السؤال:
لقد أدركت أنني أؤذي وأهين زوجتي وأولادي بالألفاظ والكلام الجارح، وأريد بقوة أن أتغيَّر وأغيِّر سلوكي. هل تستطيع مساعدتي للتحرك في الاتجاه الصحيح؟
الإجابة:
لقد قمت بالفعل بأول خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ألا وهي إدراك أنك تعاني من مشكلة الغضب وإيذاء عائلتك بالألفاظ الجارحة. وبذلك تكون قد أنجزت نصف المهمة. وتكتمل الاستفادة العظمى من إدراكك هذا الأمر بالبحث عن جلسات مشورية مع مرشدك الروحي أو مشير مسيحي متخصص.
وعندما تقوم بذلك تذكَّر أن الغضب عادة ما يتغذى على مشاعر الخوف، والجروح النفسية والشعور بالخزي (وهو إحساس إنك شخص سيئ في حد ذاتك). سيساعدك المشير على اكتشاف وتحديد أسباب هذه الأنماط السلوكية، واكتساب مهارات جديدة للتكيُّف، والتدريب على أساليب التواصل الفعال. كما سيساعدك المشير على اكتشاف الجروح العميقة الناتجة عن مسائل متعلقة بعائلتك ونشأتك والسلوكيات المتكررة المترتبة عليها. وهذا بالتالي سيمكنك من تجنب اللغة المعتمدة على ردود الأفعال، والتي يكون لها تكلفة باهظة من الناحية العاطفية على مَنْ حولك.
في نفس الوقت، ضع في اعتبارك أن الله يريد أن يغيرك من الداخل، وهذا التغيير يحدث بقوة روحه القدوس، وهذا ما لا تستطيع إنجازه بنفسك. نرى في رومية ١٢: ١ و٢ أن الله يريد أن يغيِّرك عن طريق تجديد ذهنك، ويمكننا إعادة صياغة هاتين الآيتين كالتالي: "هذا ما أريده منك، الله يريد مساعدتك. خذ حياتك اليومية العادية: نومك وأكلك وشربك، وذهابك إلى العمل, والتفاصيل الأخرى حتى غير المهمة وضعها أمام الله وقدمها كذبيحة له. إن قبول عمل الله في حياتك هو أفضل شيء يمكن أن تعمله لله. لا تتمثل بالثقافة السائدة من حولك، أو تنصاع لها بدون تفكير أو تمييز. ولكن ركِّز انتباهك على الله، وقتها ستتغيَّر من الداخل وبعد ذلك من الخارج. وسوف تدرك على الفور إراداته لحياتك وسوف تتجاوب مع إرادته على نحو من السرعة. إن الثقافة السائدة من حولك تحاول اجتذابك لأسفل إلى عدم النضوج، ولكن الله يريد أن يُخرج منك أفضل ما لديك، ويمنحك نضوجًا كاملاً ".
هذا ما تحتاجه عائلتك منك. تريدك أن تسمح لله أن يُخرج أفضل ما لديك، كما أن أفراد عائلتك يثقون أنك قادر على تحقيق هذا الأفضل، لأنهم يرون ذلك فيك.
Copyright © 2010, Focus on the Family. Used by permission.