بقلم: ميشيل هاو
مع كل تغيُّر كبير في الحياة، يكون على الزوجين أن يعيدا اكتشاف علاقتهما. يمكن لموسم العش الفارغ (بعد أن يطير الأبناء ويستقلون بحياتهم الخاصة) أن يمهد لمواقف مشحونة بالمشاعر وتعديلات كبيرة في نمط الحياة.
لماذا يوجد الكثيرون جدًا من الرجال والنساء الذين اجتازوا مرات لا حصر لها من الأوقات الجميلة والسيئة على مدار سنوات الزواج، لكنهم يقررون فجأة الاستسلام والانفصال؟ كان هذا هو السؤال الذي سألته لنفسي بعدما سمعت زوجة وأم أخرى، يزيد عمرها عن الخمسين عامًا، وهي أم لأبناء كبار، وكانت تتحدث بالصدفة عن زواجها الذي لا ينبض بالحياة. وبدلاً من الاهتمام بالوضع الحالي لعلاقتها الزوجية، كانت هذه المرأة الذكية، التي لا ينقصها شيء، تقول إن زواجها لم يعد يستحق المحاربة من أجله. إن لامبالاتها تركتني بشعور عميق من الحزن.
لكن ما اعتدنا أن نراه كحادثة نادرة أصبح الآن استجابة شائعة أمام الصعوبات الزوجية المعتادة: يعلن الرجال والنساء بشكل عادي خططهم للطلاق بعد أن يستقل الأبناء بحياتهم. يذكر بعض الأزواج والزوجات أنه لم يعد بينهم أي شيء مشترك. بينما آخرون يقولون إن السبب الوحيد لبقائهم في الزواج كل هذه المدة هو من أجل الأبناء. وهناك أيضًا هؤلاء الذين يقرون بأنهم ببساطة غير مستعدين لبذل أي جهد لتوفير زواج مشبع يمتد عبر الزمن ويتجاوز مواسم التغيير.
الزواج مهمة شاقة، وجميع مَن تزوجوا يعرفون ذلك. ما لا يتحدث عنه الناس أنه مع كل تغيير كبير في الحياة، على الزوجين أن ينفقا الوقت والطاقة في إعادة اكتشاف علاقتهما. إن موسم العش الفارغ يمكن أن يمهد لمواقف مشحونة عاطفيًا، وتعديلات كبيرة في نمط الحياة. ولكي أساعدك على تخطي هذه التحديات الزوجية، تأمل الآتي:
- لا تتوقفا عن الحديث. دعوني أوضح أمرًا في غاية الأهمية: أنا أحب البيت الهادئ، إلا أن هذه الحوائط بعد تربية أربعة أبناء، قد تبدو صامتة بشكل مخيف في بعض الأحيان، الأمر الذي يبرر دفاعي عن أهمية التحدث مع شريك الحياة. بشكل منتظم، ويوميًا، وكل ساعة إن أمكن. لا أقترح أبدًا أن تفرغ الزوجة في فترة العش الفارغ على الفور كل ما لديها من كلام فوق رأس زوجها الطيب مع أولى لحظات دخوله من الباب بعد العمل. من ناحية أخرى، شاهدت ضررًا كبيرًا عندما يرى الزوجان أن مواصلة الحديث مع أحدهما الآخر يمثل مضيعة للوقت وسببًا في الانزعاج.
وبدلاً من الجلوس في صمت على مائدة عشاء لفردين، لماذا لا تخططان لبعض الموضوعات اللطيفة للتحدث فيها كل مساء؟ اجعلا ساعة العشاء نقطة مضيئة في يومكما بالسؤال بصدق على وقت كل منكما أثناء افتراقكما. وغير مسموح بالردود التي تتكون من كلمة واحدة. اطرحا أسئلة تحتاج إلى إجابات مطولة. ثم مثل لعبة التنس تبادلا الكلام المشجع مثل الكرة حتى تحرزا فوزًا لصالح علاقتكما لهذا اليوم.
- اجعل الأولوية لشريك حياتك. بعض الأزواج والزوجات يعتقدون أنه بعد استقلال الأبناء بحياتهم لن يتدخلوا في مشكلات أبنائهم بعد ذلك. في مرات كثيرة يجد الآباء والأمهات أنفسهم مستقبلين للأخبار بشكل أكثر إزعاجًا من أي وقت مضى.
لا تندهشا إذا جاء ابنكما الكبير أو ابنتكما ليلقي بهمومه على عتبة بابكما بشكل متكرر. كذلك بينما تساعدان ابنكما على التعامل مع همومه، ليسأل كل منكما نفسه هل يضع احتياج شريك حياته قبل احتياجات أبنائه أم لا. ستأتي أوقات ستحتاجان فيها أن ترفضا طلبات أحد الأبناء احترامًا لهدوء ذهن شريك حياتك أو صحته، أو حتى رغباته الشخصية من حين لآخر. اعتنيا بعلاقتكما جيدًا حتى تحصلا على ما تحتاجان إليه لتعتنيا بروح المسؤولية بأبنائكما الكبار عندما يحتاجون إلى مساعدتكما.
- اختار الأنشطة معًا. أحد أفضل المميزات في الزواج من نفس الشخص لوقت طويل هو أن كليكما يفهم ما يحبه أو يكرهه الآخر. لقد ولت تلك الأيام التي كنتما تخمنان فيها ما الشيء الذي يمتع الآخر، لكن الآن هو الوقت المناسب لتحلما بينما تدونان على الورق بعض الأفكار التخيلية للاستمتاع بالوقت معًا. كبداية، ليصنع كل منكما قائمته المفضلة. ثم احضرا القائمتين معًا، وصيغا منهما قائمة رئيسية تمزج بين الاثنين. لا تخافا من تجربة مغامرات جديدة. الفكرة الأساسية هنا أن تخططا لأشياء تشتقان إليها معًا. هل أدركتما الفكرة؟ الاستمتاع.معًا. كررا الأمر. مرات كثيرة.
- لا تدعا الماضي يفسد المستقبل. معظم المتزوجين يتفقون على أنهم مروا بأوقات كانوا فيها على وشك الانفصال. بالنسبة لي أنا وزوجي، لا يحتاج الأمر كثيرًا من الوقت لمراجعة ماضينا بنظرة عميقة والتنقيب عن وجع القلب والمعاناة التي سببناها لأحدنا الآخر. وحتى نأمل في عدم السماح لجروح الماضي وإحباطاته بإفساد آمالنا وأحلامنا المستقبلية، نحتاج أن نتعمد أن يكون لنا ذكرى سلبية عن أوجاع الماضي وفي نفس الوقت نكتسب نظرة ثاقبة وحادة- كنظرة الصقر- لاستدعاء كل الأشياء الجميلة التي فعلها شريك حياتنا لأجلنا.
© 2016 Michele Howe. All rights reserved. Used with permission. Published at focusonthefamily.com.