Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: أودرا تشارليبوز 
                   

منذ ولادة ابنتي وأنا أصفها بأنها الطفلة التي كنتُ أحلم بها. منذ اليوم الأول وهي ترضع حين يُفترض أن ترضع، وتتجشأ حين يُفترض أن تتجشأ، وتنام حين يُفترض أن تنام. وعندما بلغت الأسبوع السادس من عمرها كانت تنام طوال الليل. وكنتُ  فخورة بها جدًا.

وفي يوم من الأيام قابلت طفلاً آخر، أكبر من طفلتي بخمسة أشهر، وكان لايزال يستيقظ عدة مرات كل ليلة. فقلت في نفسي: "أنا سعيدة لأن هذا الطفل ليس طفلي. لابد أن والداه يترنحان لقلة النوم".

 

ومع ذلك بعد فترة قصيرة قضيتُ بعض الوقت مع عائلة أخرى كان رضيعهم يزحف بالفعل. وكان أصغر من طفلتي بشهرين تقريبًا. تساءلت لماذا لا تزحف ابنتي حتى الآن. هل نموها بطيء؟ هل هناك مشكلة ما؟

الفخر في مقابل الإثبات

من الطبيعي للوالدين أن يفتخرا بأصغر الإنجازات التي يحرزها طفلهما. حتى خلال العمل، كنت أشعر بالفخر عندما يخبرني الطبيب بأن طفلتي في صحة جيدة. ولكن لأني كنت أم لأول مرة، كنت أشعر بعدم الثقة في نفسي، وبدأت أنظر إلى عائلات أخرى لأرى هل أفعل ما يصح أن أفعله.

لم يمضِ  وقت طويل حتى لاحظت أن ابنتي كانت أكثر صحة من الأطفال الآخرين. وكانت هادئة الطبع وأقل إزعاجًا من الآخرين. كذلك وجدت أنه بالرغم أنها تنام بدون تقطع، لكنها تنام ساعات أقل من ابن عمها. وكنتُ  محبطة قليلاً لأنها لم تزحف مبكرًا مثل ابن صديقتي.

 

وسرعان ما تطورت ملاحظاتي إلى نوع من المنافسة العدوانية والسلبية. وبدأت أقارن ابنتي باستمرار بالأطفال الآخرين المحيطين بنا- من حيث ملابسها، وأكلها، وإلى أي مدى يسيل لعابها. ولم يفوتني شيء. ونفس الإنجازات التي كنتُ أفتخر بها بدأت تزعج أفكاري بدرجة كبيرة، وتحوّل الأمر إلى مقارنات لا تنتهي. ولم أعد منبهرة بطفلتي بشكل طبيعي، بل كان عليّ أن أثبت لماذا تشعرني طفلتي بالانبهار.

أضرار المقارنات

لستُ أول أم/ أو أب يختبر هذه المشاعر. حتى إسحاق ورفقة كانا يقارنان بين ابنيهما التوأم، يعقوب وعيسو. وكان كلٌ منهما يفضل أحدهما عن الآخر- هذه المنافسة أدت بعد ذلك إلى الخداع والخصومة المريرة. نفس الشيء، عندما أصبح ليعقوب أطفال، كان تفضيله ليوسف سببًا وراء غيرة إخوته وكراهيتهم وأكاذبيهم ومؤامرتهم للتخلُّص منه.

المقارنة توقع الطفل ضد طفل آخر، والأب أو الأم ضد الطفل، والأب ضد الأم أو العكس. إذا شاهدتني ابنتي وأنا أقارنها بالآخرين، على الأرجح ستتعلَّم أن تفعل هي نفس الشيء. أشعر بالذعر عندما أفكّر أن ابنتي يمكن أن تتعامل مع الآخرين باحتقار لأنها تظن أنها أفضل منهم. شاهدتُ مراهقين يكبرون ويعيشون حياة مزدوجة، في محاولة مستميتة منهم لتجنب انتقاد أب أو أم لا يستطيعون أن يرضوا توقعاتهما. ورأيت الدمار الذي تحدثه هذه المقارنات البغيضة على الصداقات والعائلات والزيجات.

إله لا يُقارن

أحيانًا أشعر أنني أحارب في معركة خاسرة. وبالرغم أنني أصرخ إلى الله ليخلصني من هذه العادة الكريهة، لكني من حين لآخر أقع في فخ المقارنات. لكن الله ساعدني لأفهم شيئًا يمنحني الأمل: أنا لستُ كاملًا، ولن يصبح أطفالي كاملين أبدًا، لكن المثالي والكامل هو يسوع. الغريب أن هذه المقارنة بين كمال المسيح وضعفي أنا لا يجعلني أشعر بالحزن. وإنما كلما قضيت وقتًا أكثر في التطلع إليه، ازددتُ شبهًا به. أشعر بالأمان لأنه يحبني بالرغم من عيوبي ولأنه لا ينتقدني أبدًا عندما أقصّر في شيء.

ورجائي أنني بينما أنمو أكثر على شبه صورته، أستطيع أن أوصّل هذا الشعور بالأمان لابنتي. أريد أن تستمد قيمتها من المسيح، وليس من مقارنة إنجازاتها بإنجازات شخص آخر. أريد أن تفرح بنفسها وبما لديها، ولا تركز على ما ليس لديها. ليس من السهل أن نقلع عن عاداتنا القديمة، وربما أصارع بقية حياتي مع الميل إلى المقارنات. أحتاج فقط أن أتذكر أن دوري كأم (أو كأب) تتجاوز التنقل مع ابنتي خلال مجموعة من مراحل النضوج. النجاح في التربية لا يأتي من مقارنة إنجازات طفلتي، ولكن بتعريفها بإله لا يُقارن.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2008 Audra Charlebois. Used by permission. 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتيبات السلوكيات ٣