Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

السؤال: 
زوجتي تُلح عليّ دائمًا وتزعجني كثيرًا بطلبها أن أتحدث معها. وعندما أكون مجهدًا، وأحتاج فقط إلى الاسترخاء، تبدأ في نوبة من العتاب المطوّل، الذي لا يخلو من الهجوم، عن أننا أصبحنا لا نتواصل مثلما كنا في السابق. الأسبوع الماضي تطور الأمر؛ حتى أنني تركت المنزل وقضيت اليوم في النادي. لماذا لا تتركني بمفردي وتكف عني؟

 

الإجابة: 

ليس غريبًا أن تجد زوجين يختلفان كثيرًا بشأن احتياجات كل منهما ورغبتهما في التواصل اللفظي؛ فهذا يرجع جزئيًا إلى الاختلافات بين الجنسين. معظم النساء لديها مخزون هائل من الكلمات أكثر بكثير من الرجال. من ناحية أخرى يرجع ذلك إلى الطباع الفردية، ونمط الشخصية، والمزاج العام. القاعدة الفيزيائية تعلمنا أن القطبين المتناقضين يتجاذبان، ويكون الأمر جيدًا ورائعًا حتى ينتهي شهر العسل، لكن بعد ذلك يدخل الزوجان في معترك الحياة معًا، ومحاولة فهم كل منهما الآخر.

إذا كنت تشعر أن هناك ضغطًا عليك للتحدث، فعلى الأرجح أنت تشعر بالارتباك أيضًا، وتشعر أنك محاصر كضحية تحت رغبة شريك حياتك في التحدث. لكن الأسوأ من ذلك هو توقعك لمحاضرة جديدة مطوّلة لإبراز عيوبك ونقائصك. في مثل هذه الظروف، يبدو التجنب وكأنه السبيل الوحيد لراحة البال، لكنه في الواقع لن يفيد في النهاية؛ لأن راحة البال التي تحصل عليها عندما تهرب تكون وقتية.. فأنت تترك شريك حياتك بدون حل للنزاع، وهذا ربما يجعله يحاول بأكثر شدة وإلحاحًا في المرة القادمة.

وبالتالي ماذا تفعل إذا شعرت بأنك محاصر من شريك حياتك الذي لا يكف عن طلب التحدث إليك؟ إليك بعض الاقتراحات:

١-  بادر بأن تقضيا بعض الوقت معًا في عمل مشترك وليس التحدث.

٢-  اذهبا إلى المكتبة واشتريا كتابًا عن التواصل في الزواج. اقرأ بصوت مرتفع مع شريك حياتك، ثم اسألها عن ردود أفعالها.

٣-  شارك معها في في أداء بعض الأعمال المنزلية مثل غسل الأطباق.. فربما تجدان هذه فرصة جيدة للتواصل أثناء عمل شيء ما.

٤-  اسأل زوجتك عما تحتاجه فعلاً، في وقت لا تتوقع هي فيه ذلك.. كأن تقول لها: "كيف أظهر لكِ محبتي؟" أو "ما الذي يجعل يومكِ مريحًا؟"

٥- اترك الجريدة جانبًا، أو توقف عن ممارسة هوايتك، أو أغلق التليفزيون من أجل قضاء وقت مع شريك حياتك.

٦- احرص دائمًا على توفير جو من الفكاهة والمرح.. على سبيل المثال، ابحث عن رسومات كرتونية تشرح الاختلافات بين الرجل والمرأة، وكيف يمكنهما التواصل. ضع هذه الرسوم على الثلاجة. احرص على الضحك فيما يخصك كرجل أكثر مما يخصها كامرأة.

بينما تجرِّب بعض هذه الأساليب، ستكون في وضع أفضل يتيح لك أن تطلب السلام والهدوء الذي تحتاجه. من المهم أن تفعل ذلك؛ فيجب ألا تنكر حقيقة شخصيتك وطباعك.. لأنك لو فعلت ذلك، ربما ينتهي الأمر بأن تشعر أنك ضحية يائسة لمتطلبات شريك حياتك.

لكي تتجنب ذلك، حاول أن تحدد وقتًا للحوار مع زوجتك. وهذا من شأنه أن يجعلها تشعر بالإثارة، لأن هذا يمثل التزامًا منك بالتواصل معها. تأكد من تحديد إطار الحوار ومدته مسبقًا حتى لا تصطدم بتوقعات مغلوطة.. فربما تفكر زوجتك في "سباق ماراثون" من الحديث بينما تأمل أنت ألا يستمر الحديث أكثر من ١٠ دقائق. لكي تبدأ فعشرون أو ثلاثون دقيقة تعتبر جيدة، أو كافية لمناقشة جادة. يمكنك أن تبدأ أو تنهي الحوار بالصلاة. التزم بالوقت المتفق عليه للحوار. تعهد بأنك لن تهرب من الموضوع، وملتزم باستكمال الحوار حتى نهايته، لكن اسمح بوقت للاستراحة إذا ما تأزمت الأمور.

ما الذي يجب أن تتحدثا بشأنه خلال فترة الحوار هذه؟ بإمكان كل منكما أن يبدأ بالتركيز على احتياجاته الخاصة فيما يتعلق بالتواصل والحصول على وقت هادئ. بعد ذلك ليعبِّر كل منكما عن مشاعره تجاه صداقاته وأوقات الترفيه. ابذل جهدًا واعيًا في استخدام العبارات التي تبدأ بضمير المتكلم "أنا" لتعبير عن إحساسك بالضغط أو الارتباك أو الإحباط. بكلمات أخرى، لا توّجه لومًا، ولا تهاجم شريك حياتك. ليكن الهدف أن يسمع ويفهم كل منكما الآخر. إذا أردت أن يتوقف الحوار، رتب لجلسة أخرى خلال ٢٤ ساعة لاستكمال المناقشة، وهذا سيمنح كلاً منكما إحساسًا بالطمأنينة والراحة.


Excerpted from The Complete Guide to the first Five Years of Marriage, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers. Copyright ©2006 Focus On the Family