بقلم: جاري توماس
ليس من غير المعتاد أن يعاني الأزواج والزوجات من وجود مستويات مختلفة من الرغبة الجنسية. هيا بنا نتعلم كيف نتعامل مع هذا الأمر، حتى نتمتع من بركة الجنس في حياتنا.
-----------------
كانت إيميلي تتمتع برغبة جنسية عالية لفترة طويلة جدًا من حياتها. فهي تقول: ”أنا مستعدة دائمًا في أي وقت. وحتى إذا أراد فريد (زوجها) ممارسة الجنس عدة مرات في نفس اليوم، فأنا مستعدة لذلك!“ أمّا فريد فهو يتمتع بما يصفه معظم المشيرين بــ ”المعدل المتوسط للرغبة الجنسية“. فهو بحكم أنه في أواخر الأربعينيات من عمره، فإنه يمارس اللقاء الجنسي مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، لكن هذا أقل من النصف تقريبًا مما تفضله زوجته إيميلي.
بدأ الإحباط حول معدل رغبتهما في الحميمية الجنسية في شهر العسل. كانت إيميلي تتوقع أنه بعد الزفاف ستتمتع بالجنس مع زوجها فريد مرتين في اليوم، كل يوم. لكن فريد كان له خطط مختلفة لشهر العسل. يقول: ”كنا ندفع أموالاً طائلة لنزور مدينة مختلفة، وحجزنا تذاكر لعالم ديزني، وهي تذاكر ليست رخيصة. كنت أتوقع الخروج من غرفة الفندق مرارًا وتكرارًا.“
استمر التوتر حول عدم توافقهما في الرغبة الجنسية في إحداث احتكاكات على مدار العشر سنوات التالية في زواجهما. يتذكر فريد ويقول: ”كانت إيميلي تسعى نحو ممارسة الحميمية بشكل ثابت.“ وتتفق إيميلي أيضًا: ”هو ليس مخطئًا. كنت أطارده كل يوم، أو في آخر اليوم في حالة كنا مارسنا الجنس في الصباح.“ كان عدم مجاراة زوجها فريد لها يصيبها بالإحباط والجُرح؛ وقد اعتادت أن تخبره: ”هل لديك فكرة عن عدد الأزواج الذين يتمنون أن تكون زوجاتهم مثلي؟“
كان فريد يدرك حقيقة ما تقوله زوجته، لكنه كان يصر قائلاً: ”أنتِ لا تعطيني فرصة لأسعى نحوكِ وأكون مبادرًا في طلب العلاقة.“ ومع السنة العاشرة من الزواج، بدأ قلب إيميلي ينغلق.
أمّا الزوجان جمال ومونيكا* فقد عانيا أيضًا من علاقة جنسية متوترة في السنوات الأولى من زواجهما. كان جمال يرغب في العلاقة الجنسية كل يوم تقريبًا، لكن مع السنة الثانية من زواجهما بلغ معدل العلاقة في زواجهما ربما مرة واحدة كل شهر.. مع هلال كل شهر قمري تقريبًا! تقول مونيكا: ”حتى هذه المرة كل شهر تكون بالنسبة لي على سبيل أداء الواجب.“ هذا لا يعني أنها لا تستمتع بالجنس، فهي تقول إن زوجها ”عاشق ماهر!“ لكنها لم تشعر أبدًا أنها تريد ممارسة الجنس.
بعد صراع على مدار سنوات من الإحباط بسبب عدم التوافق في الرغبة الجنسية، أدركا أخيرًا ضرورة أن يقوما بتغيير ما. كلاهما يتمتعان بعلاقة روحية جيدة مع الله، والطلاق ليس خيارًا مطروحًا. لكنهما أيضًا لا يريدان أن يظلا هكذا في حالة من البؤس. كلاهما كانا بحاجة ماسة إلى حل هذا الخلاف ليحافظا على تماسك حياتهما الزوجية. كان عليهما أن يواجها الشيء الذي يهاجم زواجهما، ويسعيا إلى إنجاح علاقتهما.
إذا بدت هذه القصص مألوفة بالنسبة لقصتكما، فلا تيأسا. يمكنكما إدارة رغباتكما الجنسية غير المتوافقة وإيجاد السعادة في حياتكما الجنسية.. جرِّبا الطرق التالية للبدء في مسار التغيير.
إعادة النظر في عدم التوافق في الرغبة الجنسية
إذا كان عدم التوافق في الرغبة الجنسية يمثل مشكلة في زواجك، من النافع أن نستوعب الأسباب. فرغم أن هذا الموضوع لا يتم التحدث عنه كثيرًا كمشكلة، لكنه في الواقع أمر طبيعي يحدث بين معظم المتزوجين تقريبًا. في الواقع من غير المعتاد أن يطلب الزوجان الجنس بنفس المقدار أو في نفس الوقت دائمًا. ليس هناك عيب في زواج يشبه الخبرة الحياتية للغالبية العظمى من المتزوجين.
لماذا نجعل هذا الاختلاف حول الجنس أكثر أهمية من الاختلافات الأخرى؟ كثير من المتزوجين يتباعدون حين يتعلق الأمر بتوقيت جوانب أخرى كثيرة في علاقتهما مثل: المحادثات الجادة، الخروجات الرومانسية، أو حتى تناول العشاء خارج المنزل. هناك الكثير من الجوانب التي لا تتوافق فيها رغبات الزوجين في الزواج؛ وبالتالي توقع التغلب على الرغبات الجنسية المختلفة لا يتطابق مع واقع الحياة.
إن إدارة المستويات المختلفة من الرغبة يختلف عن ”إصلاح“ أو ”علاج“ المستويات المختلفة للرغبة. لاحظ من فضلك أن الانزعاج بسبب الجنس يمكن أن يمثل جزءًا من إيذاء يُمارس عليك. النصائح الواردة في هذا المقال هي لزوجين يشعران بالأمان والحرية في التعبير عن رغبتهما، أو حتى الرفض دون الخوف من الانتقام.
السعي نحو الاستمتاع المتبادل
شعرت مونيكا بالتبكيت حين انضمت لمجموعة صغيرة من الزوجات المسيحيات، وقد ذكرت إحداهن كلمة “gatekeeping” أو ”حراسة البوابة“، بمعنى ”التحكم“. يستخدم المشيرون حاليًا هذا المصطلح بطرق مختلفة، لكن في مثل هذا السياق تطبقه الزوجات الأخريات على الجنس، حيث استخدمنه لوصف كيف يبدأ أحد الزوجين في التحكم في مجريات ما يحدث في غرفة النوم. فالشريك الذي يقول دائمًا ”موافق“ أو ”غير موافق“، أو الذي يضع قائمة من الشروط للحميمية الجنسية، يُسمى مجازًا "حارس البوابة".
بالطبع، كل طرف يستحق احترام قدرته على القول بدون خوف: ”حبيبي/ حبيبتي، ليس الليلة.“ الجنس يتطلب مساهمة ليست قليلة من الطاقة العلاقاتية والعاطفية والجسدية، وأحيانًا لا يستطيع أحد الزوجين أن يقدم هذا. في الزواج أيضًا ”لا“ تعني ”لا“.
إن تراجع الرغبة الجنسية يمكن أن ينشأ من عدم اهتمام الطرف الآخر بنظافته الشخصية، أو الإلحاح الكثير في طلب العلاقة، أو التركيز الأناني أثناء العلاقة. هذه مشكلات علاقاتية أكثر من كونها مشكلات جنسية. قد يكون التحدث عن الجنس مرعبًا، خاصة عن الأمور التي قد يفعلها شريك الحياة وتجعلك غير مرحب بالجنس. شاهدت متزوجين يتحملون ٢٠ سنة من الإحباط الجنسي لأن أحدهما أو كليهما يخشى من حديث صعب يدوم ٢٠ دقيقة. الخطوة الأولى لاستعادة حياتك الجنسية إلى مسارها قد تكون بإجراء حديث اعتدت تأجيله لوقت طويل.
أغفلت أن أذكر أن ”التحكم“ ليست مجرد قول ”ليس الليلة“ من حين لآخر، بل هو نمط من التحكم في شريك الحياة بجعل الجنس صعبًا جدًا في اختباره؛ بحيث يكون عليه أن يقوم بسلسلة معقدة من الأمور قبل حتى أن يوافق. وإذا لم يقم بهذه الخطوات الصعبة، فإن الشريك المتحكم يقول: ”أها، ليس علينا أن نمارس الجنس الليلة!“
كيف تتجاوز هذا النمط من التحكم؟ ليس بأن نجعل الجنس نوعًا من ”الواجب الزوجي“، وليس بإلقاء محاضرة عن التحكمات، وليس بالتجهُّم، أو بجعل شريك حياتك يشعر بالذنب. هذه بالتأكيد أسوأ طرق إيجاد الحلول وأكثرها فشلاً، وبعض هذه السلوكيات قد تمثل نوعًا من الإيذاء. في المقابل، من الأفضل أن تركز على بناء علاقة جنسية تتسم بالاستمتاع المتبادل، مع التأكد من الاعتناء بالصحة الروحية والعاطفية والعلاقاتية والجسدية لكل طرف (لأن كل هذه الجوانب تتداخل مع الرغبة الجنسية). في الكثير من الزيجات، عندما يهتم الطرفان بهذه الأمور، فإن التحكم سيموت موتًا طبيعيًا من تلقاء نفسه.
ومع ذلك، في زيجات أخرى، تمتد جذور التحكم في التلاعب والأنانية، الأمر الذي اعترفت شانيس صراحة بأن هذا يعبِّر عن زواجها. لم ينبع سلوكها من الخبث، وإنما من نقص الوعي بكيف تؤذي ندرة الممارسة الجنسية زواجهما. كان الجزء الثاني من الحل هو فهم الاختلاف بين الدافع الجنسي التجاوبي (responsive) والدافع الجنسي التلقائي (spontaneous).
إدراك الأنواع المختلفة للدافع الجنسي
إذا كان لديك دافع جنسي تلقائي (spontaneous)، فأنت لا تحتاج إلى الكثير من المحفزات لترغب في الجنس؛ بل مجرد لمحة من جسد شريك حياتك أو لمسة بسيطة مثيرة تكفي لجعلك مستعدًا. حتى التفكير أو ذكر الجنس قد يجعلك ”مستعدًا للانطلاق“. إذا كان لديك دافع جنسي تجاوبي (responsive)، فأنت لا ترغب في الجنس في حقيقة الأمر إلى أن تسمح لنفسك أن تُثار جسديًا.
الشريك الذي لديه دافع تجاوبي لا يرغب في الجنس إلى أن يبدأ الجنس في اتخاذ مساره بالفعل. وبحكم طريقة عمل أمخاخهم، فهم يحتاجون لشكل مرغوب من المداعبة الجسدية قبل أن تبدو لهم فكرة الجنس مرغوبة. وإذا لم يسمحوا ببدء اللمسات، فلن يبدو الجنس دعوة مُرحب بها أبدًا، وإنما سيبدو الأمر كأحد المهام المنزلية. لكن بمجرد أن يحدث الجنس، قد يشعرون بالشبع الشديد، لكنهم عادة ما يحبون ذكريات الجنس أكثر من انتظارها وترقبها.
دافعك الجنسي ليس شيئًا تختاره، بل عقلك هو المسؤول عن ذلك. لكن فهم الفرق بين الرغبة التلقائية والتجاوبية يمكن أن يُحدث فارقًا هائلاً لجعل علاقتكما الجنسية بركة بدلاً من كونها عبئًا. إذا كان لديك دافع جنسي تجاوبي، تذكَّر أن علاقتكما ربما تحتاج مرات أكثر من الحميمية الجنسية حتى إذا لم تشعر بالرغبة كثيرًا في ذلك.
بعد أن شعرت مونيكا بالتبكيت لتحكمها، وبعد أن فهمت بشكل أفضل نوع دافعها الجنسي، فإنها تقول: ”بدأت أحاول أن أكون أكثر انفتاحًا على مبادرات زوجي جمال“، وبدلاً من الثبات على موقف ”الرفض“ أو تخجيل زوجها لرغبته في ممارسة الجنس بانتظام، أصبحت على الأقل تسمح للفرصة أن تتطوَّر -وإذا لم تتطور نحو ممارسة الجنس، فعلى الأقل تتطور إلى بعض اللمسات الحميمية.
في السابق إذا بدأ جمال بعمل تدليك لرقبة مونيكا على السرير، وبدا كأنه يطلب الجنس، كانت تتوتر وتقول ”ليس الآن“ أو ”عليّ أن أستيقظ مبكرًا“. بدأت مونيكا في التحدث مع نفسها بلطف وفي نفس الوقت بحزم: "لا بأس، هو فقط يدلك رقبتي. استرخي، لا تردي تلقائيًا بـــ ”لا“، انتظري لربما تندمجين في الأمر، واقبلي أن هذه هي طريقته في إظهار الحب. بوسعك أن تُظهري له الحب بأن تردي له اللمسة."
من الهام أن أوضح أنها بهذا لم تكن توافق على ممارسة الجنس بل توافق على التفكير في الأمر، بدون ضغط وبدون توقعات معينة.
فهم المشكلات الجذرية
بينما تحاول التعامل مع عدم التوافق في الرغبة الجنسية، تأمل المشكلات الجذرية التالية:
لا تأخذ الأمر بمحمل شخصي
بالرغم من صعوبة هذا الأمر، حاول ألا تأخذ مسألة الرغبات الجنسية المختلفة على محمل شخصي. الشريك الذي يطلب الجنس مرات أكثر يشعر عادة بأنه غير مرغوب فيه؛ في حين الشريك الذي يطلب الجنس مرات أقل يشعر أحيانًا بالانكسار.. وكلا الموقفين لا يقودان إلى الشفاء.
في حالة فريد وإيميلي، كانت رغبة فريد طبيعية بشكل كامل، لم يكن به عيب. في نفس الوقت كانت إيميلي تتساءل هل توجد مشكلة لديها، خاصة عندما كانت تسمع باستمرار أن الأزواج يُفترض منهم أن يكونوا هم مَن يسعون نحو زوجاتهم باستمرار.
الرجال والنساء الذين تزوجوا بأشخاص لديهم دافع جنسي ”تجاوبي“ يحتاجون أن يدركوا أنه ليس لمجرد أن شريك الحياة لا يبادر بالجنس فهذا يعني أنه لا يحبك أو أنه لا يحب ممارسة الجنس معك. لا يمكنك أن تلوم شريك حياتك على ما يريده أو لا يريده.
بناءً على ذلك، يعترف جمال أنه من المعقول أن تحاول أن تشجع شريك حياتك -الذي لديه دافع جنسي تجاوبي- على أن يكون أكثر نشاطًا من الناحية الجنسية. وهو يعتقد أن الشريك الذي لديه دافع جنسي تلقائي يحتاج أن يبادر في طلب الجنس مرات أكثر دون أن يستاء من ذلك. ”لا تتعاركا بسبب هل يبادر شريك حياتك أم لا؛ ففي أغلب المرات الأمر ليس بيده. عليك أن تفرح فقط لأنه مستعد للتجاوب.“
اعلم أن كلمة ”ربما“ هي كلمة سويّة
كان على شانيس أن تتعلم أن الثبات على موقف الرفض التلقائي ليس نافعًا، وكان عليها مع زوجها أن يتعلما كيف يتعايشان مع كلمة ”ربما“ لفترة قصيرة من الوقت. تبادُل الأحضان على السرير ليس ضمانًا بأن الجماع سيحدث. لكن يمكنهما أن يتبادلا القبلات قليلاً، أو يلمسا ذراع أحدهما الآخر، وينتظرا هل ستستيقظ الرغبة أم لا. في أغلب الأوقات ستستيقظ الرغبة، لكنها لن تستيقظ في كل مرة؛ ويحتاج الزوجان أن يتقبلا ذلك. السر هو تجاوز الرفض التلقائي.
يشرح جمال: ”أعلم أن مونيكا تتعهد بأن نتمتع سويًا بعلاقة جنسية مشبعة بانتظام، لكن أعلم أيضًا أن هذا لا يعني أنها ستكون مستعدة لذلك في كل وقت لمجرد أنني مستعد لذلك. إنها تمنحني فرصة لأجعلها تتحمَّس للأمر. وإذا لم يحدث، لا يحدث، لكن أقدِّر أنها كانت منفتحة على الفكرة.“
أحيانًا محبة مونيكا واهتمامها بزوجها جمال تعنيان أنها تكون منفتحة على الحميمية حين لا ترغب في ذلك في البداية. كما تعني محبة جمال واهتمامه بزوجته شانيس ألا يضغط عليها لممارسة الجنس عندما لا تستطيع أن ترغب في ذلك مثله.
الأمر لا يتعلق بالجنس فقط
حدثت نقطة التحول لإيميلي وفريد حين شعرت إيميلي بالتبكيت الإلهي على أنها كانت شديدة التركيز على أن فريد لا يريد ممارسة الجنس بالقدر الذي تريده هي حتى أنها أغفلت كل الطرق الأخرى التي كان يُظهر فيها كرمه ولطفه كزوج. وبناء على ذلك، وضعت إيميلي سبورة (لوحًا) صغيرة بجوار الحوض في الحمام، واستخدمت أقلام ماركر لتكتب له كل يوم عبارات تشجيعية مثل:
”أحبك لأنك جهزت لي إفطار الصباح.“
”أحبك لأنك غيّرت لي زيت محرك سيارتي.“
”أحبك لأنك غيرت حفاضات طفلنا، واستيقظت من أجله الليلة الماضية.“
”أحبك لأنك أب مرح بجنون مع أبنائنا.“
أحدثت هذه التعليقات اليومية انقلابًا في أحوال إيميلي وفريد، وساعدتهما على حل الصراع حول عدم التوافق في الرغبة الجنسية.
قالت إيميلي والدموع في عينيها: ”هذا الشيء غيرني.. حوَّل تركيزي من إحباطي لأنه لا يطاردني جنسيًا إلى كل الطرق المذهلة التي يظهر حبه لي من خلالها والتي كنت أغفلها لأنني كنت أركز على هذا الجانب فقط.“ أما بالنسبة لفريد، شكَّل هذا له حافزًا هائلاً. إنه يقول: ”أصبحت أقدِّر جدًا أنها ترى كل ما أحاول أن أفعله لأظهر محبتي لها، وهذا جعلني أرغب في فعل المزيد من أجلها.“
أصبح فريد يعيش بفرحة جديدة: ”إن توجه إيميلي نحوي غيرني. وأصبح الأمر لا ينحصر في توقعها المستمر للجنس، الأمر الذي لم أستطع مجاراته، بقدر ما أصبح يتعلق بإظهار حبها لي كزوج مع عدم الاضطرار لممارسة الجنس طوال الوقت. وهذا أصبح أكثر جاذبية بالنسبة لي. أنا أحبها لأنها زوجتي، وليس فقط كشريكة أمارس معها الجنس.“
تضيف إيميلي: ”لم أكن أكتب هذه العبارات على اللوح (السبورة) لأحثه على ممارسة الجنس أكثر. أردت فقط أن يعرف أنني أرى ما يفعله من أجلي.“
تحدث عن الأسباب بقدر ما تتحدث عن الشيء
إذا كنت أنت الشريك الذي لديك دافع جنسي تلقائي، لا تكتفِ بإخبار شريك حياتك بأنك تريد الحميمية، بل أخبره لماذا تريد ذلك. يصبح الحديث مختلفًا حين يقول الزوج: ”أنتِ أجمل وألطف وأذكى امرأة في الكون، وأريد فقط أن أكون أكثر قربًا منكِ.“ أو ”منذ فترة ليس بيننا وصال، لكني أعلم أن ممارسة الحب معكِ سيساعدنا على استعادة الوصال. أنا أفتقد الأمر!“
أحد الأزواج قال: ”أشعر أنني مثل سوبرمان حين أعلم أنكِ مضغوطة وأستطيع مساعدتكِ على التمتع بنشوة جنسية رائعة. أشعر بفرح عظيم عندما أعلم أنني أستطيع أن أجعل زوجتي تشعر بهذه الراحة.“
أخبر شريك حياتك بالأسباب التي تجعلك تريد ممارسة الجنس معه، وماذا يعني هذا بالنسبة لك، بحيث لا يكون الأمر متعلقًا برغبة أنانية وجسدية.
ابحث عن مشكلات أخرى
كانت الرغبة الجنسية عند إيميلي تتغذى جزئيًا على مخاوف عاطفية كان يمكن لفريد أن يراعيها بطرق أخرى. هذا يذكرنا بأن المشكلات الجنسية في أغلب الأحيان لا تنحصر في الجانب الجسدي فقط. ربما يوجد احتياج لشفاء روحي (التخلص من البورنو)، أو شفاء عاطفي (معالجة صدمة ما)، أو شفاء بدني (ضعف الصحة العامة قد يطفئ الرغبة الجنسية ويؤثر سلبيًا على الأداء الجنسي)، أو شفاء علاقاتي (الغضب والمرارة قاتلان للرغبة الجنسية).
السعي نحو القناعة
أصبحت مونيكا في قمة السعادة بعلاقتهما الجنسية الجديدة: ”أنا أكثر سعادة في زواجي. لقد رُفع ثقل تلك المشاعر السلبية والاستياء والحذر. الحياة تبدو أفضل بكثير.“ وبرغم أن لديها دافعًا جنسيًا تجاوبيًا، لكنها تقر: ”أحب ممارسة الجنس مرات أكثر. ومع زيادة مرات الحميمية، نمت الثقة وزادت السعادة -وأنا أتفهمه أكثر.“
استقر الزوجان على الانتظام مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، مع زيادة من حين لآخر في إجازة أسبوعية متميزة.
يشعر جمال بالرضا عن ذلك، لكنه يقر: ”أكثر من ذلك سيكون جيدًا.“ وإذا تجهَّم لأنه لا يحصل على الجنس أربع أو خمس مرات أسبوعيًا، فإنه سيفسد المرتين أو الثلاث مرات أسبوعيًا التي يمارسان فيها الجنس. لكن إذا كانت شانيس تتوقع أنه سيكون سعيدًا بمرة واحدة شهريًا، فإنها بذلك لن تظهر تعاطفًا ولن تعزز التفاهم أيضًا.
إذا كنت مهووسًا بالفرق بين ما لديك بالفعل وما تريده، فإنك ستفسد كل شيء. عندما يتوقع شريك ذو رغبة جنسية مرتفعة أن يقبل شريك حياته ذو الرغبة الجنسية المنخفضة أن يمارس معه نفس عدد المرات من الجنس كما يريد، فالنتيجة المعتادة هي زوجان محبطان.
التنازل ليست كلمة سيئة، بل في أوقات كثيرة يصبح التنازل مدافعًا وحاميًا للقناعة. الكتاب المقدس يدعونا إلى التحلي بالقناعة مهما كانت الظروف (عبرانيين ١٣: ٥؛ فيلبي ٤: ١١- ١٣)، وهو ما يتضمن التحلي بالقناعة تجاه البناء العصبي لشريك الحياة، ومستوى رغبته الجنسية!
لقد تحسَّن أيضًا زواج إيميلي وفريد. لا تزال إيميلي مستعدة للجنس في كل يوم تقريبًا: ”ماذا يمكنني أن أقول؟ فريد هو رجل وسيم جدًا.“ ماذا عن فريد؟ إنه يضحك ويقول: ”مازلتُ أحب القيام بأمور أخرى.“ وتضيف إيميلي: ”أحيانًا يفضل تسلق الجبال. هل يمكنك أن تصدِّق ذلك؟“ لكنهما استقرا على ممارسة الجنس كل يومين تقريبًا، وكلاهما راضيان عن ذلك.
السر أن كليهما سعيدان بهذا.. قد ترغب إيميلي في المزيد من الجنس، لكنها قانعة. وعلى الأرجح ما كان لفريد أن يختار أربع مرات أسبوعيًا من تلقاء نفسه، لكنه يفرح عندما يرضي زوجته إيميلي. كان عدم التوافق في رغبتهما الجنسية في وقت ما سببًا في ألم كبير ووجع قلب، لكنهما الآن يختبران الفرح والراحة.
حين يتعلق الأمر بالفوارق في الرغبة الجنسية، ليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة لعدد مرات الجنس التي ”ينبغي“ أن يمارسها أي زوجين. السر هو أن يصبح الجنس بركة وليس عبئًا على الزواج. الأكثر أهمية أن يشعر كل طرف بالقيمة والاعتزاز، وبأنه محبوب ومرغوب.
* تم تغيير الأسماء.
جاري توماس كاتب له أسلوبه المتميز، ومُحاضر معروف، وضيف متكرر في إذاعة Focus on the Family، وإذاعة «فاميلي لايف». ألَّف ١٨ كتابًا، بيعت منها ملايين النسخ في كل العالم، وحصدت الكثير من الجوائز، وتُرجمت إلى العديد من اللغات، منها الكتاب الأكثر مبيعًا "الزواج المقدس" ؛ بالإضافة إلى "التربية المقدسة" و "الاعتزاز" و "كيف تحبين زوجكِ؟". بالإضافة إلى مئات المقالات. هو وزوجته ليزا متزوجان منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
© 2024 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally authored by Gary Thomas and published in English at focusonthefamily.com.