بقلم: د. پول سي. رايزر
ماذا ينبغي أن تفعل إذا كان أحد أبنائك يدخن السيجارة الإلكترونية (Vaping)؟ تعلَّم بقدر ما تستطيع عن السيجارة الإلكترونية، ثم ابدأ في النقاش مع أبنائك.
---------------------
إذا سألت الأطفال في المرحلة الإعدادية أو الثانوية عن السيجارة الإلكترونية، فعلى الأرجح ستسمعهم يقولون إنها منتشرة في كل مكان حولهم، وقد يقول بعضهم إنهم جربوها بالفعل. وربما تجد مقاومة، وتسمع منهم أيضًا ”ما المشكلة في السيجارة الإلكترونية؟“
ما هي المشكلة فعلاً؟ لماذا يطلق «مركز التحكم في الأمراض» (CDC) بالولايات المتحدة تحذيرات مدوية عن استخدام السيجارة الإلكترونية؟ ولماذا تسعى «إدارة الغذاء والدواء الأمريكية» (FDA) إلى تنظيم كيفية ومكان استخدامها وتحديد الفئات العمرية التي يُصرح ببيعها لهم؟
يبدو تدخين السيجارة الإلكترونية، الذي يُعرف بــ ” “Vaping، كبديل أكثر أمانًا للتدخين العادي أو مضغ التبغ، على الأقل لمَن يجدون صعوبة في الإقلاع عن تعاطي التبغ. أما بالنسبة لمَن لا يتعاطون التبغ -وخاصة الأطفال والمراهقين- فالسيجارة الإلكترونية هي فكرة سيئة. بل بالنسبة لبعض المراهقين والشباب، قد تكون السيجارة الإلكترونية هي الطريق السريع المؤدي إلى إدمان التبغ. والحالات المأسوية التي رأيناها مؤخرًا قد دقت أجراس إنذار جديدة. المشكلة هي أن بعض أنواع السجائر الإلكترونية قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض رئوية خطيرة بل ومميتة أيضًا.
إدمان خطير
يشتهر تدخين منتجات التبغ بأنه ضار بشكل خطير على كل أجزاء الجسم تقريبًا. والحقائق كئيبة للغاية. إليك بعض النقاط من النسخة الأخيرة (٢٠١٤) من تقرير كبير أطباء الولايات المتحدة عن عواقب التدخين:
”تدخين السجائر مسؤول عن أكثر من ٤٨٠ ألف حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، ويتضمن هذا الرقم أكثر من ٤١ ألف حالة وفاة ناتجة عن التعرض للدخان (التدخين السلبي). وهذا يعادل تقريبًا حالة وفاة بين كل ٥ حالات وفاة في العام، أو ما يعادل ١٣٠٠ حالة وفاة يوميًا.“
أما على مستوى العالم، فهناك أكثر من ٧ مليون حالة وفاة سنويًا بسبب التدخين. هذه العادة أيضًا لها علاقة بمرض السرطان (سواء سرطان الرئتين، الفم، الحلق، الأحبال الصوتية، أو البلعوم)، ولها علاقة بانسداد الشرايين، والأمراض الرئوية المزمنة، وأنواع أخرى كثيرة ومختلفة من الأمراض.
إذا كانت السجائر ضارة جدًا، فلماذا يكون من الصعب جدًا على المدخنين أن يقلعوا عنها؟ لأنه بالإضافة إلى نواتج الاحتراق الكثيرة التي يمتصها الجسم في كل مرة يستنشق الدخان، فإن السجائر توصل مادة النيكوتين إلى مجرى الدم بكفاءة عالية. هذه المادة لها قدرة متفردة على جلب الاسترخاء والتنشيط معًا، على الأقل بالنسبة للكبار. كما أنها تسبب الإدمان بشكل مذهل، سواء جسديًا أو نفسيًا. والذين اعتادوا على تأثيراتها يتعلقون بها، ويريدونها بشدة، في غضون ساعات قليلة بعد آخر جرعة.
المدخنون الذين يحاولون الإقلاع عنها يجربون في المعتاد وسائل متنوعة للحصول على النيكوتين من أجل تفادي الأعراض الانسحابية. ربما شاهدت لاصقات النيكوتين، والعلكة (اللبان)، والأقراص الاستحلابية التي تُعرض للبيع. كل هذه الوسائل قد تكون نافعة بدرجات متفاوتة، لكنها لا توصل المستوى العالي من النيكوتين الذي يوصله دخان السجائر. وهذه الأشكال من التعاطي لا توفر عادة استنشاق ونفخ الدخان الذي يجده معظم المدخنين سببًا للاسترخاء والاستمتاع.
الدخول إلى عالم السيجارة الإلكترونية
تم تسجيل براءة اختراع ”سيجارة بلا دخان وبلا تبغ“ في الولايات المتحدة عام ١٩٦٥، لكن الشكل الذي اجتاح العالم مؤخرًا كالعاصفة قد تم تطويره وعرضه في الصين عام ٢٠٠٤، ثم وصل إلى الولايات المتحدة بعد وقت ليس بكثير. ثم ظهرت العديد من الأشكال والماركات من السيجارة الإلكترونية في الأسواق منذ عام ٢٠١٠، وقد انتشرت كالنار (بلا دخان) في الهشيم.
في البداية، بدت السيجارة الإلكترونية مثل السيجارة العادية، لكنها تحولت بعد ذلك إلى عشرات الأشكال والأحجام. وكلها تتألف من بطارية، وعنصر حراري، وأحد السوائل التي تتبخر ويتم استنشاقها. يتكون السائل من الماء الذي يحتوي عادة على نكهة ما، وجلسرين نباتي، ومادة بروبلين جلايكول (وهما مادتان تعملان على إذابة المكونات الأخرى وتخلق بخارًا عند التسخين)، وكميات متفاوتة من النيكوتين. التنويعات في هذه المكونات -مع الأشكال والألوان والأنماط- يمكن أن تزيد من الجاذبية إلى السيجارة الإلكترونية وكذلك تزيد من مبيعاتها.
إحصائيات عن التعاطي
بحسب استطلاع رأي قام به المعهد القومي لإدمان المخدرات عام ٢٠١٨ في الولايات المتحدة (Monitoring the Future)، فقد سجل الطلاب في المراحل الإعدادية والثانوية بعض الإحصائيات المحزنة. فنسبة الطلاب في الصف الثالث الثانوي الذين قالوا بإنهم تعاطوا السيجارة الإلكترونية في الشهر الماضي قد تضاعفت تقريبًا من (١١%) عام ٢٠١٧، إلى (٢٠.٩%) في عام ٢٠١٨. بشكل تقريبي، هناك طالب من بين كل ١٠ طلاب في الصف الأول الثانوي (١٠.٩%) قد أفادوا بأنهم تعاطوا السيجارة الإلكترونية في العام الماضي.
وعندما نترجم هذا بالأرقام، فهذا يمثل أكثر من ٣.5 مليون من الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية في أمريكا قد استعملوا السيجارة الإلكترونية عام ٢٠١٨. اسأل أي مدير مدرسة ثانوية في نطاق سكنك وستسمع بالتأكيد أن التدخين بالسيجارة الإلكترونية -في الفصول، والحمامات، وداخل وخارج فناء المدرسة- قد أصبح مشكلة سلوكية كبيرة.
ما المشكلة إذن في تعاطي الأطفال للسيجارة الإلكترونية؟ دعنا نعدد المشكلات:
تأثير طويل المدى
رغم أنه من المتعارف عليه أن استنشاق بخار مائي له نكهة هو أقل ضررًا من استنشاق الدخان، فلا أحد يعرف حقًا ما هو التأثير طويل المدى -على المسارات الهوائية والرئتين، والجسم بشكل عام- المتعلق بالتعرض المتكرر للمركبات الكيميائية المنبعثة من السجائر الإلكترونية. أمّا الأطفال والكبار الذين يعانون من الربو فإن الأعراض لديهم ستزداد حدة عند استنشاق دخان السيجارة الإلكترونية، لكن هذا قد يبدو كقمة جبل جليدي، بينما حجمه وتأثيره المدمر لا يمكن إدراكه إلا بعد مرور عشرات السنوات.
أمراض الرئة
هناك حالات عديدة مدمرة بل ومميتة من الأمراض الرئوية الحادة المرتبطة بالسيجارة الإلكترونية قد تصدرت عناوين الأخبار خلال صيف عام ٢٠١٩. ولم يتم التعرف على أي بكتريا أو فيروسات معدية كسبب لهذه الحالات، ويخمن المتخصصون الآن أن أحد الشوائب في بعض منتجات السيجارة الإلكترونية التي تزرع في المنازل وتباع على الأرصفة يحتوي على مادة الكانابنويد (أو شبيه مادة الكانابينول المستخرجة من نبات القنب الهندي أو الحشيش)، والتي قد تثير تفاعلات عنيفة في الرئتين.
أخطار على الأطفال
يؤكد الكثيرون على أن التعرض المتكرر للأطفال بأمخاخهم النامية للنيكوتين هو شيء ضار. هناك سلسلة من الإعلانات التجارية تحت عنوان ”Flavors Hook Kids“ (أو النكهات تصطاد الأطفال) برعاية برنامج ”كاليفورنيا خالية من التبغ“ بقسم الصحة العامة بكاليفورنيا، هذه الحملة الإعلانية تصور الأطفال بدرجات متنوعة من الاهتياج والعزلة، وصعوبات التعلم، والصداع، والتقلبات المزاجية، وكلها مرتبطة بالنيكوتين الذي يستنشقونه من خلال سجائر إلكترونية. وشعار الحملة: ”النيكوتين = سم للمخ“ ليس نوعًا من المبالغة. النيكوتين ليس مادة حميدة، وبالأخص بالنسبة لمخ إنسان صغير في السن.
بالنسبة للصغار، لا تزال أمخاخهم في طور النمو والنضوج، ويستمر هذا لدى المراهقين والشباب حتى عمر ٢٥ سنة. وهذا لا يؤثر فقط على الحكم الصائب على الأمور أو الرغبة في المخاطرة، لكنه يعني أيضًا أن المراهقين والشباب أكثر عرضة للإدمان من الأشخاص الأكبر سنًا. وحتى تتلامس مع الواقع، اسأل أي مدخن منذ زمن طويل (خاصة الذي كان يعاني صعوبة في الإقلاع عن التدخين) عن متى بدأ هذه العادة؟ وستسمع على الأغلب أنه بدأ خلال سنوات المراهقة أو قبل ذلك. قليلون جدًا مَن يبدأون التدخين حين يصلون عمر ٣٥ سنة أو بعد أن يصير لديهم شريك حياة وأطفال ووظيفة.
اﻟﭼولينج (Juuling)
تعتبر ماركة ﭼول (Juul) من أعلى تقنيات السيجارة الإلكترونية، وهي تهيمن حاليًا على الأسواق في الولايات المتحدة. ظهرت فجأة شركة تم تأسيسها في سان فرانسيسكو على يد باحثين جامعيين بجامعة ستانفورد. واستطاعت أن تحصل على ٢% من مبيعات السجائر الإلكترونية في أمريكا عام ٢٠١٦، و٢٩% عام ٢٠١٧، ثم قفزت إلى ٧٣% عام ٢٠١٨. حتى أصبحت كلمة ﭼولينج (Juuling) مرادفة للتدخين بالسيجارة الإلكترونية.
ومع نهاية عام ٢٠١٨، أصبح لدى الشركة ١٥٠٠ موظف. وفي عام ٢٠١٩ بلغت إيراداتها ٣ مليار دولار. كان هذا كافيًا لكبار ملاك صناعة التبغ أن يستيقظوا ويشموا الدخان! لذلك قامت مؤسسة Altria Group Inc.، والمعروفة سابقًا بشركات فيليب موريس، وهي واحدة من أكبر صناع ومروجي منتجات التبغ في العالم، بإنفاق ١٢.8 مليار دولار للحصول على حصة من ٣٥% في مصانع ﭼول. بكلمات أخرى، ”إذا لم تقدر على التفوق عليهم، قم بشرائهم.“
ما هي أسباب القفزة الهائلة ﻟﭼول في مثل هذا الوقت القصير؟ دعنا نعدد الأسباب، لأن كل هذه الأسباب تؤثر على تعاطي الأطفال لها.
المظهر
السيجارة الإلكترونية من نوعية چول ناعمة وأنيقة، وتبدو مثل فلاشة الكمبيوتر. وهذا يجعل إخفاءها سهلاً جدًا.
الحجم
سيجارة چول لا تُخرج الكثير من الدخان أو الرائحة. لهذا، من الأسهل استخدامها دون أن يدرك مَن هم حولك.
النكهات
بالإضافة إلى عامل الأناقة، كانت خراطيش السائل الخاصة بسيجارة چول (مثل مئات منتجات التدخين الأخرى) في البداية ذات نكهات متنوعة. وبدت النكهات جذابة (أو على الأقل غير مزعجة) للأطفال. مرة أخرى كاستجابة إلى بعض النقد السيئ، تمت إعادة تسمية هذه النكهات. الكريم كرميل يُسمى الآن كرميل. والنعناع المنعش يُسمى نعناع. الخيار المنعش يُسمى الآن خيار، ومزيج الفواكه يُسمى فواكه.
في أواخر عام ٢٠١٨، توقفت چول عن بيع نكهات الفواكه في المتاجر الفرعية، رغم أنها لا تزال متوفرة للشراء عبر الإنترنت. وقد تعاود الظهور حين يتبع الموزعون منظومة أكثر صرامة للتأكد من عمر المشتري. يجب أن نذكر أن استخدام النكهات التي يحبها الأطفال -مثل ”المارشملو“، و”الموز“ و”اللبان“ أو العلكة وهكذا- هي منتشرة بشدة في هذه الصناعة.
التكنولوﭼيا
أخيرًا وليس آخرًا، أنفق مبتكرو ﭼول وقتًا وجهدًا كبيرين في تطوير وتنقيح التكنولوﭼيا الخاصة بهم. وهذا جعل سيجارتهم الإلكترونية عالية الكفاءة في توصيل النيكوتين. وهكذا ضاعفت ”الشيء“ الذي يجعل متعاطي التبغ مدمنًا للسجائر. وموقعهم الإلكتروني وإعلاناتهم الأخرى توضح هذا بشكل كبير. كان آدم بوين وﭼيمس مونسيز، اللذان أسسا معًا مصانع ”ﭼول“، مدخنين منذ زمن طويل. وقد أدركا ”أن البديل الحقيقي للسجائر يجب أن يقدِّم مستوى من النيكوتين غير موجود في أي بديل آخر في السوق- وكانت النتيجة سيجارة ﭼول.“
سجائر ﭼول بقوة ٥%، والتي تُستخدم بشكل واسع في الولايات المتحدة وكندا، تحتوي على ٥٩ مجم من النيكوتين. بشكل تقريبي، هذه الكمية تحتويها علبة سجائر كاملة (أو ما يقارب ٢٠٠ نشقة). في أوروبا وإسرائيل، ألزم واضعو القوانين بضرورة أن تحتوي هذه السجائر ثلث هذه الكمية. وهذا أثر بشكل سلبي كبير على مبيعات چول على مستوى العالم.
لكن ﭼول طرحت بديلاً قوته ٣% ويحتوي على ٣٥ مجم من النيكوتين (وبنكهات أقل)، لكن هناك أخبار بأنها تعمل على تعديل في دخانها. هذا التعديل سيوفر مزيدًا من الكفاءة في توصيل النيكوتين بالرغم من نقص كميته.
أهداف چول
لقد صرح مؤسسو ﭼول -مرارًا وتكرارًا وبعناد- أن هدفهم الوحيد هو ابتكار سيجارة إلكترونية تسمح للمدخنين العاديين بالإقلاع. لم يكن لديهم أي اهتمام في جذب غير المدخنين أو المراهقين. ومع ذلك فإن حملاتهم الترويجية في البداية، والاستخدام المفرط للتسويق الإلكتروني ساعدت في تحقيق النتائج المرجوة. كانت صورهم جذابة وشعبية كأشخاص، وفي أناقة ونعومة منتجاتهم، إذ كانوا يتعاطونها لوقت طويل. ويُحسب لهم (وبلا شك كاستجابة للنقد الشعبي والحكومي) أن ﭼول أعادت توجيه دعايتها التسويقية. فقامت بإلغاء الصفحات على الفيسبوك والإنستجرام. والآن موقعهم الإلكتروني أكثر وضوحًا بأنه لا يسوق للأطفال أو لغير المدخنين. لكن للأسف، لا يمكن إعادة الزمن إلى الوراء لإلغاء الآثار السلبية التي تسببت فيها ﭼول.
تحدث عن السيجارة الإلكترونية
ماذا ينبغي أن تفعل إذا شككت أن أحد أبنائك يتعاطى السيجارة الإلكترونية؟ باختصار، حاول أن تكتشف ذلك. وهذا له جانبان.
- جهود مستمرة في البيت، بما في ذلك بناء علاقة حب مع الأبناء والحفاظ عليها خلال سنوات المراهقة والشباب المبكر، وكذلك تواصل منفتح وشفافية، وتعزيز ثقافة عائلية تجعل تعاطي المخدرات (من أي نوع) شيئًا غير جذاب، وكذلك نقل القيم، والكثير جدًا من الصلاة.
- فتح حوار خاص عن تدخين السيجارة الإلكترونية تحديدًا: هل شاهدتها في مدرستك؟ هل عرض عليك أي أحد سيجارة من أي نوع؟ هل جربتها؟ طريقة الاستجواب ستكون أقل كفاءة بالمقارنة بالاهتمام الصادق والنقاش الصريح بمعلومات صحيحة عن المخاطر، كل هذا سيكون أفضل بكثير من مجرد تقديم الكلام في شكل محاضرة.
إذا كان طفلك يدخن السيجارة الإلكترونية
ماذا ينبغي أن تفعل إذا كان أحد أبنائك يدخن السيجارة الإلكترونية؟ ستحتاج أن تساعده على مواجهة هذه المشكلة بشكل مباشر، وهو ما سيتطلب في البداية فهمًا لحجم المخاطر الحقيقية لهذه المشكلة. مرة أخرى، بدون استثارة مشاعر الخزي بداخله أو الكلام بطريقة المحاضرات، حاول أن تكتشف المادة التي يتعاطيها، ومقدارها، ومعدل التعاطي، ومنذ متى وهو يتعاطاها. من ناحية ربما يكون الموقف مجرد تجربة وربما يكون مبتدئًا، وهو ما يُرجى أن يتوقف عندما تتحدث معه عن المخاطر التي يجب أن يتفادها. لكن ربما يكون طفلك قد تعرض لاستخدامها لوقت طويل نسبيًا أو شاهدت عليه بعض السلوكيات المضطربة لشخص معتاد على التدخين بالسيجارة الإلكترونية عليه، هنا يجب الابتعاد تمامًا عن هذا المنتج في المستقبل.
أما إذا كان ابنك المراهق مستهلكًا بشكل مستمر لأبخرة النيكوتين، ربما ستواجه أنت وهو تحديًا أكبر في الأيام القادمة. ذكِّره بأن هذه المادة لها طابع إدماني شديد، وأن الفكرة الأولى للسيجارة الإلكترونية هي إفطام المدخنين من خلال منتج أكثر أمانًا (نظريًا)- لأنهم لم ينجحوا في الإقلاع بمساعدة علكات النيكوتين، أو الأقراص الاستحلابية، أو اللصقات. لكن بمجرد أن يصعد المرء قطار السيجارة الإلكترونية، فكيف ينزل منه؟
استراتيجية الانسحاب
الاستخدام المرتفع جدًا لهذه السجائر بين المراهقين يمثل تحديًا جديدًا. لا توجد (حتى الآن) خطة مجربة عن السيجارة الإلكترونية، برغم أن عددًا من المنظمات يتنافسون في ذلك. أحدهما منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وقد أجرت جلسات استماع في بداية عام ٢٠١٩ لتحصل على آراء بعض الخبراء عن علاجات واستراتيجيات ممكنة لمساعدة المراهقين على الإقلاع عن السيجارة الإلكترونية.
لكن الآن يبدو أن الاستراتيجيات السلوكية هي الخط الأول للهجوم. كذلك المؤسسة غير الهادفة للربح Truth Initiative والتي قامت بحملة نشطة لإنهاء تعاطي التبغ (وحديثًا السيجارة الإلكترونية) من أكثر من ٢٠ عامًا، قد ابتكرت برنامجًا يعتمد على الرسائل النصية التي يمكن أن يصل إليها المراهقون بسهولة. وبإمكان الوالدين أو الكبار عمومًا الذين يريدون مساعدة أحد الشباب على الإقلاع عن السيجارة الإلكترونية أن يستقبل أيضًا هذه الرسائل.
الأعراض الانسحابية
إذا ظهرت مشكلات التوتر والاكتئاب والصداع والمشكلات الأخرى، قم بزيارة الطبيب. ضع في الاعتبار أن التوتر والاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى إدمان النيكوتين وليس كنتيجة له، وهذه العوامل لا يجب إغفالها. ربما يكون الطبيب متابعًا أو غير متابع لأحدث المقاربات للتعامل مع انسحاب النيكوتين، لكنه يستطيع على الأقل استبعاد الحالات الطبية مثل نقص الحديد أو اضطراب الغدة الدرقية والتي نادرًا ما تكون المشكلة الأساسية، لكنها تكون سهلة التشخيص.
ربما يحتاج التحويل إلى أحد المتخصصين المؤهلين لتقديم علاج للاكتئاب والقلق. كذلك المشورة سواء لكل من الفرد المدمن وعائلته، هي فكرة جيدة بشكل مؤكد. الدعم من راعي كنيستك، وكذلك من صديق أو قريب موثوق به مَر أو تعرض لمشكلة مشابهة، هو شيء يُنصح به جدًا. في النهاية، لا بد أن تغمركم الصلاة في كل خطوة.
استمر في المعرفة
لا تزال تتكشف فصول قصة السيجارة الإلكترونية وإدمان النيكوتين. لمزيد من التحديثات، يمكنك زيارة المواقع الآتية بانتظام:
- https://www.cdc.gov/tobacco/basic_information/e-cigarettes/index.htm
- https://e-cigarettes.surgeongeneral.gov/
- https://www.fda.gov/tobacco-products/products-ingredients-components/vaporizers-e-cigarettes-and-other-electronic-nicotine-delivery-systems-ends
- https://truthinitiative.org/research-resources/topic/emerging-tobacco-products
© 2024 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission.