الإرشادات الهامة:

- شجع أبناءك على تحمل مسؤولية تصرفاتهم، وعلِّمهم أن سلوكياتهم تؤثر على الآخرين بشكل أو بآخر.

- أكد لهم على فكرة أن الاعتذار ضروري للحفاظ على العلاقات. وأنه عندما نجرح الآخرين بكلماتنا أو أفعالنا، فإننا نصنع جدارًا بيننا وبين مَنْ نخطئ في حقه. وإذا لم نتعلَّم كيف نعتذر، سيبقى هذا الجدار وستضعف العلاقة.

- اعتذر لأبنائك إذا صدرت منك كلمات جارحة أو أسأت الظن بهم. وبذلك يزداد تقديرهم لك، ولن يقل كما قد يعتقد بعض الآباء والأمهات.

- درِّب أبناءك على استخدام اللغات الخمس للاعتذار. من المتوقع أنهم لن يتعلموها فقط، وإنما سيشعرون بالراحة عند استخدامها في المواقف المختلفة. وسوف يزيد اتقانهم لهذه اللغات بمرور الوقت.


د. جاري تشابمان هو راعي لكنيسة ومحاضر، وحققت مؤلفاته أعلى المبيعات. د. توماس هي متحدثة ملهمة وأخصائية نفسية. ولقد تعاون د. تشبمان ود. چينـﭭير في تأليف كتاب بعنوان لغات الاعتذار الخمسة The Five Languages Of Apology

This article first appeared in the October/November 2011issue of Thriving Family magazine and was originally titled “I said I’m sorry” “Copying © 2011 by Drs. Gary Chapman and Jennifer Thomas. Used by permission  .