Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال: 
ما الفرق بين النزاع والخلاف؟ هل الجدال يعتبر دائمًا أمرًا سلبيًا؟ كيف نستطيع كزوجين أن نحوِّل الصراع إلى قوة إيجابية لبناء زواجنا؟

 

الإجابة : 

الخلافات تراعي مشاعر الآخرين وحقوقهم، ويمكن قياسها، تتسم بالاحترام، حتى عندما تتضمن التعبير عن مشاعر سلبية. إن الخلافات من هذا النوع حتمية الحدوث في أي علاقة. أمّا النزاعات على النقيض فهي تؤذي مشاعر الآخر. النزاع في حد ذاته هو محاولة لحل المشكلات والتخلص من المشاعر السلبية باللجوء إلى الكلمات المهينة أو أفعال العنف. والأكثر من ذلك هو اندفاع بدون تفكير نحو سلوكيات ليست فقط غير سوية ، وإنما خطيرة ومدمرة للعلاقة الزوجية .

فإذا كنت تهاجم باستمرار شريك حياتك بعبارات مثل: "أنا نادم على الزواج منك ، "أنت شخص لا تفهم شيئًا"، "أنا أكرهك"؛ فأنت بذلك تكون قد انتقلت من الجدال إلى الإيذاء. وإذا كنت تلقي بأشياء في وجه شريك حياتك، مثل الوسادة أو أحد أدوات المائدة، أو قلمك... إلخ، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الصراع والإحساس بالإهانة. وغني عن القول أن نحذرك من أن تضرب شريك حياتك، أو تدفعه، أو تبصق عليه؛ فهذا إيذاء بدني غير أخلاقي، بل ويصنع جُرحًا غائرًا في نفسه أو نفسها، ويبني جدارًا بينكما. إذا كان هذا الأسلوب الذي تتبعه عندما يحدث صراع أو خلاف، فلابد أن تسعى أنت وشريك حياتك إلى طلب جلسات للمشورة حتى تتعلم الطرق المناسبة لحل الخلافات .

هذا يعني أن تأخذ المبادرة؛ لأنه إذا كنا ببساطة ندفن رؤوسنا في الرمال، ونحاول إخفاء خلافاتنا؛ فلن يؤدي هذا إلى حلول للمشكلات. كثير من الأزواج والزوجات يحاولون إنكار أو تجنب صراعاتهم؛ لأن الخلافات قد تكون مؤلمة. غير أن حل الصراع، حتى وإن بدا معقدًا، هو في متناول كل زوج وزوجة يفكران بهدوء. إنها مهارة تتطلب التزام كلا الزوجين، و يمكن صقلها بالممارسة والإخلاص.

إذا أردت أن تحل الصراعات بدون نزاع، لابد أن تبذل جهدًا واعيًا لمواجهة القضايا فور ظهورها.. فكلما تُركت الخلافات لمدة أطول بدون حل، تعقدت أكثر فأكثر. وبالتالي عليك اتخاذ خطوات سريعة في اتجاه الحل، كما يقول الكتاب المقدس: «لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تعطوا إبليس مكانًا» (أفسس ٤: ٢٦ و٢٧).

بمجرد أن تبدأ المفاوضات، تأكد من توصيل ما بداخلك بوضوح وبدقة.. لا "تعمم" ولا تقدم استنتاجات كحقائق مطلقة. تذكر أنك عندما تكون غامضًا، يضطر شريك حياتك إلى تخمين ما يدور في ذهنك. كذلك استخدامك لكلمات مثل"أبدًا" أو "دائمًا" في وصف السلوك المرفوض لشريك حياتك نادرًا ما يكون دقيقًا، ويشجع على خلق رد فعل دفاعي من الآخر. حاول أن تقول شيئًا مثل: "أشعر بالإحباط عندما لا تساعدني في التنظيف في يوم عطلتك"، بدلاً من أن تقول: "أنت لا تفي أبدًا بما تقول". بكلمات أخرى، احرص على أن تهاجم المشكلة بدلاً من الشخص.

في نفس السياق، تذكر أنه من المهم أن تستخدم عبارات تبدأ بضمير المتكلم "أنا" عندما تشارك بمشاعرك عن الصراع. على سبيل المثال: "أنا أشعر بالضيق عندما لا تكمل الشيء الذي بدأته". وتجنب عبارات الضمير "أنت": "أنت شخص لا تتحمل المسؤولية". التزم بالحديث في الموضوع ذاته، وقاوم الميل إلى تدعيم موقفك بالتعميم أو الدخول في تفاصيل فرعية. حاول جاهدًا أن تستوعب وجهة نظر شريك حياتك، واحرص على أن يكون النقاش في خصوصية؛ لأن المواجهة العلنية قد تشعر شريك حياتك بالإهانة، وهذا فورًا قد يدفعه إلى موقف الدفاع عن النفس.

بعد أن يعبِّر كل منكما عن وجهة نظره، وتتوصلا إلى نوع من التفهم، ليشارك كل منكما باحتياجاته، وقررا معًا الخطوة التالية. كن مستعدًا للاعتراف بالخطأ وطلب الغفران إذا اتضح أنك كنت مخطئًا. وتذكر دائمًا أن الحفاظ على العلاقة يفوق في أهميته جدًا كسب المعركة أو إثبات أنك على حق، وأن إيجاد حل يعود بالفائدة على الطرفين هو مكسب لكليكما. إن الشجار ليس أمرًا صحيًا، لكن الصراع ليس سيئًا دائمًا. في الواقع، عندما يتم التعامل مع النزاع بطريقة صحيحة، يمكن أن يكون أداة لتقوية العلاقة.

ماذا لو وصل الأمر إلى حالة يصعب فيها التوصل إلى حل؟ هنا تأتي أهمية طلب مساعدة من آخرين. فإذا لم تستطع أن تتجاوز خلافًا ما مع شريك حياتك، اطلب مساعدة مشير متخصص .


Excerpted from The Complete Guide to the First Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright©2006, Focus on the Family