بقلم: سامي يعقوب
في الأسبوع الماضي، كتب إلينا صديق يقول: "إن الحديث عن التربية الجنسية للأبناء توجه غربي لا يتفق مع عاداتنا كمجتمع شرقي.."
لقد فاتنا أن نؤكد، عندما بدأنا هذه السلسلة من الحوارات التربوية، أنه بالرغم من أن كل ما يقدم من معلومات ومفاهيم تربوية فى هذه المساحة مستمد من مراجع علمية وتربوية موثوقة، ويمكن لأي شخص الرجوع إليها، إلا أن ما نقدمه نابع أيضًا من خبرات حياتية محلية عايشت الصراع بين التحريم التقليدى للحديث مع الأبناء عن الجنس، وحداثة الانفلات المعلوماتي عنه، والتى لم يعد باستطاعة أي أبوين أن يمنعا أبناءهما من التعرض له. فلنتقدم إذًا بثقة للحديث والحوار عن الأمر، واضعين نصب أعيننا كل ما يتفق مع القيم الأخلاقية والأسرية التى تعمل "من أجل العائلة" لدعم استمرارها فى مجتمعنا، ومن أجل وطن ومستقبل أفضل.
إن الحديث مع الأبناء عن الجنس هو أحد أهم أركان تطوير شخصية سوية وصحيحة، وهنا لابد من ملاحظة أن الجنس الذي نقصد الحديث عنه ليس مجرد أن يعرف الأبناء الاختلاف العضوي بين الرجل والمرأة، أو أن يعرفوا شيئًا عن العلاقة الحميمة بين الزوجين. فالجنس جزء من التكوين الأساسي للإنسان، وهو يذهب إلى أبعد جدًا من ذلك. إن التربية الجنسية وثيقة الصلة بما يشعر به الابن أو الابنة عن هويته كذكر أو كأنثى، وهذا بالتالي يقودهم ليقرروا بعض الاختيارات الحياتية التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم.
إن الحوار التلقائي أو المعد مع الأبناء حول موضوع الجنس يتيح للوالدين أن يقدما معلومات صحيحة ودقيقة عنه. فما يتعلمه الأبناء خارج البيت قد لا يكون صحيحًا، كما لا يعكس بالضرورة ما تؤمن به شخصيًا من قيم ومبادئ. وعندما نبدأ مبكرًا، ونمد أولادنا تدريجيًا بالمعلومات –كمًا ونوعًا بحسب عمرهم- فإنهم يكبرون بشكل يمكنهم من أن يميزوا الصحيح من بين ما تصبه أي مصادر أخرى مثل وسائل الإعلام في عقولهم.. كما أننا بذلك ندربهم على مقاومة ضغط الأقران في هذا المجال.
إن أولادك بحاجة لدعمك بينما يخوضون معركة الحياة والنمو.. فلا تتجنب أو تؤجل الحديث معهم عما يشغلهم، ولا تشعر بالتردد أو الحرج أن تسأل لتعرف، حتى يمكنك أن تبادر بالحديث معهم لتعدهم لمستقبل أفضل. وللحديث بقية.
)نُشر بجريدة وطني بتاريخ ٢٧ يونيو /حزيران ٢٠١٠)
Copyright © 2010 Focus on the Family Middle East. All rights reserved