بقلم: ديبي تشيري
ﭼاك متزوج من أمبير لمدة أربع سنوات حتى الآن، ويشعر بالرضا عن مسيرة علاقتهما، باستثناء الافتقار إلى وقت يقضيانه معًا. ويعترف أن وظيفته أبعدته عنها، لكنه ينتظر الترقية الوشيكة.
كانت الساعات الطويلة والسهر ليلاً أمرًا يمكن احتماله بفضل زميلة له في العمل اسمها ماندي. فهي مُجاملة، ومشجعة، ولعوب إلى حد ما. مؤخرًا وجد ﭼاك نفسه يرد المجاملات والمغازلات، ويقبل دعواتها لتناول الغداء لمناقشة أحوال العمل. لكن حواراتها أصبحت ذات طابع شخصي أكثر من كونها تختص بالعمل. إنه يستمتع بالتحدث إلى ماندي، ويشعر أنها تفهمه بعكس الكثير من الأصدقاء الآخرين.
عندما أخبر ﭼاك زوجته أمبير عن تناول الغذاء مع ماندي، غضبت أمبير وشعرت بالغيرة. لم تفهم كيف كانت ماندي صديقة جيدة لﭼاك، لذا قرر أنه من الأفضل ألا يخبر زوجته عندما يتناول الغذاء مع ماندي. من المؤكد أنه منذ صارا صديقين، كان وقتهما معًا بريئًا.
العلاقات مع الجنس الآخر
هل يوجد أي شيء خطأ في اتخاذ صديق مقرّب من الجنس الآخر بعد الزواج؟ بالرغم أنه قد لا توجد إجابة واضحة، هناك أسباب وجيهة تبرر ضرورة الحرص بشأن الصداقات مع الجنس الآخر بدون رفقة شريك حياتك. بصرف النظر عن مدى السعادة والأمان في زواجك، يجب دائمًا حماية علاقتكما الزوجية ضد الإغواء والخداع والعلاقات الغرامية المحتملة.
معظم العلاقات الغرامية تبدأ كاتصال بريء بين شخصين. ربما تجتمعان معًا من خلال العمل، أو الكنيسة، أو المدرسة. لكن إن لم تكن متأهبًا دائمًا وحدودك راسخة بقوة، فإن الاتصال الذي تشكّل حديثًا قد ينقلب سريعًا إلى نوع من التعلُّق. وبينما تقضيان الوقت معًا، سواء وجهًا لوجه، أو من خلال الكمبيوتر أو التليفون، ربما تجدان أنفسكما تدريجيًا تنغمسان في علاقة عاطفية يمكن أن تمزق إربًا زواجك حتى وإن لم تتحوّل العلاقة أبدًا إلى علاقة جسدية.
يبدأ الضرر عندما تجد نفسك تشارك معلومات، وأفكارًا، ومشاعر يجب أن تُحفظ فقط بينك وبين شريك حياتك. هذا بمثابة خيانة عاطفية تضرب قلب الزواج. ويزداد الضرر سوءًا بينما تبدأ في انسحابك عاطفيًا وجسديًا عن شريك حياتك لصالح الوقت الذي تقضيه مع صديقتك.
في النهاية، تتجاوز الصداقة الخط عندما تُدخل عناصر لا يجوز أبدًا أن تكون جزءًا من الزواج -أي الأسرار والأكاذيب. هذا الخداع يدمر أساس الأمان الزوجي، وبمجرد أن يبدأ، من الصعب إيقافه.
ولأن العلاقة العاطفية تبقى غير جنسية، فمن السهل تبريرها:
- "نحن أصدقاء فقط"
- ·"لم يلمسني أبدًا"
- نحن لا نفعل شيئًا خطأً"
وتستمر العلاقة لأن الشريك غير الأمين يختلق مبررات لأي نوع من الشعور بالذنب.
حب أفلاطوني أم رومانسي؟
قبل أن تتزوج، ربما كان لديك أصدقاء كثيرون من الجنس الآخر. لكن بعد أن قلت "أقبل الزواج" من شريك حياتك، فإن علاقتك به لابد أن تأخذ الأولوية فوق كل علاقة أخرى، ويجب أن تُحمى من كل تهديد.
لذلك إذا كنت صديقًا مقربًا من أحد من الجنس الآخر، ربما تحتاج أن تنظر بأمانة لهذه العلاقة لتحدد هل واقع بالفعل في علاقة غرامية عاطفية معه أم لا. فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي ربما تشير إلى أن صداقتك قد تجاوزت الخط، وانتقلت من كونها حبًا أفلاطونيًا إلى حب رومانسي:
- هل الحوارات مع الصديق من الجنس الآخر تتضمن أمورًا يجب أن تظل بينك وبين شريك حياتك؟
- هل تجد نفسك تسرح بخيالك في هذا الصديق؟
- هل تجد نفسك تبتعد عن شريك حياتك عاطفيًا أو جسديًا؟
- هل تبحث عن أعذار لترى أو تتحدث إلى هذا الصديق؟
- هل تشارك بأفكار، أو مشاعر أو مشكلات مع هذا الصديق بدلاً من شريك حياتك؟
- هل أنت مقتنع أن هذا الصديق يفهمك أفضل من شريك حياتك؟
- هل هناك مداعبات أو نوع من الانجذاب الجنسي بينك وبين هذا الصديق؟
- هل تبحث عن طرق "مشروعة" للمس هذا الصديق (تساعدها مثلاً في ارتداء أو تنظيف معطفها)؟
- هل تجد نفسك تهتم بمظهرك قبل أن يراك هذا الصديق؟
- هل يوجد أي نوع من السرية بشأن علاقتك بهذا الصديق (مقدار الوقت الذي تقضيانه معًا، ماذا تفعلان، فيم تتحدثان)؟
حصِّن زواجك
لا يوجد زواج محصَّن تمامًا من الخيانة الزوجية. جميعنا في خطر فقدان التركيز، والانزلاق في علاقة عاطفية خارج الزواج. لكن بمقدورك أن تفعل أشياء عديدة لحماية زواجك:
- كُن أمينًا تجاه نفسك وتجاه شريك حياتك. إذا وجدت نفسك منجذبًا لشخص ما، اعترف بهذا فورًا لنفسك ولشريك حياتك. الصراحة هي عامل أساسي لمنع تحوّل الأمر إلى علاقة غرامية.
- تجنّب المجلات والأفلام والأشكال الأخرى للترفيه التي تجعلك متساهلاً تجاه العلاقات الغرامية.
- حاول أن ترى علاقاتك من منظور شريك حياتك. ما الذي سيقبله شريك حياتك ويرتاح له؟ ماذا سيشعر تجاه ما تفعله؟
- لا تغازل. معظم العلاقات الغرامية تبدأ بما يعتبر "مغازلة بريئة"، لكن لا يوجد مثل هذا الشيء! المغازلة ليست جزءًا من الصداقة.
- اجعل لزواجك الأولوية الأولى دائمًا. احرص أن تعمل على تسديد أهم احتياجات شريك حياتك. وإذا لم تعرفها جيدًا، اسأل.
- انموا معًا روحيًا. صليا مع أحدكما الآخر ولأجل أحدكما الآخر.
- ضع حدودًا عن كيفية تعاملك مع الجنس الآخر. على سبيل المثال، ربما تقرر مع شريك حياتك ألا يُترك أحدكما مع الجنس الآخر، حتى في مناسبات عشاء العمل أو التأخر ليلاً في العمل.
- قُم بإحاطة أنفسكما بأزواج سعداء في حياتهم الزوجية لا يتساهلون مع هذا النوع من العلاقات.
يمكنك الحفاظ على زواجك آمنًا من الخيانات الزوجية. لكن ذلك يتطلب تواصلاً منفتحًا وصادقًا، والتزامًا بفعل أي شيء يتطلبه الحفاظ على الزواج باعتباره العلاقة رقم واحد في حياتك.
© 2019 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.
مقالات ذات صلة
|
|
|