Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال: 
شريك حياتي من نوعية الأشخاص الذين يتجنبون الصراع والخلافات، وينشدون السلام مهما كانت التضحيات. في نفس الوقت هناك أمور مُعلقة تغلي تحت السطح، ونبتعد عاطفيًا بمرور الوقت. كيف أنقذ حياتي الزوجية قبل فوات الأوان؟


الإجابة :

في الحقيقة لا يستمتع الكثيرون بالصراع، خاصة في الزواج. لذلك ليس من الغرابة في شيء أن يفضل شريك حياتك تجنبه. ومع ذلك، هناك بعض المصادمات التي يتحتم حدوثها بين أي زوجين. وبصرف النظر عن مدى التشابه بينك وبين شريك حياتك في الاهتمامات، والمبادئ، والطباع الشخصية، فإن الرجال والنساء خُلقا مختلفين.. كثير من النساء يفضلن التعامل مع المشكلات بمناقشتها فورًا، في حين يفضل الأزواج الانسحاب.. وهذا من شأنه أن يصيب الزوجات بالجنون. وأحيانًا قد يحدث العكس، حيث تفضل الزوجة تجنب الصراع .

ويمكن تفسير ذلك من خلال وسائل عديدة.. فالمرأة تمتاز عن الرجل بقدرتها اللغوية، وقدرتها على التعبير عن أفكارها، وتقديم حجج مقنعة. وقد يشعر الزوج بالارتباك بسبب الهجوم العنيف لكلماتها، ويخشى أن "يُهزم" في هذه المواجهة. من المحتمل أيضًا أن يكون الطرف الذي يميل إلى الانسحاب قد نشأ في بيت كان أحد الوالدين يسيء للآخر، ويسبب له نوعًا من الإيذاء اللفظي أو الجسدي أو المعنوي، أو أن الوالدين لم يتجادلا على مدار حياتهما الزوجية. بكلمات أخرى، هناك غياب لنموذج بنَّاء وأمين لحل الصراع.

 إن تكرار مثل هذا الموقف هو أمر غير مرغوب فيه على الإطلاق؛ لأن الغضب المكبوت، والإحساس بالمرارة، والخوف له تبعات خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية للفرد.

 وأيًا كان ما يحدث على وجه الدقة، من المنطقي ألا يتفق الزوجان دائمًا؛ وذلك بسبب اختلاف توقعاتهما واحتياجاتهما. وبالتالي عندما تنتهي فترة "شهر العسل" – طالت أو قصرت- وتبدأ التوترات في الظهور على السطح، فالسؤال هو كيف يمكنك أن تتعامل مع الصراعات بينما يريد شريك حياتك تجنبها أو إنكارها؟

إذا كان الأمر كذلك، فنحن نشير عليك بأن تطلب من شريك حياتك أن تحاولا معًا القيام بهذه التجربة التي لن تستغرق أكثر من عشرين دقيقة مرة أو مرتين في الأسبوع.. خلال الدقائق العشرة الأولى سيتحدث أحدكم عن أمور تجعله متضايقًا، ويلتزم الآخر بالإصغاء بدون مقاطعة أو جدال، وعدم السعي إلى تصحيح ما يقوله الآخر أو تغيير رأيه. الشيء الوحيد المسموح به هو الاستفسار لمزيد من التوضيح. وخلال الدقائق العشرة الأخرى سيتحدث الطرف الآخر. ومرة أخرى ليس مسموحًا بالمقاطعة أو المجادلة ويُسمح فقط بالاستفسار للتوضيح .

وفي نهاية العشرين دقيقة يأخذ كل منكما بمفرده وقتًا مستقطعًا، ويتأمل كل منكما فيما قاله الآخر. تُرى هل يساعدك هذا على تفسير مشاعر شريك حياتك؟

وإذا حاولت فعل ذلك ولم ينجح الأمر، وظل شريك حياتك مُصرًا على تجنب الصراعات أو إنكارها، هنا يأتي الوقت لطلب مساعدة من آخرين عن طريق زيارة مُشير متخصص يعمل على مساعدة كل منكما على كيفية التعامل مع ما يجري تحت السطح في علاقة تبدو مستقرة من الخارج فقط .


Excerpted from The Complete Guide to the First Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House   Publishers. Copyright©2006, Focus on the Famil