Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ستيف باندي

دخل الأطفال في الثلاثة والرابعة من العمر في صفٍ إلى الكنيسة الكبيرة بوجوه مضيئة تعلوها ابتسامات مشرقة. انبهر الآباء والأمهات عندما وجدوا أولادهم يشاركون في الكورال ويأدون أول الترنيمات المحفوظة. 

لكن زوجين رفعا رأسيهما يمينًا وشمالاً يبحثون عن ابنهم "كالب"، وهم يعرفون أنه على الأرجح سيكون في خلف المجموعة منكسًا رأسه. فقد أصابه مرض التوحد بسبب إعاقات النمو التي ولد بها، لذا لم يكن يسعى للحصول على نظرات المئات من الحضور. وعندما لم يرَ والد "كالب" ابنه على المسرح، غضب وأسرع إلى الغرفة الخلفية ليرى ماذا حدث. وارتاح على الأقل عندما وجد "كالب" بخير. 

 

وبالرغم أنه كان مسرورًا لسلامة ابنه، فقد تساءل لماذا تُرك ابنه في الغرفة بينما ذهب الآخرون ليقدموا فقرة الترانيم. فشرح أحدهم قائلاً: "قالوا لي ابق معه هنا، لأنه لا يريد المشاركة." 

للأسف، مثل هذه السيناريوهات تحدث كثيرًا في كل الكنائس عبر العالم. وسواء كان الأمر يتعلق بعدم المشاركة في حدث ما أو عدم الاندماج في الحياة الكنسية، فإن الأبناء ووالديهم يُجرحون عندما يتم اقصاؤهم بسبب الإعاقة. هذا الإقصاء لا يكون متعمدًا في معظم الأحوال، لكنه يعبِّر أكثر عن نقص الوعي. إنه لضرورة ملحة أن يدرك الرعاة والقادة وخدّام الأطفال احتياجات ومشاعر العائلات التي لديها طفل معاق في الكنيسة والمجتمع. 

 

ماذا يمكنك أن تفعل في كنيستك؟ 

إذا كنت أبًا أو أمًا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك الكثير لتفعله. فيما يلي بعض الأمور التي تساعد على مزيد من التواصل: 

  •      ابدأ بالصلاة. ضع احتياجات طفلك وكل أفراد عائلتك أمام الرب. إن الله يرغب في أن يندمج كل أفراد عائلتك في حياة الكنيسة. يخبرنا الرسول بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس بأن كل مؤمن لديه مكان في جسد المسيح. يقول بولس: "أمّا الآن فقد وضع الله الأعضاء، كل واحد منها في الجسد، كما أراد" (كورنثوس الأولى ١٢: ١٨). ليس من الصدفة أن يولد طفلك ولديه إعاقة؛ لأن الله لديه خطة لأجله ، وهذه الخطة تتضمن بكل تأكيد الاندماج في جسد المسيح. 

كثيرًا ما يحاول الآباء والأمهات تسديد احتياج أبنائهم للاندماج باعتبار ذلك حقًا مشروعًا. وهذا صحيح كما جاء في إنجيل معلمنا لوقا البشير ١٤ في مثل الوليمة العظيمة حينما أوصى يسوع أن يحضروا هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة إلى بيت الرب. ومع ذلك فإن العبادة وتبعية يسوع هما امتيازان لنا جميعًا سواء كان لدينا تحديات خاصة أم لا.  اطلب من الرب الفكر الصحيح الذي يقود إلى طريقة مناسبة للتحدث مع الكاهن أو الراعي أو خدام الكنيسة. 

 

  •      قدّر الالتزامات الكثيرة لراعي كنيستك. كثيرًا ما يتثقل خدام الكنيسة باحتياجات لا يستطيع بشر أن يسددها في وقت واحد. وأن إخفاقهم في أن يتعاملوا بلطف مع هذه الحالات يرجع ببساطة إلى أنهم لا يرون هذه "التفاصيل الصغيرة" في ظل التزاماتهم الكبيرة.. حتى لا يقعون في فخ الاهتمام بالتفاصيل وإغفال الصورة الأشمل. 

بكلمات أخرى إذا لم يحصل طفلك على الاهتمام الذي يحتاجه، فهذا أمر غير متعمد في أغلب الأحيان. انظر إلى الرعاة والخدام نظرة تفهم ومراعاة. وبدلاً من عرض المشكلة فقط، قدِّم حلولاً تساعد الكنيسة على احتواء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يعلم الرعاة جيدًا أن هناك تحديات، لكن ما يبحثون عنه هو الحلول. 

  •      شارك بمشاعرك واحتياجاتك. معظم أصدقائك في الكنيسة لن يعرفوا ما تمر به عائلتك وسيفترضون أنك راضٍ تمامًا عن الترتيبات الكنسية الحالية. شارك بما في قلبك مع راعي كنيستك، أو أفراد من كنيسة أخرى. إن حياة أب/ أم لديه طفل معاق بها تحديات إضافية كثيرة مقارنة بالآباء والأمهات الذين يربون طفلاً عاديًا. شارك بتعزيات وضيقات تمر بها بشكل يومي. اشرح رغبتك في النمو الروحي لطفلك، واندماج الأفراد الآخرين في عائلتك بشكل كامل في الحياة الكنسية. 
  •      كُنْ مبادرًا. الكنيسة بها إمكانيات لا تقدّر بثمن. ستجد البعض في كنيستك لديه مواهب ومهارات للعمل مع طفلك، والبعض الآخر لا يسمع عن هذه المهارات. كثيرًا ما نسمع عن خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة بدأت بمبادرة من أحد الآباء والأمهات. كن مستعدًا لطلب المساندة والعون، واعطِ الوقت اللازم لتدريب متطوعين لخدمة طفلك. وسواء كان اهتمامًا فرديًا أو تعديل في بعض المناهج حتى يتناسب مع احتياجات طفلك، فيمكن لعدة متطوعين أن يفعلوا الكثير لمساعدة طفلك ومساعدتك من أجل الاندماج في الحياة الكنسية. 

ربما تتساءل كيف انتهى الأمر مع "كالب" بعد عدم مشاركته في الكورال؟ لقد بدأت خدمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الكنيسة لتؤكد أن كل الأطفال مرحب بهم جميعهم في الكنيسة ولا إقصاء لأحد. وبدون أن يعرف "كالب"، أستطيع أن أقول أنه كان مصدر الإلهام لهذه الخدمة. كيف عرفت؟ لأنني كنت ذلك الأب الغاضب!


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright © 2009, Steve Bundy. Used by permission  .