Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: چو، سيندي فيريني

 للمزيد من هذه السلسلة:

١- الزواج والاحتياجات الخاصة                        الضغوط والخلافات                 

٣- النجاح في التواصل                                    ٤- دور الزوج والأب

٥- دور الزوجة والأم   


 أحد أكبر الإحباطات عند الاعتناء بأحد ذوي الاحتياجات الخاصة هو صعوبة فهم ما يحاولون توصيله، يلي ذلك صعوبة تجنُّب الإحباط كزوجين عندما لا نفهم أحدنا الآخر.

القليلون منا مستعدون لكل التحديات المصاحبة لتقديم هذا المستوى من الرعاية. ولكن في ظل نقص استعدادنا لذلك، يصبح التواصل مُحبطًا، وكثيرًا ما يؤدي إلى التفكك في الزواج.

يمثل التواصل مهارة لا غنى عنها في الحياة الزوجية. التواصل الناجح يتطلب أن يسعى كل طرف لأن يفهم (بالإصغاء) ثم أن يُفهم (بالتعبير). الأمر يبدو سهلاً ، لكنه صعب حتى في تحقيقه في ظل الظروف "الطبيعية". أضف إلى ذلك عامل الأطفال -وأحدهم مثلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة- بالإضافة إلى رعاية أحد الوالدين يعاني من فقدان الذاكرة أو مرض "الزهايمر"، حتمًا فإن مهاراتك في التواصل ستمر في اختبار صعب.

تولينا مسؤولية وامتياز رعاية ابنتين وابن لديهم إعاقات متنوعة بالإضافة إلى والدة چو المتقدمة في العمر. كنا نواجه حوارات مثيرة وصعبة ومُحبطة في آن واحد على مائدة الطعام بسبب فقدان الجدة للذاكرة والإعاقة الذهنية للابنة چوي. كثير من الحوارات كانت تمثل صراعًا في فهمها ومتابعتها. وأحيانًا بسبب التوترات اليومية ووتيرة الحياة السريعة ندخل في دوامة من الكلام الذي بلا معنى.

توترت العلاقات بسبب المجهود الكبير الذي نبذله لينجح التواصل فيما بيننا! وأدركنا على الفور أننا نحتاج إلى خلق مناخ من الرعاية والإصغاء والفهم من أجل كل الأفراد في بيتنا- وبالأخص من أجلنا كزوجين.

بدون هذا المناخ الصحي في البيت يبدأ الزوجان في الابتعاد عن أحدهما الآخر. وبدون التزام صلب تجاه أحدهما الآخر، قد يؤدي هذا الابتعاد في النهاية إلى الانفصال أو الطلاق إذا لم تُصحح الأوضاع. أما إذا جعلنا هدفنا أن نتعلَّم الإصغاء الجيد لأحدنا الآخر، وننتبه جيدًا لما يقوله الجميع وما نقوله لأحدنا الآخر. نصغي كثيرًا ونرد بحب، ونحاول خلق أفضل مناخ ممكن.

الإصغاء لما يقوله الآخر يتطلب طاقة. ويعتمد الفهم على كمية المجهود الذي نبذله في فهم ما يفكّر ويشعر به الآخرون. وهذا أمر صعب عند التواصل مع أشخاص أسوياء، وأكثر صعوبة جدًا حين تحاول فهم أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يتطلب تحسين مهارات الإصغاء التزامًا بالوقت والتركيز. تعلّم أن تركز على ما يُقال- وليس فقط على أسلوب ما يُقال. تمهّل واسأل لتستوضح. ضع نفسك مكان الآخر. هذه خطوات تحقق فهمًا أفضل.

مهارات الإصغاء الجيد لا غنى عنها في العلاقات السويّة، وبنفس القدر مهارات التحدث الجيد. يقول سفر الجامعة: "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت... للسكوت وقت وللتكلم وقت" (جامعة ٣: ١، ٧). أحيانًا نحتاج أن نصمت، وأحيانًا نحتاج أن نتحدث، وطول الوقت نحتاج أن نميّز الاختيار الأفضل بين الاختيارين. وبينما نطوّر من أسلوب تواصلنا مع أصحاب التحديات الخاصة في حياتنا، يجب أن يتحسن التواصل مع شريك الحياة أيضًا.

بعض العادات التي وجدتها نافعة في رحلة تحسين التواصل:

  •   تدوين الأمور الهامة، والمتطلبات اليومية.. إلخ.
  •   التحدث في كل القرارات الهامة (تتعلق بالصحة، والمدرسة، والعائلة.. إلخ)، حتى نصل إلى اتفاق مشترك.
  •   العمل على حل الأجزاء الصغيرة في المشكلة بدلاً من التعامل مع المشكلة كلها مرة واحدة.
  •   إعطاء كل منا الانتباه الكامل، وتوفير الوقت للتعبير بصراحة عن مشاعرنا ومخاوفنا وأوجاعنا.. إلخ.
  •   عرض الحلول بدون القفز إلى الاستنتاجات وبدون إلحاح أو إدانة.
  •   مناقشة الأفكار والمشاعر بدلاً من الجدال (أو الصياح والشجار).
  •   عدم الابتعاد عن أحدنا الآخر (تذكرا!  كل منكما يحتاج للآخر).
  •   إظهار الاحترام لأفكار أحدكما الآخر.
  •   إعطاء كل فرد في البيت فرصة للتعبير عن أفكاره واهتماماته.
  •   تفهّم الاختلافات الشخصية داخل العائلة وكيف يتأثر كل فرد بشكل مختلف.
  •   تخصيص وقت خاص- وقت بلا تقطعات، وقت للحوار البنّاء- مع كل فرد في العائلة (خاصة الأطفال الذين يُهملون في خضم الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة).

تحسين قدرتنا على الإصغاء والتعبير عن أنفسنا يستغرق وقتًا ويحتاج إلى صبر، والأهم من ذلك يحتاج إلى الحب والالتزام. بالتأكيد هذا استثمار جيد سيعود بثمار هائلة على أحبائنا وعلى شريك حياتنا.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2010 Joe and Cindi Ferrini. Used by permission.