بقلم: تيم شوماكر
إليك بعض الطرق السهلة والبسيطة والممتعة لتبدأ -أو تبدأ مرة أخرى- وقت المذبح العائلي، والذي سيرتبط به كل أفراد الأسرة.
"توقف وابدأ".. تصف هاتان الكلمتان محاولاتي لتعليم الحقائق الروحية لأبنائي. بالتأكيد كنا زوجتي وأنا نأخذ أطفالنا إلى الكنيسة، لكنهم كانوا يحتاجون لوقت الصلاة وقراءة الكتاب المقدس في المنزل كذلك.. وقد فشلت في ذلك فشلاً ذريعًا.
ليس أنني لم أحاول، بل وكان لديَّ كومة، لم تستخدم إلا قليلاً، من كتب التأملات والقراءات اليومية على الرف في غرفتي.. كل منها حقق بعض النتائج، لكن ليس لفترة طويلة. ومع الوقت، تركت الكتب جانبًا -ووقت المذبح العائلي كله- بعد أن لاحظت نظرات أبنائي المليئة بالملل.
لقد أبليت حسنًا عندما كان أبنائي في مرحلة الكتاب المقدس المصور، لكن مع الأسف بعد أن توقفت الكتب عن لفت انتباههم، بدأت أتعثر. وقد أصابني إحساس مزعج بالذنب أنني لا أقوم بدوري كقائد روحي -ودخلت في دائرة مفرغة من "توقف وابدأ".
ومما يدعو للدهشة، لقد استخدم الله حيلة بسيطة باستخدام عملة معدنية ليحول مسار الأمور بالنسبة لي، ولأسرتي. بعد أن قضيت وقتًا مسليًا مع الأولاد في عمل خدعة بسيطة تعلمتها باستخدام حفنة من العملات المعدنية، ربطت الأمر بتطبيق روحي مختصر مع آية كتابية.. وقد التقط أبنائي الفكرة في الحال -وبالتأكيد لم يشعروا بالملل.
قادنا هذا إلى رحلة مجنونة وممتعة من إقامة مذبح عائلي مرتبط بدروس وأنشطة عملية. تفجير بيض في الميكروويف، تقطيع المخللات باستخدام تكنولوﭽيا الكهرباء، تحويل المكنسة الكهربائية إلى قاذف لورق التواليت، وعدد لا حصر له مما يمكن عمله من الأفكار السريعة والبسيطة -وكل نشاط قدم لمحة من الحق بطرق لم ينسها أولادي.
المذبح العائلي بما يتفق مع المرحلة العمرية
إذا كنت داخل دائرة "توقف وابدأ" المفرغة بينما تواجه تحدي مشاركة أبنائك في المذبح العائلي، فكر في أن تجرب هذه الأفكار حسب مرحلتهم العمرية:
من ٢ إلى ٣ سنوات
استمر في استخدام الكتاب المقدس المصور إلى أن يتوقف عن لفت انتباههم. في الواقع، إنه ينجح جيدًا في هذه المرحلة العمرية، وفي الأغلب سيرغب أطفالك أن يسمعوا نفس القصة مرة بعد الأخرى.
عندما تقرأ لأطفالك قصة كتابية، ابدأ بأن تخبرهم أن هذه قصة حقيقية حدثت بالفعل. منذ نعومة أظافرهم، نحن نريدهم أن يعرفوا أن قصص الكتاب المقدس هي أحداث حقيقية. كذلك، تأكد أن القصة المصورة التي تقرأها دقيقة؛ فأحيانًا كتب القصص المصورة تخفف من الحق بهدف جعله جذابًا -وعندما يتقدم الأطفال في العمر، يعرفون أن النسخة الطفولية التي كنت تقرأها لهم لم تكن أمينة بما يكفي.. هذا يجعل من غير السهل أن تقنعهم أن الكتاب المقدس حقيقي تمامًا.
من ٤ إلى ٦ سنوات
رغم أن الكتاب المقدس المصور لايزال نافعًا، فأيامك معه الآن معدودة. عندما يصاب الأطفال بالتوتر والملل من الكتب، انتقل إلى مزيد من الحركة في وقت المذبح العائلي.
روب كوري، أستاذ علم النفس بجامعة ﭽادسون، يُعبِّر عن ذلك كالتالي: "الأطفال في هذه المرحلة العمرية لديهم الكثير من الطاقة، ويريدون أن يتحركوا؛ ويجب على الوالدين أن يدمجوا الحركة بكل ما في استطاعتهم. إنهم {الأطفال} يتمتعون بخيال واسع؛ لذا يمكنك بعد سرد القصة أن تدعهم يمثلون جزءًا منها.. سيحبون أن يأخذوا دور الطفل موسى وهو يختبىء من فرعون، أو داود وهو يحارب جليات. إذا كان أطفالك يتمتعون بموهبة فنية، دعهم يرسمون مشهدًا من القصة الكتابية.
فكرة أخرى هي أن تستخدم الطبيعة لتعلم أطفالك عن إلهنا الخالق العظيم.. ببساطة أن تذهبوا معًا في تمشية وتطرح عليهم أسئلة تمثل بداية جيدة. "هل تعرف مَنْ خلق هذه الشجرة؟" "هل يمكنك أن تخمن مَنْ صنع الشمس؟" إن الدروس العملية المرئية البسيطة فعالة في هذه المرحلة أيضًا. هناك كتب كاملة من هذا النوع متاحة، ويمكنك أن تكيفها لتعلِّم الحقائق الروحية التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية.
من ٦ إلى ١٢ سنة
الدروس العملية، والأنشطة، ووسائل الإيضاح تنجح بشكل رائع. ابدأ وقت المذبح العائلي بشيء به حركة لتلفت انتباه أطفالك؛ وعندما تتبع ذلك بلمحة من الحق الروحي والكتاب المقدس، يُحفر النشاط والحق معًا في أذهانهم.
ثلاث نصائح تساعدك على النجاح
ضع هدفًا معقولاً
نفذوا معًا فكرة واحدة مرة كل أسبوع لتعلِّم حقًا روحيًا.. سيستمتع الأطفال -وحماسهم سيمنحك طاقة لتستمر.
احرص على أن يكون الوقت محددًا وقصيرًا
المذبح العائلي الرائع يقدم لمحة واحدة من الحق بعد تنفيذ النشاط.. واحدة! هذا لا يجب أن يستغرق أكثر من خمس دقائق؛ فلن تتاح فرصة لأطفالك أن يشعروا بالملل -وسوف يتذكرون التطبيق. وهذا سيشعل حماسك لتعد الدرس التالي.
مع المجموعة المتعددة الأعمار، ركز على الأطفال الأكبر سنًا
إذا جعلت مستوى تأملاتك يتناسب مع أصغر عمر، سيفكر الطفل الأكبر لديك أن وقت المذبح العائلي هو للأطفال الصغار فقط.. سوف يغادرون، وقد لن تتمكن من إعادة التوازن في هذا الوقت -أو في المستقبل. تذكَّر أنه لديك عدد أقل من السنوات لتؤثر في الأطفال الأكبر سنًا، وفي الأغلب هم الأقرب إلى الأخطار الأشد. كلما احتفظت بالأبناء الأكبر مشاركين بفاعلية، ستجد أن أوقات المذبح العائلي تصنع فرقًا، حتى مع الأطفال الأصغر سنًا، ولن تتعرض لإغواء أن تتوقف.
فوائد ستفاجئك
لم يكن أولادي فقط مَنْ تأثروا بالحق المقدم في المذبح العائلي؛ فقيادتهم غيرتني. بينما كنت أعلم أولادي درسًا، كان الروح القدس غالبًا يستخدمه لينقيني. ومع الوقت، أدركت أنني أصبحت شخصًا مختلفًا فقط من خلال "تدريس أولادي كلمة الله".
لأنني كنت حريصًا أن أعيش إيماني -وأجاهد لأكون الرجل الذي يجب أن أكونه- لاحظ أولادي ذلك؛ وهذا اتضح أنه فائدة هائلة. إنهم لم يفقدوا احترامهم لي، مما أتاح لي الاستمرار في التحدث إلى حياتهم أثناء سنوات المراهقة الحرجة.. فمن الأصعب أن تتمرد على شخص تحترمه!
لكن دائرة الشعور بالذنب من "توقف وابدأ" التي أصابتني لسنوات أيضًا تركتني.
ما الذي يمنعك من أن تبدأ المذبح العائلي -أو تبدأ من جديد؟ اختر درسًا عمليًا بسيطًا، وأضف تطبيقًا يقدم لمحة من الحق، واقضِ وقتًا ممتعًا معه. إذا كنت تستمتع فأطفالك سوف يشعرون بالمثل، وستقل الاحتمالات جدًا أنك ستتوقف.
© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.