Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: شونتي فيلدهان

 

  "إذا كنت تحب أحدًا بصدق، فلست مضطرًا لأن تسعى لذلك".. هذا ما قالته نجمة الغناء المراهقة "ڤاينسا هدچينز" لمجلة Cosmo Girl  في إصدارها لشهر أغسطس عام ٢٠٠٨. هذه النجمة الشابة كانت تفصح عما يظنه ملايين الناس: إن مشاعر الحب في أي علاقة يجب أن تأتي تلقائيًا، فإذا اضطررت أن تسعى للحصول على هذه المشاعر، فلابد من وجود خطأ ما. لكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا: فإذا كنت تحب أحدًا بصدق، ستسعى جاهدًا من أجل نجاح علاقتكما.

 

على الصخر أم على الرمل؟

تحدث السيد المسيح عن بيت بُني على الرمل حطمته الرياح، بينما بُني بيت آخر على الصخر وظل ثابتًا قويًا. أشد ما يدهشني كمحللة علاقات هو أن الكثيرين يبنون زواجهم على رمل المشاعر بدلاً من صخرة الالتزام. وقد تشجعت كثيرًا عندما رأيت أزواجًا ملتزمين نحو بعضهم البعض كانوا قادرين –بمعونة الله- أن ينجحوا في حياتهم الزوجية رغم العواصف الحتمية التي تمر بأي زواج في العالم. 

منذ خمس سنوات أرسلت لي صديقة مقربة رسالة إلكترونية لتشاركني بصراعاتها التي تمر بها في زواجها. وقد تغيرت لهجتها في رسائل يومية كانت ترسلها لي قائلة: "لا أستطيع تحمل المزيد" إلى رسائل تقول فيها "إنه (زوجها) عطية الله لي" وما سبب هذا التغيُّر؟ إصرارها وعزيمتها. 

والآن تقول صديقتي هذه: "الزواج الناجح لا يعتمد على الظروف، وإنما على الإصرار والعزيمة. أخرج كلمة الانفصال/ الطلاق من قاموسك اللغوي، واستبدلها بكلمة الالتزام" 


ما هو الالتزام؟ 

الالتزام هو قرار بالسعي نحو الحياة الزواجية السعيدة التي يريدها الله، بصرف النظر عن الظروف، أو إذا ما كان الطرف الآخر يقوم بدوره أم لا. وهذا يتضمن ما يلي:

الإدراك بأن الزواج هو علاقة عهد غير قابلة للكسر أمام الله. إن التراث العبري القديم يؤكد أن العهد ليس كالعقد الذي يمكن فسخه، ولكن العهد اتفاق ملزم ودائم.. تمامًا مثل العهد الذي يقطعه الله معنا. 

الاختيار بأن "تفعل حتى تشعر" نحن كثيرًا ما نترك مشاعرنا تحدد أفعالنا وتصرفاتنا، ولكن المفروض أن يحدث عكس ذلك. لقد خلقنا الله بطريقة تجعلنا عندما نحب شخصًا آخر ونعبر عن ذلك بأفعالنا.. تأتي المشاعر كنتيجة حتمية ومباشرة. 

التركيز على فضائل شريك حياتنا وعيوبنا الشخصية بدلاً من القيام بعكس ذلك. إذا كنت غير سعيد في زواجك، جرِّب هذا التحدي: لمدة الثلاثين يومًا التالية، لا تقل أي شيء سلبي عن شريك حياتك سواء أمامه/ أمامها أو أمام الآخرين. وفي كل يوم حاول أن تجد شيئًا تقدِّره في شريك حياتك، وأفصح عنه له/ لها. وهذا تطبيق عملي للوصية الواردة في رسالة فيلبي٤: ٨ (والتي تعلمنا كيف نفكر في كل ما هو ذو قيمة).

وهذا التطبيق يستطيع أن يغيِّر زواجنا. فعندما نسعى لتغيير أنفسنا، فنحن بالتالي نعطي أفضل شيء لشريك حياتنا


الانخراط في الحياة المسيحية والصلاة والتلمذة خاصةً إذا كان لا يروق لك ذلك. الأشياء الثلاثة السابقة والتي تدخل في إطار الحياة المسيحية تمثل مصدر عون لكل مؤمن، كما أنها ضرورية بشكل خاص لأولئك الذين يمرون بفترات صعبة في زواجهم. 

الاتكال على الله في طلب العون لنتصرف بشكل غير أناني نحو شريك حياتنا. وكما يقول "جريكو": "إننا عاجزون أن نحيا ما تعهدنا به بقوتنا الشخصية. قال يسوع "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" ويدعونا لأن نعمل مع الروح القدس ليعمل من خلالنا." 

إن الزواج الغني الذي يريده الله لنا ليس ممكنًا فقط، وإنما هو الشيء الأرجح، والرحلة تبدأ بكلمة واحدة.. الالتزام. 


This article first appeared in the January, 2009 issue of Focus on the Family magazine. Copyright © 2009 Shaunti Feldhahn. All rights reserved.