Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال:
في بداية حياتنا الزوجية نريد بشغف أن نكتسب مهارات التواصل الناجح التي تساعدنا على بناء علاقة زوجية تدوم مدى الحياة، ونود بصفة خاصة أن نتعلم كيف نتشارك معًا في صناعة القرارات المهمة بأقل قدر من الخلافات وسوء الفهم. هل تستطيع مساعدتنا؟
 

الإجابة:

إن معظم الزيجات الناجحة يتعلَّم فيها الزوج والزوجة أن يعملا معًا كفريق، ويستندا على نقاط القوة عند بعضهما البعض.. فإذا كانت الزوجة تتمتع بمهارات أفضل في التعاملات المالية، يمكنها أن تتولى هي مسؤولية الميزانية؛ وإذا كان الزوج هو الأفضل في وضع الخطط، يمكنه أن يتولى هو مسؤولية وضع برامج الخروجات والإجازات وأوقات الصلاة والتأمل. ومثلما يحدث على المستطيل الأخضر لكرة القدم، يستخدم كل لاعب مهاراته الخاصة ليتعاون مع الآخرين لصالح الفريق كله. وإذا حاول أحد اللاعبين أن يفعل كل شيء بمفرده، سيتأثر الفريق كله، وسيعاني من نتائج سلبية. يحدث نفس الشيء إذا أصر أحد اللاعبين على اللعب في موقع لا يتناسب مع مواهبه وإمكانياته .

يحمل هذا التشبيه تطبيقًا خاصًا للفهم الصحيح لما ورد في ( أفسس ٥: ٢٢- ٣٠)، حيث يقول الرسول بولس إن الزوج لديه مسؤولية خاصة.. وهي أن يكون "رأسًا" لزوجته. هذا لا يعني أن الزوج لديه تصريح مطلق بالهيمنة على زوجته بطريقة متسلطة؛ لكن على النقيض، يُفترض منه أن يعمل كقائد (أو كابتن) فريق يتسم بالحكمة، ويستطيع أن يضع يده على نقاط القوة عند زوجته، ويستخدمها لصالح العائلة كلها. وإذا كان "كابتن الفريق" يجتهد حقًا من أجل تحقيق الأفضل لبقية أفراد الفريق، وإذا كان مستعدًا للتضحية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، فإنه سيتخذ قرارات صائبة. هذه القرارات يمكن أن يتشارك الزوجان في اتخاذها، أو يتخذها أي منهما وفقًا لنطاق خبرته. في كلتا الحالتين، ينبغي أن يكون هدف الزوجين هو اتخاذ قرارات من شأنها تقوية العلاقة وإنجاحها .

فيما يلي بعض الخطوط الاسترشادية لعملية صنع القرارات التي يمكن أن يتبعها أي من الزوجين، أو كلاهما معًا :

١- الحكم الصائب على الأمور: لقد أعطى الله لكل منكما القدرة على التفكير العقلاني وفحص الأمور ودراستها، وهو يتوقع منكما أن تستخدما هذه القدرات أثناء عملية صنع القرارات .

٢- دراسة السلبيات والإيجابيات: توضيح المميزات والعيوب للخيارات بالكتابة يساعد على وضع الأمور في نصابها الصحيح .

٣- الرجوع لكلمة الله: عند اتخاذ أحد القرارات، ادرسا الكتاب المقدس وابحثا عما يقوله الله عن هذا الموضوع تحديدًا، أو ما هي المبادئ الكتابية التي تحكم هذا الأمر .

٤- الصلاة: يجد كثير من الأزواج والزوجات أنهما عندما يصليان بشأن قرار ما طالبين إرشاد الله، فإنه يمنحهما سلامًا داخليًا تجاه أحد الخيارات المتاحة .

٥- البحث عن المشورة الحكيمة: «الخصام إنما يصير بالكبرياء، ومع المتشاورين حكمة» (أمثال ١٣: ١٠). لا تترددا في الحديث عن قراركما مع زوجين آخرين، أو مرشد روحي؛ ففي بعض الأحيان يستطيع الآخرون رؤية الأمر بموضوعية أكثر.

 

هذا الأمر يفيد بشكل خاص عندما يكون لكل منكما وجهة نظر مختلفة، ولا تستطيعان التوصل إلى نوع من التفاهم.

نقطة أخيرة، عندما يصل زوجان مؤمنان إلى مفترق طرق، فهما غالبًا ما يريدان معرفة ما إذا كان خيارهما يوافق مشيئة الله أم لا، وأحيانًا تملأهما المخاوف بحيث يتغافلون عن "الخيار الوحيد الصحيح". لكن القرارات لا تكون كلها صحيحة أو خاطئة بشكل مطلق، وإنما تخضع أحيانًا إلى المفاضلة. فبعد الرجوع إلى الكتاب المقدس، واستشارة بعض المؤمنين الناضجين الآخرين، إذا لم تتوصلا إلى مبدأ روحي يمكن اتباعه، فعلى الأرجح أنتما تفاضلان بين شيئين كلاهما صحيح بنفس القدر. في هذه الحالة، يعدنا الرب بأن يرشدنا -كثيرًا بطرق غير منظورة وغير محسوسة- عندما نأتي إليه في الصلاة ونضع أمامه ما يشغلنا ويهمنا. لنتذكر كلمات يعقوب الرسول: «إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر، فسيعطى له.» (يعقوب ١: ٥).


Excerpted from The Complete Guide to the first Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright ©2006 Focus On the Family  .