Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: روبرت فيلاردي

للمزيد من هذه السلسلة:

                          ١- الصلاة وما تتركه من تأثير       ٢- إمكانية الصلاة دائمًا     ٣- الصلاة لها أسبابها

                                  ٤- التعلم من صلوات الرب يسوع     ٥- إشكاليات أمام الصلاة

 

كتب الفيلسوف والعالم المسيحي بليز باسكال (١٦٢٣- ١٦٦٢): "القلب له منطقه الذي لا يعرف العقل عنه شيئًا." هذا المقال يقول إن الصلاة لها أسباب، وأسباب الصلاة مهمة بقدر أهمية الصلاة ذاتها. فيما يلي ١٢ سببًا للصلاة.

 

كلمة الله تدعونا لنصلي

أحد الأسباب الهامة للصلاة تتمثّل في أن الله أمرنا بالصلاة. إذا أردنا أن نكون طائعين لمشيئته، فلابد أن تشكّل الصلاة جزءًا من حياتنا فيه. أين يدعونا الكتاب المقدّس للصلاة؟ توجد العديد من الآيات:

  • «صلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» (مت ٥: ٤٤).
  • «ومتى صليت...» (مت ٦: ٥).
  • «فصلوا أنتم هكذا..» (مت ٦: ٩).
  • «فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة» (رو ١٢: ١٢).
  • «مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح» (أف ٦: ١٨)
  • «لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله» (في ٤: ٦).
  • «واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر» (كو ٤: ٢).
  • «صلوا بلا انقطاع» (١تس ٥: ١٧).
  • «أطلب أول كل شيء، أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس» (١تي ٢: ١).

الصلاة عملٌ يدل على الطاعة، والله يدعونا أن نصلي، ويجب أن نتجاوب مع هذه الدعوة.

 

كان يسوع يصلي بانتظام

لماذا كان يسوع يصلي؟ أحد الأسباب أنه كان يصلي ليكون قدوة لنا حتى نتعلَّم منه. تكتظ البشائر الأربع بآيات عن صلوات المسيح، من أمثلة ذلك مايلي:

  • «وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردًا ليصلي» (مت ١٤: ٢٣).
  • «حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يُقال لها جثسيماني، فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي، وأصلي هناك» (مت ٢٦: ٣٦).
  • «وفي الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك» (مر ١: ٣٥).
  • «وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي» (لو ٥: ١٦).
  • «وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله» (لو ٦: ١٢).
  • «وقال لهم أيضًا مثلاً في أنه ينبغي أن يُصلّى كُلّ حين ولا يُمَل» (لو ١٨: ١).

 

الصلاة هي كيفية التواصل مع الله

الصلاة تسمح لنا بأن نعبد ونسبح الله، كما تسمح لنا أن نقدّم اعترافًا عن خطايانا، وهو ما يجب أن يقودنا إلى توبة حقيقية. كذلك الصلاة تمنحنا فرصة لنقدِّم طلباتنا لله.. كل هذه الجوانب من الصلاة تتضمن تواصلاً مع خالقنا. الله شخص يهتم بنا، ويريد أن يتحد بنا من خلال الصلاة.

  • «فإن تواضع شعبي الذين دُعي اسمي عليهم وصَلَّوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم» (٢أخ ٧: ١٤).
  • «يُعطي المُعيى قدرة، ولعديم القوة يُكثِّر شدة. الغلمان يعيون ويتعبون، والفتيان يتعثرون تعثرًا. أمّا منتظرو الرب فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يُعيون» (إش ٤٠: ٢٩- ٣١).
  • «لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مُجرّب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. فلنتقدّم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمةً ونجد نعمة عونًا في حينه» (عب ٤: ١٥ و١٦).

ليست الصلاة هي طلب لبركات الله فقط- وإن كان الله يرحب بهذا؛ لكن جوهر الصلاة هو أن نتواصل مع الله الحي. بدون التواصل تفسد العلاقات، كذلك تعاني علاقتنا مع الله عندما لا نتواصل معه.

 

الصلاة تسمح لنا بالمشاركة في أعمال الله

هل يحتاج الله لمساعدتنا؟ لا؛ فهو كلي القوة، ويتحكم في كل شيء في خليقته. لماذا نحتاج إلى الصلاة؟ لأن الصلاة هي الوسيلة التي أعدها الله لتحدث بعض الأمور. على سبيل المثال، تساعد الصلاة الآخرين على معرفة محبة المسيح. الصلاة تزيل العقبات أمام طريق الناس لكي يعمل الله. هذا لا يعني أن الله عاجز أن يعمل بدون صلواتنا، لكن هذا يعني أن الله وضع الصلاة كجزء من خطته الإلهية لتحقيق مشيئته في هذا العالم.

 

الصلاة تنمحنا قوة على الشر

هل يمكن للقوة المادية أن تساعدنا في التغلب على العقبات والتحديات الخاصة بالعالم الروحي؟ لا؛ لأن «مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة هذا العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات» (أف ٦: ١٢). لكن في الصلاة حتى الضعيف بدنيًا يصير قويًا في العالم الروحي؛ وهكذا نستطيع أن نطلب من الله أن يمنحنا قوة على الشر.

  • «لأن الرياضة الجسديّة نافعة لقليل، ولكن التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة»

(١تي ٤: ٨).

  • «اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أمّا الروح فنشيط وأمّا الجسد فضعيف» (مت ٢٦: ٤١).

 

الصلاة متاحة دائمًا

تحدثنا عن هذه النقطة في مقال سابق، لكن باختصار من أسباب الصلاة أنها متاحة لنا دائمًا. لا شيء يقدر أن يمنعنا من الاقتراب إلى الله في الصلاة إلا إذا اخترنا هذا (مز ١٣٩: ٧؛ رو ٨: ٣٨ - ٣٩).

 

الصلاة تجعلنا متواضعين أمام الله

التواضع فضيلةٌ يريد الله أن يغرسها فينا (أم ١١: ٢؛ ٢٢: ٤؛ ميخا ٦: ٨؛ أف ٤: ٢؛ يع ٤: ١٠). الصلاة تذكّرنا بأن الخيوط ليست في أيدينا، لكنها في يد الله، وهذا يمنعنا من الكبرياء. «فمَنْ وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات» (مت ١٨: ٤).

 

الصلاة تمنحنا امتياز اختبار العشرة مع الله

من خلال الصلاة نحصل على أساس اختباري لإيماننا. نحن لا نقلل من شأن العقل أو المنطق على حساب الإيمان، لكن الصلاة تجعل اختبارنا لله حقيقيًا على مستوى المشاعر.

 

الصلاة المستجابة شهادة عن الله

إذا حدثت استجابة لصلواتنا، فهي تعمل كشاهد عن الله للمتشككين.

 

الصلاة تقوي الروابط بين المؤمنين

الصلاة لا تقوي علاقتنا مع الله فحسب، لكننا حين نصلي مع مؤمنين آخرين، فإن الصلاة تقوي الروابط بين المؤمنين بعضهم البعض.

 

الصلاة تنجح متى فشلت الوسائل الأخرى

هل استنفذت كل الخيارات المتاحة أمامك؟ تنجح الصلاة عندما تخفق الوسائل الأخرى. لا يصح أن تكون الصلاة الملاذ الأخير، بل يجب أن تكون الاستجابة الأولى. لكن في أوقات معينة يتطلب الأمر تقديم صلوات صادقة لكي يتحقق شيء.

 

الصلاة تسدد احتياجات نفسيّة

هل تعبر الصلاة عن احتياجنا لله؟ نعم! حسب تكويننا نحن نسير على أفضل حال من الناحية النفسية عندما نكون في علاقة صلاة مع الله. يوضح سي. إس. لويس هذا الأمر كالتالي: "لقد صمم الله الآلة البشريّة بحيث تدور به؛ فهو نفسه الوقود الذي تسير به أرواحنا، أو هو الغذاء الذي تتغذى عليه أرواحنا. ولا شيء آخر."[1]

وبالتالي فالصلاة لها أسباب، وأسباب كبيرة.


[1] C. S. Lewis, Mere Christianity (Macmillan, 1952), Book 11, chapter 3, "The Shocking Alternative."

© 2019 Focus on the Family. All rights reserved. Used with permission. Originally published in English at focusonthefamily.com.

 


[1] C. S. Lewis, Mere Christianity (Macmillan, 1952), Book 11, chapter 3, "The Shocking Alternative."