Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: چو، سيندي فيريني

 للمزيد من هذه السلسلة:

١- الزواج والاحتياجات الخاصة                        الضغوط والخلافات                 

٣- النجاح والتواصل                                       ٤- دور الزوج والأب

٥- دور الزوجة والأم   


 

عندما يدخل الرجل في علاقة عهد مع زوجته، فهو يتعهد بأن يتحمل مسؤوليات الحب والإكرام والتقدير لها.

وأنا كزوج مسيحي، فالقوة التي أحتاجها لأنفذ هذه المسؤوليات تنبع في النهاية من علاقتي بالله. الأمر يتطلب اعتمادًا كاملاً وفي كل لحظة على روح الله. كما يحتاج الأمر إلى وقت وتدريب للاستمرارية، خاصة مع المعوقات الكثيرة التي تعترض طريقنا- وفي حالتي أضيف معوقات تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تعهدنا في الزواج أن نظل معًا في "السراء والضراء"، في المرض والصحة. ولم يخطر ببالنا احتمالية وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم نتحدث أبدًا عن كم الضغوط والإرهاق الذي يمكن أن يسببها هذا الأمر لزواجنا. وفي خضم تحديات حياتنا يوجد تحدٍّ آخر: أن أحقق مشيئة الله في دوري كزوج وأب.

لا يمكننا أن ندع معوقات الحياة تقف في طريق بناء زواج قوي. وعندما نفشل كأزواج في تقديم الحب الباذل لزوجاتنا كما أحب المسيح الكنيسة (أفسس ٥: ٢٥)، فإننا نبدأ في التهاون بهذه العلاقة العزيزة. كزوج وكأب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تركيزي المستمر عندما تتصادم تحديات رعاية هذا الطفل مع احتياجات زوجتي والأبناء الآخرين يمثل تحديًا يوميًا.

إن تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي نفس الوقت الاعتناء بالعلاقة مع زوجتي، تتطلب أن أخصص وقتًا للتواصل مع زوجتي يوميًا. أحتاج أن أوصل محبتي لها قبل أي شيء. في حالتنا، أذهب إلى العمل بينما تبقى زوجتي في البيت لتعتني بأطفالنا. وعندما يوجد طفل أو أكثر من ذوي الاحتياجات الخاصة، لابد أن تتأكد أن المسؤوليات اليومية للزوجة تكون عصيبة بدرجة كبيرة.كان الاعتراف بهذه الحقيقة بمثابة الخطوة الأولى نحو إدراك أنه مهما كان اليوم الذي أمر به عصيبًا، فزوجتي هي الأخرى تمر بيوم "عصيب" أيضًا!

عندما كان أطفالنا صغارًا، كنت أفرح عندما تعطيني زوجتي بعض الوقت لأجمع شتات نفسي بعد يوم طويل. كنا نتناول العشاء معًا كعائلة، ثم كنت أمنحها استراحة من الأولاد. كنت أصطحب الأطفال ونتمشى قليلاً في هواء جميل أو نلعب في فناء البيت. وعندما كبر الأبناء، يتضمن وقتي معهم المساعدة في واجباتهم المدرسية، ومباريات ألعاب الـﭭيديو، أو مجرد التحدث معًا. كانت سيندي تقدّر جدًا هذا الوقت الذي تتفرغ فيه لنفسها بدون القلق بشأن احتياجات الأبناء، وقتًا هادئًا لتفكر بدون الضوضاء والهياج الذي تتحمله طوال اليوم، وقتًا للخروج في المساء مع صديقاتها بهدف الترويح عن النفس. كان الاعتناء بالصغار وسيلتي في خدمة زوجتي، لأدعها تعرف أنني ملتزم نحوها وأعتز بها. ونتيجة لذلك استطعنا أن نُظهر محبة الله ونعمته غير المشروطتين تجاه أحدنا الآخر وتجاه أبنائنا، ونقدّم قدوة لمَنْ حولنا.

بالإضافة إلى دوري كزوج، أحد أهم ألقابي هو "بابا". الآباء المؤمنون يقدّمون حبًا باذلاً لأبنائهم. نحن نظهر لأبنائنا أننا نهتم بهم عندما نجعلهم على رأس أولوياتنا. بناء العلاقة مع كل ابن أو ابنة يحتاج إلى وقت ونظام ومواظبة. عندما كنا نقضي وقتًا طويلاً في الاعتناء بأحد الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، من السهل أن أغفل احتياجات الأبناء الآخرين. ويصبح الاهتمام بالوقت كمًا وكيفًا مع الأبناء الآخرين تحديًا صعبًا. يحتاج كل ابن أو ابنة أن يعرف باليقين المطلق أننا نحبه، وقضاء وقت معه أو معها يساهم بشكل كبير في شعوره بالأمان والحب.

كنت حريصًا أن أخرج مع ابنتيّ. وكنا نذهب بانتظام إلى المطاعم المفضلة، والنادي، ونتمشى ونجري سويًا، ونذهب إلى السنيما وتناول الأيس كريم، وأشياء أخرى ممتعة. وكانت لدينا فرصة في هذه الخروجات لنتحدث معًا، ونطرح أسئلة، وأحيانًا أصغي لهما فقط. لدي أروع الذكريات عن طفولتهما، ولازلنا نستمتع بقضاء الوقت معًا (حتى بعد أن تزوجت إحداهن والتحقت الأخرى بالجامعة).

استثمرنا وقتًا في تعليم أبنائنا كلمة الله. اعتدنا على مناقشة موضوعات تهم كل واحد منهم، واستثمرنا هذه الفرص لتقديم الإرشاد لهم. ربما إدراك "چووي" في هذه اللحظات التعليمية لم يكن بقدر البنين، لكننا حاولنا أن نشاركه معنا بقدر ما نستطيع. بدون شك كان يحتاج لنوعية مختلفة من الوقت والاهتمام.

حلمت كأب مرة بأنني ألعب مع ابن لي -أو ربما أدربه- ولكن لأن هذا لم يحدث، وجدت طرقًا أخرى "للتواصل" مع چووي. فقد قضى وقتًا طويلاً في متابعة علاجات متكررة في سنوات حياته الأولى. لكن عندما كبر، بدأنا نتواصل ونلعب معًا بألعاب الـﭭيديو. تعلّمنا أن نلعب معًا.. من خلال ألعاب الـﭭيديو! هو بارع في كرة البيسبول، وأنا متميز في كرة القدم، لكن لازلنا نتواصل ونستمتع معًا.

نعم، الأمر يحتاج إلى وقت. لكن إذا أردنا أن ننقل إيماننا ونترك أثرًا على الأجيال التالية لنربحهم للمسيح، لابد أن نقضي الوقت كمًا وكيفًا مع كل واحد من أبنائنا. وعندما نترك ميراثًا روحيًا، نستطيع أن ننظر إلى الوراء برضى عظيم.

وجدت أن الكثير من الرجال يرتبكون تحت مسؤولية تحقيق مشيئة الله لهم كأزواج وآباء. لكن لدينا ما يطمئنا أنه "ليس شيء غير ممكن لدى الله" (لوقا ١: ٣٧). وبينما نطلب من الله أن يقوينا كرجال، نقدر أن نعطي أبناءنا ليس ميراثًا ماديًا بل روحيًا أيضًا. ونقدر أن نعطي زوجاتنا أهم احتياجاتهن: أن تُحب، وتُكرَّم، وتُقدَّر.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com © 2010 and CindiFerrini. Used by permission.