Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

 A New Dream Job Social Media Influencers

 

بقلم: آدم هولز

هل يوجد فعلاً مسار لأبنائنا للحصول على الشهرة والمال بسهولة على الإنترنت؟

--------------

اسأل أي طفل اليوم ماذا تريد أن تعمل حين تكبر، وستسمع إجابة متحمسة ”انفلونسر على السوشيال ميديا“. لكن ما المقصود بالانفلونسر، ولماذا يمثل وظيفة الأحلام الأولى لدى أبنائنا؟ هل يوجد فعلاً مسار لأبنائنا للحصول على الشهرة والمال بسهولة على الإنترنت؟

في أكتوبر الماضي لم يكتفِ الشباب من أغنية ”الأحلام Dreams“ لفرقة فليتود ماك. احتلت هذه الأغنية الجذابة المركز الأول في مبيعات الأغاني الشبابية وحققت أكثر من مليون استماع كل يوم.

الشيء غير المعتاد في هذا النجاح أن أغنية ”الأحلام“ أطلقت لأول مرة عام ١٩٧٧. لماذا الاهتمام المفاجئ بأغنية ظهرت منذ عقود قبل أن يكون البث المباشر متاحًا على الإنترنت؟ هل كانت جزءًا من موسيقى تصويرية لأحد الأفلام؟ هل كانت تُعرض في برنامج أو مسلسل تليفزيوني شهري.

لا، أغنية ”الأحلام“ حققت هذا النجاح بواسطة أحد مستخدمي التيك توك اسمه الحقيقي ناثان أبودكا، الذي أدخل الأغنية في أحد فيديوهاته.

ناثان هو أحد المؤثرين (انفلونسر) على السوشيال ميديا، فهو يرفع اﻟﭬيديوهات على أمل أن يحصد اهتمامًا كبيرًا وعددًا هائلاً من المشاهدات. وهذا يمثل عملاً ووظيفة بالنسبة لناثان. فاﻟﭬيديوهات خفيفة الظل التي يرفعها جمعت 6.6 مليون متابع و88.8 مليون من اللايكات. نجاحه هذا وآخرون مثله، جعل من وظيفة الانفلونسر على السوشيال ميديا وظيفة الأحلام الجديدة لأبنائنا.

 

جاذبية العمل كانفلونسر على السوشيال ميديا

أموال طائلة

هذه الأعداد الكبيرة تدر ما هو أكثر من مجرد المبررات للتباهي. هناك أموال طائلة أيضًا. وهي تأتي من المنصات، وكذلك رعايات مدفوعة من الشركات التي تتطلع إلى الاستثمار من شعبية أحد الانفلونسرز.

كان الانفلونسر الأكبر في عام ٢٠١٩ طفلاً يبلغ من العمر ٩ سنوات يُدعى رايان كاﭼﻲ، وهو نجم أكثر قنوات اليوتيوب أرباحًا التي تحمل اسم ”عالم رايان“. فالتحديات التي يقدمها، وتقييمات الدُّمي، واﻟﭬيديوهات التعليمية الزائفة قد حصدت ٢٩ مليون مشترك، وكذلك مشاهدات هائلة بلغت ٤٦ مليار مشاهدة. يا إلهي، و٢٦ مليون دولار في عام ٢٠١٩. هذا ليس سيئًا لطفل صغير لا يزال في المدرسة الابتدائية.

هذه الأرقام تساعدنا على فهم لماذا أصبح ”انفلونسر السوشيال ميديا“ و”نجم اليوتيوب“ طموحًا وظيفيًا شهيرًا لكثير من الشباب. توصل استطلاع رأي Harris Poll/ LEGO للأطفال في الولايات المتحدة وبريطانيا والصين إلى أن ٢٩% من الأطفال في عمر ٨- ١٢ سنة يريدون أن يصبحوا صانعي محتوى على اليوتيوب- وهو ما يعادل ٣ أضعاف الأطفال الذين يريدون أن يصيروا رواد فضاء. وبين المراهقين، هناك ٥٤% يريدون أن يصبحوا انفلونسر على السوشيال ميديا. من الواضح أن هذا أصبح وظيفة الأحلام الأولى لأبنائنا.

ليس من الصعب أن نرى من أين تأتي هذه الدوافع وهذه الطموحات. كانت ولا تزال الشهرة، والتأثير، والمال من أهم أساسات تقدير المراهقين لذواتهم منذ عدة أجيال حتى الآن. وعندما يتعلق الأمر بدور انفلونسر السوشيال ميديا، فهذه العناصر قد اندمجت معًا في شيء يعتقد الكثير من الصغار والمراهقين أنهم قادرون على القيام به. عندما يرون صبيًا صغيرًا مثل رايان يلعب بالدُّمي ويحقق ملايين المشاهدات، فربما يظنون في أنفسهم بسهولة ”أستطيع أن أفعل هذا“.

 

هل الغرض هو تسلق السلم الاجتماعي؟

في السنوات الماضية ربما كان الكثير من الشباب والشابات مفتونين بفكرة أن يصيروا مغنيين أو ممثلات. لكن الظروف غير المواتية كانت هائلة وواضحة. لذا صارت فكرة انفلونسر السوشيال ميديا وحصد الملايين تبدو أكثر سهولة في تحقيقها. في النهاية كل ما تحتاجه هو كاميرا ﭬيديو، ابتسامة جميلة، والقليل من الحظ في الانتشار السريع، أليس كذلك؟ ليس بهذه السرعة.

خبيرة التسويق Natalya Saldanha تفهم أن الأطفال ربما ينجذبون إلى السهولة الواضحة لتحقيق الشهرة والنجاح الكبير ببساطة عن طريق فتح الهدايا، لكن الواقع شيء مختلف تمامًا.

تقول ناتليا: ”الحقيقة أنه بالنسبة لمعظم الطامحين في العمل كانفلونسر. فإن فرصهم في تكرار تجربة رايان كاﭼﻲ هي بقدر فرصة سيرهم على القمر. في الواقع ستنحصر حظوظهم في كسب ما يوازي العمل في مطعم صغير للوجبات السريعة.“

إن فكرة النجاح كانفلونسر في السوشيال ميديا تتلخص حول شيء واحد: النزعة الاستهلاكية. إنها تتركز حول وصف المنتجات والترويج لها- على الأقل إذا أردت أن يُدفع لك. في مقال بعنوان ”كيف يصبح طفلك انفلونسر سوشيال ميديا“، تحدثت شاي جايلز Shay Jiles مع مجلة DFWChild عن كيف تروج هي وأولادها قناتهم على الإنستجرام. وقد قالت: ”تأكد أنك تضم الأسماء Tagging لبوستاتك. كل شيء من ماركة البطاطس التي تأكلها إلى الأحذية التي تلبسها، بحيث تلتقطها العلامة التجارية وتعيد نشرها أيضًا“. ثم ستجد متابعيهم يقولون ”مَن هؤلاء الناس؟“

 

مخاوف عملية للوالدين

حتى إذا فهم طفلك أن حلم انفلونسر السوشيال ميديا هو أصعب بكثير مما يبدو، هناك مخاوف عملية يحتاج الوالدان أن يدركاها جيدًا .

أولاً، الأمور التي تتعلق بالأمان الشخصي لا تزال تشكل مخاوف حقيقية. نجم السوشيال ميديا الناجح لديه حرفيًا ملايين العيون التي تتطلع عليه. وبرغم أني متأكد أن والدي رايان الصغير -على سبيل المثال- قد انفقا جزءًا كبيرًا من ثروته في تأمين مكان آمن للمعيشة، فليس لديهم أية فكرة عن مشاهدي هذه اﻟﭬيديوهات أو الناس الذين يتفاعلون مع صور ابنهما. ولأني أب لأطفال في نفس المرحلة العمرية، أجد أن ذلك أكثر من مجرد شيء مزعج.

هناك أيضًا أسئلة روحية يجب أن نفكر فيها. برغم أن انفلونسر السوشيال ميديا يروج دائمًا لأحد المنتجات، فالمنتج يعبر في النهاية عن الشخص الذي يروج له. وجزء من هذه الصفقة، قلة اللايكات، أو التعليقات المهينة عن المظهر، والنقد. لأن الصغير الذي تنحصر هُويته بشكل متزايد في دوره (أو الشخصية التي يلعبها persona) على الإنترنت، فإن السؤال عن كيف سيشكِّل كل هذا نفسه وروحه هو سؤال خطير بالفعل.

من الجيد للأطفال أن يحلموا بما قد يصيرون عليه في المستقبل وبنوعية التأثير الذي يرجون أن يحققوه في عالمنا. كوالدين لدينا مسؤولية أن نفهم كيف أن السوشيال ميديا تعيد تشكيل فهمهم لشكل هذ التأثير، وأن نتجاوب بحكمة وتمييز بينما نساعدهم على الإبحار في هذه الأزمنة المتغيرة بشكل مستمر.

 

مشاكلة العالم أم تغيُّر الذهن؟

ربما لا يكون لدى أطفالك أي رغبة في أن يصبحوا نجومًا على الإنترنت، وليست فكرة الانفلونسر على السوشيال ميديا واحدة من أحلامهم الوظيفية. لكن هل يتابعون انفلونسرز آخرين على السوشيال ميديا؟ فيما يلي بعض الأسئلة الهامة لتتأملوا فيها كعائلة:

  • أي أصوات على السوشيال ميديا تهتم بها وتتابعها؟
  • ما الذي يجعل هؤلاء الناس جذابين بالنسبة لك؟
  • ما هي المنتجات التي يحاولون تسويقها؟
  • في رأيك، كيف تأثرت بالانفلونسر المفضل بالنسبة لك؟
  • هل ﭬيديوهاتهم تجعلك تريد شراء بعض الأشياء؟
  • هل يوصلون فكرة أنك تحتاج إلى تغيير شيء في نفسك حتى تكون مقبولاً؟

 

الانفلونسرز على السوشيال ميديا ربما يشكلون شيئًا جديدًا في حياة الأطفال والمراهقين. لكن مفهوم التأثير-أي القيم التي تشكل مشاعرهم ومعتقداتهم وقناعاتهم- هو شيء أبعد بكثير من ذلك. في رسالة رومية ١٢: ٢ يكتب الرسول بولس: «لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ».

لقد فهم الرسول بولس أن المنظومة القيمية للعالم لا تكف عن ضغط وتشكيل طريقة تفكيرنا وما نظن أنه أكثر أهمية. والعلاج الوحيد لهذا هو التركيز على الحقيقة الكتابية. وقتها فقط سنكون قادرين على إدراك وقبول «كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ» (فيلبي ٤: ٨).                

 

                                                                                                                            

© 2024 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally authored in English by Adam Holz and published at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول