Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 

Grace Doesnt Just Happen

 

بقلم: تيم كاميل

تأمل هذه الحريات الأربعة التي ينبغي للآباء والأمهات أن يمرروها إلى أبنائهم.

نعمة الله مذهلة حقًا. إن المسيح بدلاً من أن يكبدنا العقوبة التي نستحقها، بذل حياته من أجل خطايانا. وبدلاً من أن يديننا، حررنا من سطوة الخطية على حياتنا. نحن بالتأكيد لا نستحق هذا. وليس بوسعنا فعل أي شيء لنحصل على النعمة عن استحقاق. كوالدين مسيحيين، نحن ممتنون جدًا لنعمة الله، ونريد لأبنائنا أن يدركوها أيضًا. إن تجسيد معنى النعمة لأحد الأبناء هو أحد أعظم الأشياء التي ستفعلها كأب أو أم. نحن نريدهم أن يقبلوا الخلاص الذي يقدمه المسيح مجانًا.

في الأصحاح الثاني من رسالة رومية، يتحدث الرسول بولس عن الأمور التي تجذب الناس ليسوع. وبعد وصف كل الأمور التي فعلها الناس ليرفضوا الله، سأل بولس: ”أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟“ (رومية ٢: ٤).

 

شرح النعمة للطفل

ليست رسالة الخلاص هي التي تحث الناس نحو التوبة. هذه مجرد معلومة. بل لطف الله هو الذي يغيِّر القلب والحياة. إذا أردنا لأطفالنا أن يفهموا ويتجاوبوا مع نعمة الله، نحتاج أن نعطيهم ما هو أكثر من المعلومات. نحتاج أن نعامل أطفالنا بالطريقة التي يتعامل بها الله مع أطفاله، أي بلطف غير مبني على الاستحقاق. نحتاج أن نخلق أجواءً من النعمة في بيوتنا تساعد بدورها على تجسيد عمل النعمة أمام الأبناء.

البيت المبني على النعمة يزدهر بالحرية. وهو يفيض بالحرية. تحديدًا يستطيع الآباء والأمهات أن يمنحوا أبناءهم أربع حريات ليخلقوا أجواءً من النعمة:

 

حرية الاختلاف

دعني أمنحك مترادفات لكلمة ”مختلف“ لتعرف عن ماذا أتحدث: غريب، عجيب، غير مألوف، مضحك، أبله. البيوت المبنية على النعمة لديها مساحة لهذه النوعية من الأبناء.

كثير من الأطفال يمرون بمرحلة قصات الشعر الغريبة، وفي كثير من الأحيان يسببون حرجًا للوالدين. ربما يكون قد صبغ ابنهم شعره بلون غريب وجعل شعره واقفًا كالدبابيس، ويخشون أن يظن الجميع في الكنيسة أنهم من الآباء والأمهات المسيحيين الفشلة. لذلك يقولون شيئًا مثل: ”لا أعتقد أن المسيح مبسوط بشعرك ده.“

بصراحة لا أعتقد أن المسيح يهتم كثيرًا بطول الشعر أو لونه. لكن حين نقول ”لا أعتقد أن المسيح مبسوط بشعرك ده“، فإننا نكون قد وضعنا قيمة أخلاقية على مسألة غير أخلاقية، وليس هذا فقط، بل نكون قد ضربنا أسفينًا في العلاقة بيننا وبين طفلنا- وبين طفلنا والله.

الله يمنحنا الحرية لنكون مختلفين. في الواقع، لقد وضع الله في تصميمنا بعضًا من هذه الغرابة. هذه هي طريقة تكويننا. عندما نحاول تجسيد النعمة لأبنائنا، من الهام أن نضع هذا في الاعتبار.

 

حرية الانكشاف

الأبناء في البيوت المبنية على النعمة لا تشعر بضرورة حماية مشاعرهم أو عواطفهم. بل يسمحون بأن تظهر مشاعرهم على السطح بدون خوف من مهاجمتهم أو النظر إليها كشيء تافه. لنقل مثلاً أن صبيًا في الصف الثاني الابتدائي أصبح فجأة عابسًا. فيسأله والده: ”ماذا حدث لك؟“ فيجيب الصبي: ”حسنًا، هناك فتاة في المدرسة، وأنا معجب بها كثيرًا، لكن الفتى جوني... إنها قالت أنها تحبه.“

يقول الأب: ”عذرًا يا ابني، أنت في الصف الثاني الابتدائي. أنت لا تعرف أي شيء عن الحب. أقصد أن هذا حتى لا يعبر عن إعجاب أو إنجذاب. أريدك أن تكبر الآن.“ هذه ليست طريقة للبدء في إظهار النعمة للطفل.

هل تعتقد أن هذا الصبي سيفتح قلبه مرة أخرى لأبيه؟ مستحيل. يحتاج الأطفال أن يعرفوا أنه مهما تصرفوا بشكل درامي فإننا سنصغي لهم ونحترم مشاعرهم. السماح بالكشف عن الضعف في البيت يظهر للأبناء النعمة التي نحصل عليها من الرب حين نشارك أفكارنا معه.

 

حرية الصراحة

في البيوت المبنية على النعمة، بوسع الأبناء أن يتحدثوا بصراحة مع والديهم. ما هي الأمور التي يحتاج الأبناء التحدث عنها بصراحة؟ أولاً، الشكوك الروحية. ربما يشكون في أن يسوع هو الله أو أن الكتاب المقدس موثوق به. ربما يظنون أنه توجد أكثر من طريقة واحدة للوصول إلى الله (وليس فقط من خلال العلاقة مع المسيح). هذا ليس الوقت لإخضاعه لجلسات إرشاد طويلة مع شخص تستعين به من كلية اللاهوت.

كثيرون من المسيحيين الأقوياء تعرضوا للشك في مرحلة ما في إيمانهم، وبمعونة الله اجتازوا هذه المرحلة. لا تفزع، ولا تغرقه بمحاضرات في اللاهوت. تجسيد النعمة لطفل لا يستدعي إثارة الفزع، الرب معك في هذه المحادثات الصريحة.

كما يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التحدث بصراحة حين يكونوا غاضبين أو محبطين. يحتاجون أن يكونوا قادرين على قول: ”هذا شيء جارح فعلاً. أنت أحرجتني. أنت أهنتني“. نحن نرتكب أخطاء كآباء وأمهات. نحن نهين، ونجرح. تقول رسالة العبرانيين ”مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ“ (عبرانيين ١٢: ١٥). حين لا نسمح للأطفال بأن يعبِّروا بطريقة محترمة عن شعورهم بالإحباط أو الغضب أو الجرح، فنحن نسمح بأن تنمو المرارة.

 

حرية ارتكاب الخطأ

كل الأطفال سيصارعون في الحياة في بعض الأوقات. وسيرتكبون أخطاءً في تقدير الأمور، وتقدير التوقيت. وسيقولون بعض الأمور غير اللائقة. وسيرتكبون خطايا. البيوت المبنية على النعمة تمنح الأبناء الحرية لارتكاب هذه الأخطاء.

لكن ليس معنى أن لديهم الحرية لارتكاب الأخطاء أن هذا يعني غياب التبعات. النعمة ليست معيارًا منخفضًا. النعمة لم تكن أبدًا أقل من معايير الحق الإلهي. لكنها تقول بالفعل: ”أيًا كان ما تفعله، لن ندير ظهورنا لك أبدًا“. بوسعك أن تكون حليفًا لأبنائك وتساعدهم على إحراز النصر على صراعاتهم من خلال قوة يسوع المسيح. هذه قوة تجسيد النعمة لأبنائك، وهي انسكاب لما فعله يسوع في حياتك.

إذا كانت الأم تترك الأبناء يحصلون على ما يريدون تحت ذريعة أنها أم لطيفة، فهذه ليست نعمة. وإذا كان الأب يفرض القانون بقوة غاشمة، وبطريقة تولِّد الشعور بالذنب، فهذه ليست نعمة. النعمة توفر التأديب والتقويم، لكنها تفعل هذا باحترام لكرامة الطفل واهتمام بإصلاحه ونموه.

الآباء والأمهات الذين يتبنون النعمة لا يأخذون أخطاء أبنائهم على محمل شخصي. عندما يرتكب أبناؤهم أمورًا غبية، ويطرق البوليس على الباب، لا يقوم الأب أو الأم بتذكيرهم بكل الأخطاء التي ارتكبوها. بل يقولون: ”حسنًا، دعنا نفهم أولاً ما فعلته وما هي تبعات هذا الفعل.“

 

أفكار ختامية عن شرح النعمة للطفل

بينما نمنح أطفالنا هذه الحريات الأربعة، فنحن نظهر لهم صورة الحرية التي لنا في المسيح. بينما نعامل أبناءنا بلطف، فنحن نمنحهم لمحة عن نعمة الله تجاه كل الخطاة والفاشلين. نحن نساعدهم على الإدراك -بقلوبهم وليس بأذهانهم فقط- كم أن نعمة الله مذهلة حقًا.

 

 

​© 2024 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Authored by Tim Kimmel and published in English at focusonthefamily.com.

 

 

 

 

 

 

 

 التربية المقدسة بالطول