Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: سامي يعقوب

 المزيد من هذه السلسلة:

كيف تعاملها؟ وماذا تتوقعين منه؟ ١                   كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٢

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٣                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٤

كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٥                    كيف تعاملها؟ ماذا تتوقعين منه؟ ٦

 


 هل تأثرنا بثقافة أن المرأة «متاع مستأجر» فأصبحنا كرجال لا نحب أن نسمع عما تتوقعه زوجاتنا منا؟ منذ فترة قرأت مقالا في جريدة الرياض السعودية (عدد الثلاثاء ٨ أكتوبر ٢٠١٣) للصحفي «فهد عامر الأحمدي»، تعليقًا على ثقافة الإقلال من مكانة المرأة وانتقاص حقوقها مقارنة بالرجل، وأقتبس هنا بالنص بعضًا مما أشعر أننا بحاجة لأن نتوقف أمامه بالتفكير 

يقول الأحمدي: ”أرجو التفريق بين المحرم الديني، والمحرم الاجتماعي.. بين الفقة الشرعي، والموروث الشرعي.. بين النصوص الشرعية، وبين ما فهمه أسلافنا من النصوص الشرعية… للأسف الشديد حين تتأمل تراثنا الفقهي تجد آراء واستنتاجات كثيرة (لا تعتمد على نصوص شرعية) تهدف لتحقير المرأة ونزع حقوقها والتقليل من شأنها… وحين تتعمق في هذه الآراء تكتشف أنها لا تستند على نصوص شرعية مباشرة، بل من توجهات مجتمعية وثقافة ذكورية تحتقر المرأة وتنظر للأنثى كجسد مستأجر (وليست شريكة حياة)… لا داعي أيضا لتذكيركم بأن المرأة مضطهدة حتى في المجتمعات غير الإسلامية.. ولكن أن تكون مضطهدة ونحاول نحن شرعنة ذلك فهذا إساءة للدين قبل المرأة سيحاسب عليه أصحابه يوم القيامة!!“ أترك لكم التعليق على هذا الرأي المستنير للكاتب السعودي،  لا فض فوه، قبل أن أخاطب الزوجات هذه المرة، بما يمكن أن يُرضي القُراء الذين أخفوا عن زوجاتهم المقال السابق حتى لا يقرأن ما كتبته فيطالبن به!

    كزوج لقرابة الثلاثين عامًا، أدرك أن أغلب الزوجات لديهن مهارة التعبير عن محبتهن بما يقدمن لرجالهن من خدمة بلا كلل، وتضحية إلى أبعد الحدود. لكن في المقابل أعتقد أن الكثيرات يهملن ملاحظة أن بعض التعليقات العابرة، والتوجهات السلوكية، أو ردود الأفعال التلقائية يمكن أن تؤثر سلبيًا على العلاقة مع الزوج.. قد تكسر قلبه، كما قد تجرحه أحيانًا. بالمناسبة، عندما لا يُعبر الرجل صراحة عن رفضه لما يصدر عن زوجته من مواقف تضايقه أو تقلل من شأنه، هذا لا يعني أنه يقبلها.. السكوت هنا لا يعني الرضا، بل يعني أنه يختزن في داخله ما يجعله في النهاية ينفصل عنها معنويا، أو ربما يكون هدوء ما قبل العاصفة، وانفجار ثورة الغضب التي تدمر كل شيء. تُرى ما الذي يتوقع الزوج أن تتوقف امرأته عن فعله حتى تصبح علاقتهما أكثر استقرارًا وسعادة؟ سأحاول الإجابة بحذر على هذا السؤال الشائك من خلال بعض الأفكار العملية من خبرة حياتي وقراءاتي الشخصية.
 

    من فضلك امتنعي عن الظن بأن طريقة تفكيرك في التعامل مع المواقف المختلفة هي الطريقة الوحيدة الصحيحة. عندما يفكر زوجك بطريقة مختلفة هذا لا يعني أنها خطأ.. الإصرار على اتباع ما ترينه الأصلح أو الأفضل من وجهة نظرك يُعبر في واقعه عن رغبتك في أن تكوني المسيطر على مجريات الأمور.
 

    لا تضعي زوجك دائمًا في موقف الدفاع عن نفسه، سواء في الأمور الصغيرة، أو الاختيارات التي قد تنطوي على التزام كان يمكن تجنبه.. اللوم وتكرار اتهامه بالتقصير، والعجز عن اختيار ما تظنين أنه الأفضل.. أو الأرخص.. أو الأسرع هو أكثر ما يحبط الرجل. سمعت زوجة حكيمة تقول إنها تعلمت في مثل هذه المواقف أن تصمت؛ لأن «كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل» (أمثال ١٠ : ١٩).
 

    لا تعطي للآخرين أولوية في حياتك قبل زوجك.. ماما، صديقاتك، وحتى أبنائك، أطفالا كانوا أو كبارًا، لابد أن تكون لهم المكانة الثانية في قلبك بعده. شعور الزوج بأنه لا يحظى بهذه الأولوية لديكِ يخلق الانعزالية في الزواج؛ حيث يعيش كل من الزوجين حياته الخاصة، وممارسة هواياته وأنشطته بمعزل عن الآخر. عندما قال الله: «ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينا نظيره»، لم يقصد أن يُعطي الرجل رفيقًا لمجرد أن يشبع احتياجاته الجسدية، أو يقوم على خدمته، بل من أجل علاقة إنسانية من نوع خاص، لا يمكن أن تتحقق لأي منهما مع شخص آخر.
 

    استخدام الجنس كوسيلة تساومين بها للحصول على ما تريدين يخالف تعاليم الإنجيل (كما جاء في ١ كورنثوس ٧: ٤ و٥)، ويُفقد العلاقة الحميمة بُعدها الأعمق الذي يتخطى إزالة الاضطراب العضوي. كذلك "الزن على دماغه" لينجز شيئًا تطلبينه لنفسك أو لبيتك، أو حتى ليفعل ما ترينه الأفضل له، يُفقده روح المبادرة، ويُشعره بالذنب، ويجعله يراك كمَنْ يتصيد الأخطاء. أما تكرار إلقائك لقائمة  المسموحات والممنوعات على مسامعه يجعلك مثل أمه وليس زوجته! إن أكثر ما يحفز همة الرجل، ويجعله في أفضل حالاته، هو شعوره بالاحترام والتقدير.. والزوجة التي تدرك قوة هذا السر تصنع فرقًا غير مسبوق في حياة أسرتها.
 

    يا سيدتي.. أنتِ مثل غيرك من باقي البشر، لا تملكين المقدرة على قراءة ما بعقل زوجك من أفكار أو رغبات قبل أن تخرج من فمه.. بأسلوبه الخاص، وفي الوقت الذي يختاره. من فضلك لا تتسرعي في التطوع بأخذ زمام المبادرة منه؛ ظنًا منكِ أنه لن يأخذها هو! الكثير من الرجال يتخلون عن مسؤولية قيادة الأسرة لاعتياد زوجاتهم أن يقفزن بسرعة إلى المشهد، ويأخذن القرارات بدون حوار، وينفذن المهام على أكمل وجه بحسب استحسانهن.
 

    لا تتوقعي من زوجك أن يكون "الأمير" الجذاب والمبتهج دائمًا، الرقيق المشاعر والرومانسي حتى عندما يكون محبطًا أو مجهدًا.. القوي في المواجهات، والذي لا يتعب أبدًا.. صاحب المعنويات المرتفعة بغض النظر عن الظروف، والسوبرمان الذي يحقق المعجزات. الزوج الذي يمسك في يده بصولجان من ذهب يلمس به الأشواك فتتحول في الحال إلى ورود وأزهار لا يوجد سوى في القصص الرومانسية الخيالية، التي ربما لاتزال بعض أحداثها ماثلة في ذاكرتك منذ مشاهدتها في أفلام الكرتون عندما كنت طفلة! تركيزك بواقعية على مواضع القوة في زوجك، وتقديرك لحقيقة أن لكل إنسان ضعفاته، سيشجعه أن يكون مع الوقت رجل أحلامك.

    «حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها (أو بكلامها أو تصرفاتها)» (أمثال ١٤ : ١).

 الحديث للزوجين لم يكتمل بعد، وسنواصله إذا أحيانا الرب وعشنا في العام الجديد.


عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
نُشر بجريدة وطني بتاريخ ٢١ ديسمبر/ كانون أول ٢٠١٤)

   Copyright © 2014 Focus on the Family Middle East. All rights reserved