بقلم: آشلي ديوراند
إذا وجدت نفسك متزوجًا من شخص هو نقيضك في كل شيء، فلتفرح! لديك الآن كنز كبير من المهارات الكاملة والجديدة ونقاط القوة التي يمكن أن تجعل زواجك أكثر اكتمالاً وتوازنًا.
مؤخرًا، كنت مع زوجي چون في الفناء الخارجي لمنزلنا مع ابننا الصغير، نرسم بالطباشير على الأرض. كنت أرسم الكثير من الصور الملونة مستخدمة الحس الجمالي الخاص بي. وبينما كنت أنتهي من طبقات الظلال في رسم منظر الغروب، خطر ببالي أنني لم أرَ زوجي أبدًا وهو يرسم أي شيء. نظرت لأرى إبداعاته.. ووجدته يكتب معادلات رياضية.. الرياضيات.. باستخدام نفس اللون طوال الوقت.
وأدركت للتو مدى الاختلاف الشاسع بيننا؛ لأنه لم يخطر ببالي أبدًا في أي لحظة أن أرسم رياضيات بالطباشير لقضاء وقت ممتع في نهار يوم الأحد.
نحن مختلفان بشكل شاسع جدًا.
چون لديه عقلية تحليلية، وأنا لديَّ عقلية إبداعية.
زوجي يحب أن يأخذ وقته، وأنا أحب التعجل.
هو نسيم هادئ، وأنا كالعاصفة.
أنا أرى الغابة الكبيرة، وهو يرى قشرة جذوع الشجر.
هذه الاختلافات تجعلنا نضحك أحيانًا، لكن في أحيان أخرى تجعلنا ننفجر في وجه أحدنا الآخر. إنه يتمنى لو أبطأت قليلاً، وفعلت ما هو صائب، وأتحلى بعقلية أكثر تحليلية. وأنا أتمنى لو أسرع قليلاً، وأنجز الأمر، بحيث ننتقل إلى الشيء التالي -لينظر إلى الصورة الأكبر.
أليس من الممتع أن الأقطاب المختلفة تتجاذب؟ لكن بعد الزواج قد تتحول هذه الاختلافات بسرعة من كونها شيئًا جذابًا إلى شيء مستفز. فجأة تجد نفسك تحاول أن تجعل شريك حياتك أكثر شبهًا بك، وترغب لو فعل كل شيء بطريقتك، وبنفس وتيرتك، وبنفس منظورك للأمور.
لكن الله قال إن الزواج يتعلق بشخصين يقترنان معًا ليصيرا شيئًا جديدًا -وليس شخصين يقترنان معًا ليجعلا كلاً منهما مماثلاً للآخر. لا ينبغي أن نحاول طمس أو إسكات وجهة النظر المتفردة لشريك حياتنا؛ لأن هذه هي مشيئة الله. الأسلوب المتنوع في فعل الأمور يمثل أمرًا هامًا في زواجك، وإلا لغابت السينرچيا (التآلف)، وغاب الجمال أيضًا. اختلافاتكما الفردية يجب أن تجعل زواجكما أقوى.
هل أنت غير متأكد بشأن كيف تجد القوة في اختلافاتكما؟ فيما يلي بعض الطرق لتبدأ.
احترما رأي أحدكما الآخر
حتى إذا اعتقدت أن شريك حياتك على خطأ، ينبغي مع ذلك أن تفترض فيه حُسن النية وتصغي له. لا ترفض على الفور ما يفكر فيه فقط لأنه لا يتماشى مع رأيك الشخصي، بل فكر بعمق فيما وراء ما يقوله. احترمه كشخص وقعت في غرامه يومًا ما، قدِّره كابن أو ابنة لله مخلوق بمنظور متفرد. شريك حياتك لديه في المعتاد سبب وجيه للتفكير على طريقته الخاصة -وهو لا يقصد أن يستفزك أبدًا.
اعترف بأن طريقتك ليست هي الأفضل دائمًا
أحيانًا رغم أن طريقتنا التي نتبعها دائمًا قد تؤدي الغرض، فإنها لا تكون الطريقة الأفضل. أحيانًا يكون لشريك حياتك أسلوب أفضل، ويمكنك أن تجد نقطة قوة في ذلك. من الهام أن تكون مستعدًا عن التخلي عن فكرة أنك على صواب دائمًا لتفعل ما هو أفضل.
عندما كنا چون وأنا في فترة الخطوبة، جاء ليساعدني مع عائلتي في الانتقال إلى بيت جديد. وبعد يوم طويل في نقل وتفريغ الحقائب، كنت لا أزال أتحرك بين الصناديق المتزاحمة. ربما كان الأمر يحتاج إلى السهر حتى بعد منتصف الليل حتى ننتهي من المهمة بأكملها، بما في ذلك التخلص من بعض الأشياء.
كانت طريقتي تتمثل في العمل المتواصل إلى أن أنهار تمامًا. كانت الساعة الثامنة مساءً تقريبًا حين قال چون: ”قبل أن أعود إلى البيت، لماذا لا نجلس كلنا لنأخذ استراحة بينما نشاهد فيلمًا؟“ قلت في نفسي: ”هل هو جاد فيما يقول؟ لا يزال هناك مئة صندوق يحتاج إلى تفريغه! لا يمكنني الجلوس.“ لكنه ذكَّرني وقتها بأن الصناديق لن تذهب إلى أي مكان، وأن الاعتناء بنفسي شيء هام أيضًا. لذا أقنعنا والديَّ، وجلسنا لنشاهد فيلمًا، وبالفعل شعرت بارتياح كبير جدًا.
إن طريقتي التي تشبه العاصفة في المواصلة المستمرة حتى ينقضي كل شيء لم تكن هي الطريقة الأفضل دائمًا. أما شخصية چون الهادئة والمتوازنة ساعدتني على إدراك أنه ليس هناك مشكلة في أن نبطئ وتيرتنا ونسترخي بينما نأخذ استراحة من حين لآخر.
الوجه الآخر من العملة يحتاج چون من حين لآخر لنقاط قوتي أيضًا. عندما اشترينا منزلنا الأول أراد أن يفعل كل التحسينات ببطء حتى يتم كل شيء بإتقان، وأردت أنا أن أمسك بفرشاة الدهانات وأنطلق. اقترحت أن نتعامل مع كل غرفة على حدة، ونبدأ العمل. فوافق چون وقمنا بتجديد كل البيت بسرعة أكبر مما كان يظن. ذكَّرته بأننا لسنا مضطرين لنفعل كل شيء بشكل مثالي -وأنه أحيانًا ما يكون الانتهاء من الأمر بشكل معقول هو شيء جيد بما يكفي.
تذكَّر مقاصد الزواج
لم تتزوج لتجعل شريك حياتك أفضل في تنظيمه للأشياء، أو في قيادته للسيارة، أو في الطبخ، أو في إدارة الميزانية.. بل قُصد من الزواج أن تساعدا أحدكما الآخر على أن تحبا مثلما أحب الرب يسوع. إذا فعل شريك حياتك شيئًا بطريقة مختلفة عن طريقتك، تذكر أن أهم شيء هو كيف تحبه من خلال هذا الشيء.
إذا وجدت نفسك متزوجًا من شخص نقيضك في كل شيء، لا تُحبط؛ بل ابتهج! لديك الآن كنز من مجموعة كاملة وجديدة من المهارات ونقاط االقوة التي يمكن أن تجعل حياتك أكثر اكتمالاً وتوازنًا. يزدهر زواجك ويجد قوة في اختلافاتكما إذا عملت على ذلك.
© 2022 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Authored by Ashley Durand and published in English at focusonthefamily.com.