Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ديبرا إيفانس

 

الرفقة                                    

عندما تسمع كلمة "رفيق"، فما هو الشيء الذي تتذكره؟ تعريف كلمة "رفيق" في القاموس هو: "شخص يصاحبك ويقضي وقتًا معك، وتعني أيضًا صديق"، هل ترى نفسك وشريك حياتك الآن تنجذبان إلى أحدكما الآخر كرفيقين أم تتباعدان؟ يحذر الكاتب "شيلدون فانوكين":

في تكوين ٢: ٨ نسمع صدى هذه الكلمات عبر العصور، ولا تزال تنطبق على علاقاتنا اليوم: "وقال الرب الإله: ليس جيّدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره". الشيء اللافت أن الكلمة العبرية المترجمة "معين" هي "إتزارezer   "– وهي نفس الكلمة المستخدمة في مزمور ١١٨: ٧ "الرب معي وهو نصيري" (الترجمة العربية المشتركة). عندما نضع هذه الفكرة في عقلنا فهذا يعزز الدور المحوري الذي نلعبه في داخل شراكتنا المقدسة. إن بركات الصداقة واللطف في الزواج تتبع هذه الحقيقة الأزلية: أراد الله لرفقة الزوجة ومحبتها أن تسدد الاحتياج الأول لزوجها في العلاقة.

قيِّمي مستوى الحميمية مع زوجكِ، ثم فكِّري هل كنتِ تهملين احتياجات زوجكِ للحب والاستمتاع والرفقة. اسألي زوجكِ عما يحب أن يختبره في هذا الجانب. تحدثا عن ملاحظتكما سويًا. تأملي الأوقات التي شعرتِ فيها بالتقارب الشديد من زوجكِ- ما هي العوامل التي ساعدت على ذلك؟ وما هي توقعاتكِ بشأن صداقة زوجكِ لكِ اليوم؟ هل قضاء الوقت معه مشبع أو محبط؟ ولماذا؟

هل قضيتما ليلة أو يومين في نهاية الأسبوع بمفردكما خلال العام الماضي؟ ما مدى إمكانية وضع مواعيد منتظمة لقضاء الوقت معًا لتعطيا أحدكما الآخر اهتمامًا كاملاً؟ إذا بدا زوجكِ غير متحمس بما يكفي لهذه الفكرة، ادخلي غرفتكِ وصلِّي واطلبي إرشاد الله وحكمته لتعرفي كيف يمكنكِ أن تقوّي وتجددي روح الصداقة بينكِ وبين شريك حياتكِ.

وسواء كنتِ تفضلين أمسية خاصة ترتدين فيها أجمل الملابس، أو تذهبين إلى مطعم متميّز، أو أمسية للصيد معًا، المهم هو قضاء وقت معًا. الخروج معًا، والابتعاد عن المطبخ والغسيل والفواتير والأطفال- حتى لو لوقت قصير- يمكن أن يؤثر تأثيرًا إيجابيًا هائلاً على علاقتكما. قد يبدو في البداية أن الأمر يتطلب مجهودًا كبيرًا، خاصة إذا لم تكوني معتادة على الابتعاد بضعة ساعات عن العمل والمسؤوليات العائلية. لكني أشجعكِ على القيام بهذا المجهود. وبينما تتجدد الرابطة بينكما من خلال التزامكما بتدبير أوقات منتظمة معًا، فغالبًا ستنتعش كل جوانب علاقتكما.

لا تشعري بالإحباط إذا قابلتِ بعض المقاومة من زوجكِ في البداية. كثير من المتزوجين يصارعون مع رغباتهم المختلفة في قضاء وقت الترفيه والأمسيات. ليس من السهل دائمًا خارج غرفة النوم أن تجدا أرضية مشتركة لزرع بذار الحميمية والصداقة في الزواج. كوني صبورة بالرغم من هذا. لا تيأسي بسرعة. بمرور الوقت ستحصدين ثمار جهدكِ.

 

 

 

اكتشافات في اختلافاتنا

في هذه اللحظة ربما تفكرين: هل يستحق الأمر المجهود المبذول فيه؟ لا أستطيع أن أعدكِ بشيء مؤكد، لكني أستطيع أن أتحدث من خلال خبرتي على مدار أكثر من ٣٠ عامًا. بدأنا زوجي وأنا حياتنا الزوجية معًا بدون أية هوايات مشتركة وباهتمامات مختلفة جدًا. كان يريد أن يذهب لمشاهدة مباريات كرة القدم، وأنا كنت أفضِّل حفلات الباليه. كنت أحب القراءة جدًا، بينما كان يقضي معظم وقته في لعب كرة السلة أو عزف الجيتار. ولم يكن يعود إلى البيت أبدًا إلا بعد غروب الشمس. كنت أنتعش داخل البيت مهما كانت حالة الطقس.

وبعد أن احتفلنا بالذكرى الأولى لزواجنا، كنتُ أتساءل هل لدينا ما يكفي من الأمور المشتركة حتى ينجح زواجنا. في البداية، كان انجذابنا المتبادل كافيًا. ولكن من الواضح أننا كنا نحتاج لشيء أكثر لتقوية وتعميق الاتصال فيما بيننا.

بدأتُ أصلي بالرغم أنني لم أكن متأكدة من النتائج. طلبت من الله أن يقوي زواجنا، ويفتح قلبي ليرشدني في التفاصيل اليومية لحياتنا الزوجية معًا. وبالرغم أنني مازلت أتعلَّم (وأصلي)، أستطيع الآن أن أنظر إلى السنوات الماضية لأرى النتيجة الجميلة التي تظهر فيها: خلال تعلُّمنا أن نحترم ونقدِّر اختلافات كل منا، لم يعد زوجي وأنا نشعر بالتهديد بسبب هذه الجوانب من شخصياتنا المختلفة. لأن كل منا كان مستعدًا باستمرار ليخرج من دوائر الراحة الخاصة به. كان زوجي يحضر معي من حين لآخر حفلة باليه أو فيلمًا رومانسيًا، وكنت أذهب معه لأشاهد إحدى مباريات كرة القدم أو السلة معه. فأصبحت رفقتنا أكثر غنىً وعمقًا، مما سمح لنا أن ننموا معًا كزوجين وكأفراد.

إن بركة الصداقة- أي الاستعداد لتفضيل رفقة زوجي أكثر من أي أحد- ساعدتني لأكون رقيقة أكثر تجاه الرجل الذي أعرفه الآن أكثر وأقدِّره أكثر من أي شخص آخر في العالم.


From Blessing Your Husband by Debra Evans, a Focus on the Family book published by Tyndale House Publishers, Inc. © 2003 Debra Evans. Used by permission. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وداعا للصداع بالطول