Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

  بقلم: جلين لوتجينز

إن الزواج لا يتعلق في الأساس بالعثور على الشخص المناسب، وإنما يتعلق بأن تكون أنت الشخص المناسب.

 

يقول الممثل اللامع "ميكي روني": "الزواج يشبه تسديد الكرة؛ فعندما تأتي اللحظة المواتية، يجب ألا تفوتها". يبدو الكلام جيدًا، حتى تعرف أن "ميكي" تزوج ثماني مرات. لابد وأنه تصادف مع الكثير من "الضربات الجيدة" ليسددها بنجاح!

مرة أخرى "جلين ديموس ولف" صاحب رقم قياسي؛ إذ تزوج ٢٦ مرة حتى الآن، ولا يريد أن يتفوق عليه أحد في هذا الأمر. صاغ "جلين" مقارنة مماثلة وقال: "الزواج مثل جمع الطوابع.. تظل تبحث حتى تجد الطابع النادر."

كلا الرجلين يتبنيان وجهة نظر "البحث عن إبرة في كومة قش" فيما يتعلق باختيار شريك الحياة؛ وبناءً على وجهة النظر هذه، هناك شريك واحد فقط يمكن أن تسعد معه، ولابد من العثور على هذا الشخص، حتى إذا تطلب ذلك ترك شريك الحياة الذي لم يعد مناسبًا لك.

هناك ألم عاطفي كبير يندرج في طيات هذا الرأي.. أنت لن تجد عبارة "إبرة خاطئة" في الكتاب المقدس تسمح لك بالانفصال إذا وصلت لقناعة بأن شريك حياتك غير مناسب لك الآن. ولكن بدلاً من ذلك ستجد في سفر ملاخي ما يلي: "لا يغدر أحد بامرأة شبابه." (ملاخي ٢: ١٥)

إن الزواج لا يتعلق في الأساس بالعثور على الشخص المناسب، وإنما يتعلق بأن تكون أنت الشخص المناسب.

عندما تكون غير متزوج، فإنك تختبر مشاعر الرضا تتأرجح صعودًا وهبوطًا. لكن عندما تتزوج، فإن هذه المشاعر من الممكن أن تزداد تأرجحًا في كلا الاتجاهين.. وتتأرجح بين الرضا التام والتعاسة التامة بدرجة أكبر في سنوات العزوبية.

إذا كنت أنت وشريك حياتك غير سعيدين في سنوات العزوبية، وتوقعتما أن تجدا سعادة واكتفاءً في الزواج؛ فربما شعرتما بخيبة الأمل عندما هبط مستوى الرضا لأقل من فترة العزوبية. ولكن إذا شعرتما بالمعنى والهدف في حياتكما كأفراد (قبل الزواج)، وأردتما مشاركة هذا المعنى والهدف في علاقة ملتزمة تدوم مدى الحياة؛ فربما شعرتما بزيادة الشعور بالرضا. يمكنك أن تطلق على هذا "نظرية المنجم لاختيار شريك الحياة".. فإما تجد في زواجك "منجم ذهب" أو "حقل ألغام".

إذا دخلت الحياة الزوجية على أمل أن تجد السعادة في شريك الحياة، فربما لن تجدها. ومثل النجار الذي ربما عليه أولاً أن ينزع ألواح الأرضية حتى يدعم العوارض السفلى، ربما عليك أولاً أن تجد السعادة بمفردك قبل أن تتزوج.

خلال فترة الخطوبة، غالبًا ما يكون الطرفان متأكدين أنهما عثرا على "منجم الذهب"؛ فكلا الطرفين المقبلين على الزواج يميلان إلى الشعور بالإثارة لهذه العلاقة الجديدة الرائعة. وحماس وحرارة المشاعر الرومانسية الملتهبة تجعلهما يتصرفان بمزيد من الرقة واللطف وعدم الأنانية، ومزيد من التعاطف أكثر مما سيفعلان عندما تخبو هذه النيران.

نحن نميل إلى استنتاج أشياء غير معروفة متعلقة بمَنْ نحب.. فمثلاً نحن نفترض خلال فترة الخطوبة أنه طالما كان مستعدًا لأن يجلس ويصغي لمشاعرنا، فإنه سيُظهر نفس الاهتمام بعد الزواج حينما نريد التحدث عن إحباطاتنا. وعندما لا يفعل، فإننا نفترض أننا تزوجنا الشخص غير المناسب.

في الواقع، إنه لم يكن بمثل هذه الروعة التي تخيلتِها قبل أن تتزوجي به. وفي المقابل، على الأرجح أنه ليس بمثل هذا السوء الذي تظنينه الآن.

يقول "إيريك فروم" في مؤلفه الكلاسيكي "فن الحب" (The Art of Loving ): "أن تحب شخصًا فهذا لا يعني مجرد مشاعر قوية، وإنما قرار، والتزام، وعهد. لو كان الحب مجرد مشاعر، لما كان هناك أي أساس يُبنى عليه الوعد بأن نحب بعضنا البعض إلى الأبد".

يشرح الدكتور دوبسون فكرة مماثلة في كتابه "الحب الرومانسي" (The Romantic Love ): "أن محبة الزوجين لا تتحدد بالمشاعر ارتفاعًا أو هبوطًا، وإنما تعتمد على التزام إرادتهما. إن الاستقرار يأتي من هذا التصميم الذي لا رجعة فيه لإنجاح الزواج والحفاظ على شعلة الحب متوهجة بغض النظر عن الظروف."

عندما سرتما سويًا بين جمهور الحضور في يوم زفافكما، أصبح كل منكما الشخص المناسب للآخر. حقًا.. ربما تنظران للخلف وتعيدان التفكير في أسبابكما، لكنكما دخلتما بالفعل ساحة الحياة التي فيها تحتاج العمر كله كي تتعلَّم أن تحب شخصًا محبة حقيقية.

هذا ما تعلَّمه "لاري" و"ليندا".

لم يعد "لاري" يشعر بالنشوة التي كان يشعر بها عندما كان يخرج مع "ليندا" قبل زواجهما، ولم تعد هي تتحدث معه كما كانت تستمتع بذلك في الأيام الأولى. وإذا استمرت هي في أسلوب إنفاقها المبذر للمال، سينتهي بهما الأمر بالإفلاس. واستنتج "لاري" أنه أخطأ بالزواج من "ليندا".

وعندما بدأ كلاهما حضور جلسات مشورية، كان "لاري" يظن أن "ليندا" ليست المرأة المناسبة له. لكنه أدرك بعد ذلك أنه حتى لو كانت "ليندا" غير  مثالية، فإن تعلُّم كيف يحبها قد ساعده على النضوج كزوج، وعلى أن يكون محبوبًا أكثر.

ربما كان "لاري" سيرفض الزواج من "ليندا" إذا عرف ما يعرفه الآن عنها، لكنه يدرك أن الله يعمل على تتميم مقاصده فيما وراء القرارات البشرية؛ فالله طرف فعال في المعادلة.

توقف "لاري" عن النظر إلى الزواج بعقلية "الإبرة في كومة قش"، وأصبح يرى "ليندا" الشخص الذي تعهد بمحبته في السراء والضراء وفي الصحة والمرض.


From Focus on the Family’s Complete Guide to the First Five Years of Marriage, Published by Tyndale  . Copyright © 2006, Focus On the Family. All rights reserved. International copyright secured. Used by Permission  .