بقلم: فيكي كاروانا
يكره "نيك" وهو على وشك الالتحاق بالسنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ترقب العودة إلى روتين موسم الدراسة. كما أنه يكره الاستيقاظ مبكرًا بعد النوم في وقت متأخر من الليل طوال شهور الصيف. وأكثر ما يضايقه هو العودة إلى الروتين المنظم الذي يحدد كيف يُنتظر منه أن يتعلَّم. إن أكثر ما يشغل "نيك" هو الدراسة الأكاديمية.
أمّا أخت "نيك" الصغرى واسمها "بري"، وهي تنتقل هذا العام إلى مدرسة جديدة، وتشعر بالخوف تجاه نوعية المهام المطلوبة منها في هذ المناخ الجديد. ولكن أكثر ما يقلق "بري" هو أنها لا تعرف الكثير من الأطفال في هذه المدرسة الجديدة، وسيكون عليها التعامل مع أشخاص لا تحبهم. ومن ثم فإن أكثر ما يشغل "بري" هو الجانب الاجتماعي.
هناك أسباب كثيرة تفسر عدم شعور الأطفال بالإثارة بشأن العودة إلى المدرسة. كما أن نظرة الطفل لاقتراب العام الدراسي الجديد تتحدد بقدراته التعليمية، واحتياجاته الأكاديمية، ونضوجه العاطفي والاجتماعي، والخبرات التي مَرَّ بها قبل دخوله المدرسة. قد يخشى الأطفال من أن يُدّرس لهم أحد المدرسين أو المدرسات وهم لا يريدونه. وإذا كانوا يعانون في الماضي، فإن أشد ما يشغلهم هو ترقب عام جديد من الدراسة مملوء بالمعاناة.
بالنسبة للأطفال غالبًا ما يصاحب الانتقال نوع من الإحساس بالتوجس، ولا يُستثنى من ذلك الانتقال من الإجازة الصيفية إلى الروتين المدرسي. الأطفال يتأقلمون مع التغيير حسب طباع شخصياتهم وبقدر مرونتهم وتحملهم. ومع ذلك بمقدور الآباء والأمهات أن يلعبوا دورًا كبيرًا في زيادة كفاءة الأبناء في تأقلمهم مع التغيير. فيما يلي بعض الأفكار الثاقبة التي يمكن أن تساعدك على تهيئة طفلك لمواجهة الموسم الدراسي الجديد:
اعترف بالتغيير
إن العودة مرة أخرى إلى المدرسة تعني أكثر من مجرد شيء يحدث في يوم واحد. هذا النوع من الانتقال يشبه اكتساب عادة جديدة. يتفق الباحثون في مجال دراسة المخ أن اكتساب عادة جديدة يتضمن كسر عادة قديمة. الاستيقاظ مبكرًا بعد ثلاثة أشهر من النوم متأخرًا يتطلب الإقلاع عن النمط القديم للنوم متأخرًا، وأيضًا التعود على نمط سلوكي جديد. لذلك فإن الانتظام في النوم والاستيقاظ في أوقات معينة سيعيد مزيدًا من النظام للجدول اليومي لـ "نيك". وهذه العادة الجديدة ستساعده على تقبل الروتين بينما ينتظر المناخ المنظم لليوم الدراسي العادي.
العادات هي أنماط سلوكية تُبنى على خبرات سابقة. واستجابة الطفل نحو معلم أو معلمة غير متعاون، أو زميل سيئ السلوك في الفصل، أو صعوبة في تعلم شيء.. كل هذا يمثل استجابة مألوفة تحدث في المواقف المشابهة. فإذا كان لطفلك تجربة صعبة أو أليمة في المدرسة، من الهام للغاية أن تقر بهذا الأمر، وتساعد طفلك لكيما يفصل بين الماضي والحاضر. ساعد طفلك على إدراك أن الذكريات المؤلمة لا يجب أن تحدد نظرته لما يمر به حاليًا. وبالتالي لأن الابنة "بري" شعرت أنها غير مهيأة للتعامل مع شخصيات صعبة في العام الماضي لا يعني أنها لا تستطيع أن تتعلم كيف تتعامل معهم هذا العام. والمواقف المزعجة التي تحدث داخل الفصل هي فرص لممارسة أبنائنا وبناتنا- بدعمنا وإشرافنا- للمهارات الحياتية التي يحتاجونها للتعامل مع العالم المحيط بهم. المدرسة مكان رائع للإعداد للحياة!
ساعدهم في التعامل مع العادات
لأن العادات هي أنماط سلوكية تخلق وصلات ومسارات عصبية في المخ، فإن هذه المسارات تظل موجودة حتى إذا توقف استخدامها. لهذا السبب أحيانًا تحدث انتكاسة بعد التوقف عن عادة قديمة منذ فترة طويلة. ينطبق نفس الشيء على طفلك. إليك بعض النصائح لمساعدة طفلك على اكتساب عادات جديدة للعام الدراسي الجديد:
خطط لهذا التغيير. بصحبة طفلك قم بوصف مكتوب للعادة السلوكية أو الفكرية التي تحتاج إلى تعديل. ثم دون بعض الخطوات المحددة التي يستطيع طفلك اتخاذها، وبمساندته، ليتقدم نحو عادة أكثر إيجابية سواء عادة سلوكية أو فكرية. على سبيل المثال، إذا أراد "نيك" أن يكتسب عادة جديدة وهي الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى المدرسة، فما هي الخطوات التي يمكنه اتخاذها ليكتسب هذه العادة الجديدة؟ وإذا كانت "بري" تخاف من التعامل مع الأطفال الذين لا تحبهم، فما هي التحركات والأفكار التي تستطيع تبنيها لتكتسب استجابة أكثر إيجابية نحو الأشخاص الذين لديها مشكلة معها؟
تعامل مع عادة واحدة في كل مرة. إذا كان لديك أنت وطفلك قائمة طويلة من المخاوف الخاصة بالعام الدراسي الجديد، اختر أن تعمل على عادة واحدة فقط في كل مرة. وبدلاً من أن يقول طفلك: "أنوي الاستيقاظ ساعة واحدة مبكرًا، وسأقوم بعمل الواجبات المدرسية بمجرد عودتي إلى البيت، وسأتعرف على شخص جديد كل أسبوع"، قم بتوجيهه ليركز على هدف واحد فقط. كيف تحدد ما هي العادة الجديدة التي تود التركيز عليها أولاً؟ فكّر في العادة التي تمنع طفلك من الشعور الإيجابي نحو العودة إلى المدرسة.
اتخذ خطوات صغيرة. اتخاذ خطوات كبيرة قد يكون صعبًا من حيث القدرة على تنفيذها. قم بتقسيم المهمات الضرورية لينجح طفلك في تنفيذها. وبدلاً من قوله "سأقوم بأداء الواجبات المدرسية كل يوم بمجرد رجوعي إلى المنزل"، شجعه ليقول "سأبدأ في واجباتي المدرسية خلال ساعة من الرجوع إلى البيت". ساعد طفلك أن يكون هدفه هو النجاح في ذلك.
كرر السلوك المرغوب فيه. عند اكتساب عادة جديدة فإن التكرار هو كلمة السر. ساعد طفلك على فهم أنه كلما تكرر سلوكًا معينًا، أصبحت الموصلات العصبية في المخ أكثر قوة. شجع طفلك أن يبقي تركيزه والتزامه بأسلوبه الجديد في التفكير والسلوك.
في حالة إذا كان طفلك سيذهب إلى المدرسة لأول مرة ويخشى من ذلك، أو ربما يكون في السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية ويدرك جيدًا أن العودة إلى المدرسة ليست بالأمر السهل. وبغض النظر عن سن طفلك، تستطيع أن تمد له يد العون خلال هذه الفترة الانتقالية بتقديم التشجيع وابتكار استراتيجيات للنجاح. إن مواجهة المخاوف الأساسية لطفلك يثمر في تهيئته للدخول في العام الدراسي الجديد بثقة كبيرة.
محاربة مخاوف العودة إلى الموسم الدراسي
إن مساعدة طفلك على اكتساب سمة المرونة والتحمل هي أفضل وسيلة لمواجهة الكثير من المخاوف التي قد يشعر بها طفلك بسبب المدرسة. قد لا تكون قادرًا على التعامل تحديدًا مع كل موقف، ولكنك تستطيع تعزيز موقف مرن وقوي لدى طفلك:
حافظ على روتين يومي: يتوق الأطفال إلى النظام، ويشعر بالأمان أكثر في إطار روتين معين. الأسرة التي تفتقر إلى النظام قد تسبب القلق للأبناء عندما يصارعون مع مناخ أكثر صرامة في المدرسة. كما أن الروتين في البيت يعزز عادات أكثر إيجابية وفاعلية تتعلق بالواجبات المدرسية.
علِّم طفلك رعاية نفسه. لا يعرف الأطفال كيف يحققون التوازن في حياتهم من تلقاء أنفسهم، لذا من الهام للغاية أن يقدم الأب والأم قدوة في هذا. ابحث عن فرص لتظهر التوازن بين الترفيه والمسؤوليات والأهداف الشخصية.
طوّر نظرة إيجابية للذات. أحيانًا يكون من الصعب أن تتذكر وتركز على نجاحات سابقة عندما تصارع مع إحساس بالفشل. ذكّر طفلك بالأوقات السابقة من حياته عندما اتخذ قرارات صائبة، وعندما تعامل مع موقف صعب أو مع شخص غير مريح بلطف، أو عندما أتقن شيئًا صعبًا. علِّمه أن يتعلَّم أن يضحك على نفسه، وذكره أن الإيجابية تساعد على خلق مناخ إيجابي في البيت أو المدرسة.
”Vicki Caruana is an educator and best-selling author of “Giving Your Child the Excellence Edge” and “Standing Up for Your Child Without Stepping on Toes
Originally appeared in the August/September 2013 issue of Thriving Family magazine. Copyright © 2013 Vicki Caruana. Used by permission.