Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

بقلم: باتريشيا جونسون

للمزيد من هذه السلسلة:

١- عندما تأتي الأحزان ماذا نفعل؟                 ٢- مراحل الحزن واستيعابها

٣- حزن أم صدمة أم اكتئاب؟                       ٤- كيف نساند أحباءنا في حزنهم؟


عندما يجتاز أحد أحبائنا فترة من الحزن على وفاة صديق أو قريب، يصبح من الصعب أن تعرف ماذا تفعل. نود أن نحرص على قول كلامًا مناسبًا ونظهر المساندة حتى نساعده في النهاية على اجتياز مرحلة الحزن والخروج منها.

 

ولكن في معظم الأحيان نجد أنفسنا إمّا أن نقدّم نصائح كثيرة ليست في محلها، أو نُزيد من أوجاعه بتبريرات وآراء روحية أو نتجنب الموقف تمامًا.

نجد في قصة "سارة ألكوران" شيئًا شبيهًا. إنها تتذكر المكالمة التليفونية التي آتتها في الصباح الباكر، والإحساس التلقائي بالذعر، والأسى الواضح في صوت زوجها عندما قال لها: "بابا مات".

 

تتذكر أيضًا كيف ألبست ابنتها الرضيعة على عجل، وأسرعت إلى محطة المطافي حيث يعمل زوجها. تقول سارة: "عندما رأيته، لم أستطع فعل شيء سوى أن أحضنه وأبكي". فأنا أم وربة منزل أبلغ من العمر ٣٠ عامًا، ولم يكن لديّ أية فكرة عن ماذا أقول. 

 

كلنا مثل سارة نحاول أن نكون معزيين مريحين، لكن ربما نجد أنفسنا عاجزين عن القيام بهذا الدور. ومع ذلك، هناك أشياء معينة يمكننا فعلها عندما يفقد أحد أحبائنا شخصًا عزيزًا عليه. 

 

الاعتراف بالخسارة 

إن رحيل أحد الأحباء يقلب الحياة رأسًا على عقب في لحظة من الزمان. تُثار المشاعر، وتصبح المسئولية مربكة جدًا، مما يجعل من الصعب معرفة متى نقترب من الشخص المتألم ومتى نتركه لنفسه قليلاً. 

تقول "آن كيهارا"، وهي مشيرة أسرية معتمدة في ولاية كاليفورنيا: "أعتقد أن الاعتراف والإقرار بالخسارة سيكون نافعًا أكثر. يمكنك أن تقول ببساطة: أشعر بالأسف الشديد تجاه الخسارة التي مُنيت بها". 

وحتى إذا كان أول اتصال بهذا الشخص المتألم صعب للغاية، تحرك أنت واتخذ الخطوة الأولى بالاتصال به في أسرع وقت ممكن، أو كتابة رسالة له، أو القيام بزيارته. كما تذكر "كيهارا" بعض النصائح والتحذيرات عند الوقوف بجوار شخص متألم وتقول: "من غير النافع، بل ومن القساوة أن تقول: "هذه إرادة الله.. لا يريدك (المتوفي) أن تبكي، فهو في مكان أفضل". وتفسر "كيهارا" هذا الشيء بقولها: "ليس لنا أن نفترض أننا نعلم إرادة الله، وليس لنا أن نفترض أننا على دراية بالحالة النفسية والعاطفية لأحبائنا الذين يتألمون من أجل خسارة ما".

ولكن فيما يلي بعض النصائح المفيدة لتفعلها:

  •      كن متاحًا بإصغائك. تقول "كيهارا": "دائمًا ما نكون مندفعين في تقديم النصائح، لكن حاول ألا تسارع بتقديم نصائح". لكن التعاطف الحقيقي والتشجيع والحنان سيساعد هؤلاء الذين يجتازون في محنة.
  •      شجع على طلب مساعدة متخصصة عند الضرورة. إذا شعرت بأن الشخص الذي يمر بمحنة عاجز عن تخطي أحزانه، انصحه برقة بأن يطلب مساعدة من شخص متخصص. وربما تساعده بأن تقدم له عنوان وتليفون أحد المشيرين المسيحيين المتخصصين.
  •      وضح كيف بإمكانك مساعدته. اعرض عليه أن تتولى إعداد الطعام، أو تقديم توصيله بسيارتك، أو المساعدة في تنظيف أو ترتيب المكان. كن حساسًا لمشاعره، ومبادرًا بالمساعدة عند ظهور احتياج ما.
  •      ذكره بضرورة الراحة وتأجيل أي قرارات حياتية خطيرة. إن مثل هذه الظروف تحتاج إلى جهد كبير لاجتيازها، وبالتالي هذا يعيق قدرتنا على التفكير بهدوء واتخاذ القرارات.
  •      اقترب منه عندما يشتاق لمَنْ رحل عنه. تقول "كيهارا": "الرحلات والمناسبات عادة ما تعيد مشاعر الحزن.. حتى بعد سنوات. ولكنها أوقات مناسبة لإظهار مزيد من الدعم والحب". 

 

عندما يتعلق الأمر بمساندة شخص عزيز علينا ليجتاز محنته، فإن "رينيه ماهدافي" تعرف ماذا تعني المساندة. فبعد أن تعرضت لأكثر من إسقاط لحملها، فإن رينيه تعترف بأهمية الاعتراف بالخسارة نفسها. 

 

تقول "رينيه": "أظن أن أهم دعم يمكننا تقديمه هو أن نكون متاحين وبجوار الشخص المتألم.. فقط نكون بجواره، ونكون مستعدين بألا نثبت وجودنا بالكلمات فقط. لا توجد أشياء كثيرة أهم من معرفتنا أننا محبوبون وهناك مَنْ يساندنا في محن الحياة".


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright (c) 2007, Patricia Johnson.  Used by permission