Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال: 
أحيانًا أشعر أن شريك حياتي بمثابة لغم أرضي على وشك الانفجار. إنني أسير في البيت بتحفظ شديد كمَنْ يسير على قشر البيض، وأحاول باستماتة تجنب الدخول في نوبة أخرى من ردود الأفعال المفرطة. هل هناك وسيلة أفضل للتعامل مع هذه المشكلة؟

 

الإجابة: 

من الشائع بين الأزواج أن يتبنوا أساليب غير صحيحة في التجاوب مع بعض المضايقات أو السلوكيات البسيطة أو سوء الفهم، خاصة في السنوات الأولى من الزواج. وعادة يحدث هذا بسبب بعض المواقف، أو العادات، أو الميول، أو ردود الأفعال التي ترسخت أثناء الطفولة. وعندما تضيف هذا الإفراط في الحساسية مع الضغوط الناتجة عن الظروف الحياتية الجديدة في الزواج، فضلاً عن ضغوط الحياة اليومية؛ فأنت أمامك قنبلة على وشك الانفجار في أي لحظة .

يعلِّمنا الكتاب المقدس الكثير عن هذا النوع من الإفراط في ردود الأفعال؛ إذ تمتلئ صفحاته بالتحذيرات من الإجابات السريعة وردود الأفعال غير المتروية. يقول الكتاب: «الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيِّج السخط» (أمثال ١٥: ١). «غضب الجاهل يُعرف في يومه، أمّا ساتر الهوان (مَنْ يتغاضى عن الصغائر) فهو ذكي» (أمثال ١٢: ١٦). وأيضًا «يوجد مَنْ يهذر مثل طعن السيف، أمّا لسان الحكماء فشفاء» (أمثال ١٢: ١٨).

السؤال هنا.. إذا كان شريك حياتك مفرط الحساسية ويميل إلى المبالغة في ردود أفعاله، فكيف تتعلم أن تنزع فتيل الأزمة؟ أول كل شيء، لابد من بذل جهد لفهم مشاعره ووجهة نظره، وهذا لن يعالج المشكلة بشكل مباشر، وإنما سيساعدك على قبول الواقع الذي تتعامل معه؛ لأن التفهم عادة ما يكون الخطوة الأولى نحو قبول الآخر، ويعمل كجسر يقود فيما بعد إلى تغييرات إيجابية. وحتى تصل إلى هذا التفهم، حاول أن تتحدث مع شريك حياتك في لحظات خالية من الصراع عن حياته السابقة وأثناء طفولته. اختر وقتًا مناسبًا لتوّجه له/لها سؤالاً بسيطًا مثل: "هل كان يحدث بين والديك سوء فهم مثلما يحدث معنا؟ ربما هذا يساعدك على معرفة من أين جاء شريك حياتك بهذه الحساسية المفرطة والمبالغة في ردود الأفعال؟ فعلى سبيل المثال، إذا عرفت أن أحد والديه كان معتادًا على أن يصرخ في وجه الآخر، سيساعدك هذا على تحديد مصدر هذه الانفعالات المبالغ فيها. وخلال هذه العملية، تذكر أن سعيك لتفهم الآخر لا يعني موافقتك على تصرفاته؛ وإنما يقتصر الأمر على رغبتك في الحصول على البصيرة التي تحتاجها حتى تتعامل مع المشكلة بكفاءة أكثر. لكن احذر أن تستخدم في أي لحظة المعلومات التي عرفتها كأداة للإيذاء اللفظي لشريك حياتك، كأن تقول لها: "أنت نسخة من أبيك"؛ فهذا النوع من الهجوم لا يفيد شيئًا بل يزيد الأمور تعقيدًا.

الخطوة التالية هي أن تقدِّم نموذجًا يقتضى به في السلوكيات الإيجابية. في تعاملك مع زوج/ زوجة مفرط الحساسية ويميل إلى المبالغة في ردود أفعاله يتحتم عليك أن تعزز من سلوكياته الإيجابية بالمديح والتشجيع، وتقدِّم بدائل مقبولة للسلوكيات غير الإيجابية. بكلمات أخرى، إذا بالغت في ردود أفعالك أنت أيضًا، ستدخل أنت وشريك حياتك في دائرة مفرغة لن تخرج منها بسهولة. ومن ثَم لا تكن بمثابة المحفز لشريك حياتك، ولا تسمح له من خلال تصرفاتك في الاستمرار في هذه السلوكيات الضارة بسقوطك أنت في نفس الفخ من النمط السلوكي .

بعد ذلك يمكنك التحرك قدمًا في اتجاه خلق الوعي والمساءلة، فربما لا يعرف شريك حياتك مدى إفراطه في حساسيته أو مبالغته في ردود أفعاله. إن العادات ليس من السهل الإقلاع عنها، ومن الصعب أن يعيها الفرد أيضًا . في المرة التالية عندما يبالغ شريك حياتك في ردود أفعاله، ابذل جهدًا واعيًا لتغيير الطريقة التي تتجاوب بها أنت. على سبيل المثال، إذا كنت عادة ترد بغضب، ما عليك سوى أن تبتعد قليلاً. وإذا اعتدت ألا تقول شيء وتصمت، افتح معه الموضوع في وقت لاحق، وصِف له كيف كانت مشاعرك. وإذا كان شريك حياتك سريع الغضب، اسمح بمرور ساعة واحدة على الأقل قبل مواجهة النزاع؛ لأن هذا سيمنحه فرصة للهدوء .

في الحالات القصوى، ربما يمكنك التعبير عن أفكارك بالكتابة. إن كتابة رسالة يؤكد أنك تصارع مع وضع صعب وخطير، ويسمح لشريك حياتك بأن يفكر مليًا في وجهة نظرك، في عدم وجودك، وبدون الضغط عليه ليتجاوب بسرعة. وهذا أيضًا يمنحك فرصة للصلاة والتفكير جيدًا فيما تريد أن توصل لشريك حياتك من أفكار.

في النهاية حاول أن تكون جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة. اسأل شريك حياتك كيف يمكنك أن تقدِّم له المساعدة. فكِّر بجدية في احتمالية أنك ربما تفعل شيئًا يجعله يغضب بشكل مفرط؛ فمعظم القضايا الزوجية لا تحدث بسبب طرف واحد. الزواج منظومة متكاملة، وما نفعله في جزء منها يؤثر على الأجزاء الأخرى للمنظومة. وسواء كنت متعمدًا أم لا، فإن أفعالك ومواقفك تساهم بشكل كبير في طبيعة ردود أفعال شريك حياتك. تعلّم أن تقف في صف شريك حياتك لمواجهة المشكلات معًا.


Excerpted from The Complete Guide to the first Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright ©2006 Focus On the Family .