بقلم: جين جوين دينس
رأى أخي داني ذا العشرة سنوات الأطفال يجرون ويسبحون ويلعبون في معسكرهم الصيفي. وبالرغم أن عمري كان وقتها لا يتجاوز الخامسة، فإني أدركت أنه لا يشتاق للانضمام إليهم. كنا قد جئنا لنزور أخينا الأكبر ليو، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة. كان لايزال هناك أسبوع لينقضي المعسكر الصيفي، لكنه كان يبكي ويتوسل إلينا أن نعود به إلى المنزل. لكن لأن الطبيب قال إن المعسكر سيكون مفيدًا له، أصرا والديا على بقائه في المعسكر.
لم يكن المعسكر مفيدًا بالنسبة لليو. ومازال والديّ نادمين على عدم إرجاعه إلى البيت وترك داني بدلاً منه؛ فلم يكونا قادرين أبدًا من الناحية المادية على إرسال طفل آخر إلى معسكر صيفي. كان لدينا أخوة آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت المعسكرات الصيفية تمثل بداية لسنوات عديدة قضيناها حتى فهمنا لماذا يحتاج إخوتنا الآخرين مزيدًا من الاهتمام.
كن عادلاً بقدر الإمكان
إذا كان لديك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولديكم أطفال آخرين، فبلاشك أنك تواجه مواقف وتعقيدات مشابهة. وتحاول أن تمنح أولادك حبًا بالتساوي، ولكنك لا يمكن أن توفر لهم الحب بنفس الطريقة؛ فبعض الأطفال يحتاجون لمزيد من الوقت والطاقة والموارد. لكن من المهم أن تساعد بقية أبنائك على أن يشعروا بمحبتك لهم بقدر الإمكان بنفس القدر الذي يشعر به هؤلاء الذين يحتاجون إليك أكثر.
عامل طفلك المعاق تمامًا مثل بقية إخوته:
- كن عادلاً بقدر الإمكان عندما تؤدبهم. وإلا سيعتقد بقية الأبناء أن الطفل المعاق ليس لديه حدود، ومتاح له كل شيء.
- لا تستخف بقوة الطبيعة الساقطة. حتى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد يفعلون شيئًا خاطئًا، ثم يتظاهرون بعد ذلك أنهم لم يستطيعوا تمالك أنفسهم. وقد يتعمدون إثارة المشاكل بين الإخوة الآخرين، ثم يضحكون بعد ذلك.
- ارفض أن تقدم تبريرات للطفل المعاق، خاصة في وجود إخوته الآخرين. وسيحاول بذلك أن يكون عند حسن ظنك بقدر ما تسمح به قدراته المحدودة. ولكن إذا سمحت بالتبريرات، فإن إخواته الذين قد يعرفون أكثر عن قدراته التي لا يسمح لك بأن تعرفها، سيشعرون أنك غير عادل.
- إذا كان الطفل المعاق هو الطفل الأكبر، والطفل الثاني عليه أن يتحمل مسؤوليات الطفل الأكبر، احرص على أن تمنح هذا الطفل الثاني بعض امتيازات الطفل الأكبر أيضًا.
- إذا كان الطفل المعاق هو الطفل الأصغر، اسمح للأطفال الكبار أن ينعموا بطفولتهم.
الحياة في الظل
كان ديفيد أخو مارين الأصغر مشلولاً من وسطه إلى تحت. وكان كل شيء في البيت يدور حوله. تقول مارلين: "إذا رفض ديفيد أن يفعل شيئًا، فهو لم يكن مضطرًا لفعل ذلك.. أمي تريد السلام بأي ثمن".
لم تستطع مارين أبدًا أن تسهر مع صديقاتها لأن هذا سيضايق ديفيد. لقد ترك أبوها عمله، ورحلت العائلة وهي في منتصف عامها الأول في المرحلة الثانوية من أجل ديفيد. كان ديفيد يحصل على كل شيء، بما في ذلك كل اهتمام أمه. وتضيف مارلين: "كنت أشعر بالهجر طوال الوقت. كنت أتمنى لو قضت أمي وقتًا لتهتم بي وحدي، أو أن تفعل شيئًا من أجلي أنا فقط."
لاتزال مارلين تتذكر في إحدى الأمسيات الخاصة بالنسبة لها مع والدها، وتقول: "أخذني لأحضر مسرحية من مسرحيات المرحلة الابتدائية، ثم تناولنا العشاء في أحد المطاعم الشيء الذي كان صعبًا بالنسبة لنا. واشترى لي مشروب الكوكاكولا وشربته كله لوحدي. (عادة كنت أشارك مشروب الكوكاكولا مع ديفيد). لا أصدق أن ولدي كان يفتح لي الباب".
كانت هذه الخروجة مع والدها من أجمل ذكريات مارلين، لأنها تجسد قيمة الاهتمام الفردي للأبناء.
اجعل كل طفل يشعر أنه متميز
تقول الأخصائية النفسية والكاتبة "جورجيا شافير"، وهي أم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة: "إن وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل استنزافًا هائلاً لطاقات العائلة بأكملها. أحد المشكلات تتمثل في أن هؤلاء الأطفال يعرفون أنهم "مختلفون"، وأن الأبوين يعملان بجد ليساعدا الطفل الذي لديه مشكلات خاصة، ويقاتلون من أجله، بحيث لا يتبقى لديهم طاقة ووقت بما يكفي ليركزا على الأطفال الذين ليس لديهم احتياجات خاصة. والرسالة غير المتعمدة التي تصل إلى الأطفال الآخرين هي: إذا لم يكن لديك مشكلة، فأنت غير مهم على الإطلاق. لذلك تعمد أن توفر وقتًا لتتفاعل فيه منفردًا مع كل طفل بطريقة يشعر من خلالها أنه مهم بالنسبة لك.. حتى لو ٥ دقائق في اليوم فقط، فأنت بذلك تقول له/ لها: "أنت شخص مهم بالنسبة لي."
- احرص على قضاء وقت بمفردك مع كل واحد من أبنائك.
- ناقش معهم مشاعرهم تجاه الطفل ذي الاحتياجات الخاصة.
- اسألهم عما يحتاجونه ويريدونه منك.
- أكد لهم محبتك لهم.
- أشكرهم على تفهمهم ومساعدتهم.
- من حين لآخر كافئهم لمساعدة قدموها أو توجه أظهروه.
- حاول أن تجد شخصًا يهتم بالطفل ذي الاحتياجات الخاصة، لتخرج مع كل واحد من أبنائك على حدة منفردًا معه.
عندما تقدم لإخوة الطفل ذي الاحتياجات الخاصة بعض الاهتمام الفردي، فأنت بذلك تساعدهم على فهم مكانتهم الغالية التي يحتلونها في قلبك وفي عائلتك.
Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright © 2009, Jeanne Gowen Dennis. Used by permission.