اتصل بنا AskFocus Arabic كتب ومصادر برامج

تليفونيًا، أو بالإيميل،

أو زيارتنا

لما يكون عندك مشكلة

تتعلق بأسرتك

باللغتين العربية والإنجليزية

لكل أفراد العائلة

للزواج، والتربية، والمراهقة،

والرؤية الكونية

       

    

مراحل الامومة

التجاوب مع هذه المشكلات القسم الخامس

لقد أوضح الله عبر الكتاب المقدس، وبالأخص في رسالة أفسس ٢: ١٠ ومزمور ١٣٩، أننا خُلقنا بإعجاز وحب ولهدف. لكن مهمة إبليس هي أن يدمر جوهر هويتنا ويشوه مفاهيمنا، والرسائل المغلوطة التي توصلها ثقافتنا تساعد العدو على أن ينجح في مهمته. في الواقع، في أوقات كثيرة لا يدرك الناس أنهم يدمرون أنفسهم، ويظنون أنهم يسعون وراء ما سيجعلهم يشعرون بالراحة أكثر، وهو ما قد يتضمن إيذاء أنفسهم، أو جعل أناس آخرين يتأسفون أو يحزنون عليهم.

لا نريد لأطفالنا أن يدمروا أنفسهم، بل نريدهم أن يجدوا ما يحتاجون إليه: الانتماء، النجاح في إتقان عمل شيء ما، الشعور بقيمتهم كأولاد لله. بينما نبني أبناءنا، ونصغي لهم، ونساعدهم على اكتشاف المواهب التي أودعها الله فيهم وهدف حياتهم، فإننا نحتاج أيضًا أن نساعدهم على أن يروا بوضوح الأكاذيب التي تنشرها الثقافة المحيطة بهم.

 

 

For Titlesتصحيح الرسائل المغلوطة للثقافة المحيطة

الرسائل التالية المدمرة تتفشى في عالمنا، وتعليم أبنائنا عنها سيساعدهم على اكتساب هُوية سوية.

”الأمر كله يتعلق بالأداء“

يُربى الأطفال اليوم في ثقافة شغلها الشاغل هو الأداء.. الدرجات الجيدة، الميداليات الرياضية، الأوسمة في المسابقات الموسيقية، وشارات تُمنح لأنشطة يربحون فيها.. كل هذا يوّصل للآخرين أنهم ناجحون في الحياة، ويوصل لنا كوالدين أننا نربي أبناءً مثمرين وناجحين. تشجيع أطفالك على النضال ليقدموا أفضل ما لديهم هو حافز هام للاجتهاد واكتساب سمة المثابرة؛ لكن عندما يتم التشديد على التميُّز في الأداء أكثر من التميُّز في الشخصية، فإن مواجهة الضغوط ليقدموا أداءً متميزًا، أو لعجزهم عن ذلك، قد يؤدي بهم إلى سلوكيات مدمرة للذات.

لا فائدة من المكانة المرموقة التي تعطيها ثقافتنا لبعض المهارات -خاصة المواهب الرياضية والغنائية والذكاء العقلي- أكثر من مهارات أخرى. بعض الأطفال لا يقدرون على تقديم أداء جيد في هذه الجوانب؛ ببساطة لأنهم يفتقرون للمهارات البدنية أو الإبداعية أو العقلية التي تُمكنهم من ذلك. والشعار الذي يقول "بمقدورك فعل أي شيء إذا آمنت بنفسك فقط" هو شعار مضلل! رغم أن الرغبة والإرادة يمكن أن يدفعانا لآفاق بعيدة في الحياة، فلا يمكنهما التغلب على بعض النقائص التي توجد لدينا في بعض الجوانب.

إذا كان طفلك يصارع مع سلوكيات مدمرة للذات فيجب، بالإضافة إلى طلب مساعدة طبية ونفسية له، أن تبدأ في تشجيعه على أن يحب نفسه ويحترمها كما خلقها الله وليس لأجل ما أنجزه أو فعله. من النافع أن:

  • ترصد سمات شخصية إيجابية في طفلك وتشير إليها،
  • تحاول إيجاد فرص له ليمارس هذه السمات الشخصية ويساهم في إسعاد الآخرين،
  • تحدد بعض الأقران ومرشدين كبار الذين يمكنهم أن يقدموا نماذج صالحة في تقدير الذات بشكل سوي،
  • تعبّر عن إعجابك بالآخرين عندما تراهم يستخدمون السمات الشخصية والمهارات التي أودعها الله فيهم بطرق تكرم الله وتخدم الآخرين.

 

"الفشل سيئ"

الفشل جزء من الحياة، لدرجة أن معظم الناس لديهم خبرة أكبر مع الفشل عن النجاح في الحياة. فكر في هذا.. الطريق إلى تعلُّم مهارة جديدة تغطيه في كل المرات تقريبًا محاولات فاشلة متعددة على طول الطريق. في الواقع، التجربة والفشل ضروريان عادة للعثور على الإجابة الصحيحة.

أخفق مايكل جوردان، وهو أحد أعظم لاعبي كرة السلة على مر التاريخ، في أن يجعل فريق مدرسته يفوز بالبطولة. وقال إن هذا الفشل رسَّخ بداخله دافعًا قويًا ليحسّن من نفسه. وحتى عندما أصبح لاعبًا محترفًا، كان الفشل جزءًا حتميًا في قصة نجاحه.

قال جوردان ذات مرة: "لقد خسرت أكثر من ٩ آلاف تصويبة على مدار تاريخي الرياضي، وخسرت ما يقرب من ٣٠٠ مباراة، و٢٦ مرة ائتمنوني على تنفيذ تصويبة الفوز وخسرت. لقد فشلت مرارًا وتكرارًا في حياتي.. ولهذا السبب أنا ناجح!" (1)

إن الفشل كثيرًا ما يُصوّر على أنه شيء يجب تجنبه في ثقافة القرن الواحد والعشرين..كما لو كان الفشل في شيء يجعلك فاشلاً كشخص. وللمزيد من وضع الملح على جُرح الفشل، يميل الأقران إلى نعت أصدقائهم بكلمة "فاشل" عندما لا يحققون نجاحًا في بعض الجوانب، ثم ينشرون هذه الإخفاقات على منصات التواصل الاجتماعي. وهذا يترك الشخص الذي أخفق شاعرًا بالوحدة، واليأس، وفي حاجة إلى التعزية التي قد يجدها في أحد السلوكيات المدمرة للذات. بمقدورك أن تشجّع أبناءك على قبول الفشل كجزء من الحياة عندما:

  • تصف الفشل على أنه خطوة ضرورية على طريق النجاح.
  • تشارك بالدروس التي تعلمتها من تجربة الفشل.
  • تتحدث مع أطفالك بعد تجربة فشلهم، وتساعدهم على تحديد ما تعلموه منها.
  • تساعد أبنائك على تحديد الأشياء التي تمهد لفشلهم.
  • وتعلمهم كيف يتعاملون مع الفشل بنجاح، ويتعلمون منه، ويتقدمون إلى الأمام بثقة.

 

”أستحق أن أكون سعيدًا“

الإعلانات والثقافة المحيطة بشكل عام تقدم رسالة مفادها أننا "نستحق" أن نكون سعداء. هذه الرسالة المغلوطة تبطل الشعور بالامتنان، الذي يمثل ترياقًا لسم الاكتئاب.. لا شيء يجب أن يُستحق. في الواقع السعادة تأتي من خلال العلاقات القوية والحميمية، ومن التفاؤل، ومن اتخاذ قرارات سوية، ومن التفكير الرزين.

لذلك فإن رسالة "أنا أستحق كذا وكذا" تجعل الأبناء يبحثون عن السعادة في المخدرات، والجنس، والمخاطرة، والمال، وأشياء أخرى كثيرة. يعرفنا الله ببعض الإرشادات عن القناعة والرضا من خلال كلمته، ويخبرنا في فيلبي ٤: ٨ فيما يجب أن نفكر فيه ليرتاح تفكيرنا من القلق. كذلك يخبرنا أن الله يقترب من المتواضعين، ويروي العطاش، ويقوي الضعفاء. كما يتفق العلم مع الكتاب المقدس على أن الامتنان، بدلاً من الشكوى والتذمر، يجلب شعورًا بالرضا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالسعادة.

 

 

”المخدرات، الكحوليات، الجنس ، والمال يسددون احتياجاتي“

الحقيقة تقول إن المخدرات، الكحوليات، الجنس، والمال يقدمون حلاً مؤقتًا، ومشاعر ارتياح لا تدوم إلا لحظات. الاعتماد على هذه الأمور لتسديد احتياجاتنا يشبه شرب الصودا أثناء التسلق في الصحراء -شراب به كمية كبيرة من السكر طعمه حلو في البداية، لكنه سيتركك أكثر عطشًا وجفافًا.

السعي وراء المال، والمخدرات، والكحوليات، والجنس خارج الزواج سيتركك بالمثل في راحة مؤقتة ستفكك نفسك وتصيبها بالجفاف بمرور الوقت. أمخاخنا تميل إلى الانجذاب نحو الطريق السهل للشعور باللذة، لكنها تنتفع كثيرًا من ضبط النفس والتحفيز إلى السعي وراء هدف أعلى وأكثر إشباعًا على المدى البعيد. تعلُّم التعامل مع الوجع، وخيبة الأمل، والخسارة، والعلاقات، والفشل، والشعور بالوحدة يحتاج إلى جهد، لكنه يستحق هذا على المدى البعيد.

 

For Titlesالتحرك نحو التعافي

أنواع الإدمانات، واضطرابات الشهية، وإيذاء النفس، في جوهرها وسائل للتعبير عن الألم النفسي ومحاولة التأقلم معه. عندما نتعرض لإصابة جسدية أو مرض يمكن للمحيطين بنا أن يروا أدلة على ألمنا في صورة نزيف أو كسر في العظام، على سبيل المثال، وهذه الأدلة تدفعهم للمجيء لمعونتنا. لكن عندما نختبر جُرحًا عاطفيًا مثل الحزن على فراق أحد الأحباء أو الإذلال بسبب التنمر، فمن الصعب على الآخرين أن يروا ألمنا. ومن الصعب علينا أن نتواصل مع الألم؛ لأننا نشعر به لكننا لا نستطيع أن نراه. تقطيع الجلد، وتناول الكحوليات والمخدرات، واستثارة القيء ذاتيًا، كلها طرق لإخراج الوجع الداخلي والتعبير عنه خارجيًا.

ولأن السلوكيات المدمرة للذات كثيرًا ما تمثل محاولة للتعبير عن الألم حتى يشعر به الآخرون، ولإيجاد بعض الارتياح من هذا الألم، نحتاج أن نساعد أبنائنا على إيجاد طرق سوية أكثر للتعبير عن الألم ولتخفيف جروحهم الداخلية. فيما يلي أربع خطوات للبدء في هذا:

أصغِ. الإصغاء هو الخطوة الأولى في التواصل. يمكنك أن تسمع وتصغي بالفعل لما يشعر به طفلك حين:

  • تعد مكانًا لتسمع فيه طفلك يكون خاليًا من كل عوامل التشتيت،
  • تطلب من طفلك أن يخبرك بماذا يشعر بالضبط، وتطمئنه أنه لن توجد تبعات سلبية مترتبة على صراحته،
  • تسمح له بالتعبير عن مشاعره بدون مقاطعته،
  • تمتنع عن تصحيح معلوماته غير الدقيقة،
  • تعيد ما سمعته منه بدون إضافة آرائك الخاصة،
  • تدوّن ما يقوله بحيث تستوعبه كله (إذا ساعدك هذا على التذكُّر والتركيز)،
  • تضع نفسك مكانه، وتُظهر تعاطفًا حقيقيًا وشفقة تجاه ما يحدث في حياته.

إذا كان طفلك يقدّر اللمس، أعطه حضنًا أو أمسك يده.. في بعض الأحيان يريد الأطفال أن نحتضنهم قليلاً بدون أي كلمات. إنهم يريدون الطمأنينة من حضورك، تمامًا مثلما نحب أن نطمئن بوجود أبينا السماوي عندما تنهار الأمور من حولنا.

شارك. تحدَّث بصراحة مع طفلك عن خبراتك الخاصة مع الألم العاطفي والنفسي. تعاطف مع الشعور بالوحدة والارتباك، وأخبر طفلك عن الأوقات التي تعاملت فيها مع جروحك الداخلية بطرق سوية وغير سوية. لا تحتاج أن تدخل في تفاصيل كثيرة، لكن شارك حقيقة أن حياتك لم تكن كاملة طوال الوقت أبدًا.

اصنع قائمة من الخيارات. اعمل مع أطفالك على وضع قائمة بالأنشطة السوية التي يمكنكم ممارستها في أوقات الضغوط واختبار المشاعر السلبية. قدّم اقتراحات مثل تدوين الخواطر، أو الرسم، أو أشكال من التعبير الفني، وأنشطة التمارين البدنية، والغناء، أو الإصغاء للموسيقى. وبدلاً من كتمان مشاعرهم لدرجة أنها تخرج بطريقة غير سوية، ساعد أطفالك على إيجاد طرق مقبولة ليضعوا هذه المشاعر في أنشطة غير هدامة. أنت تريد في النهاية من أبنائك أن يكونوا قادرين على التعبير لفظيًا من مشاعرهم، لكن في نفس الوقت ابحث عن بعض الخيارات التي لا تحتاج إلى الكلام.

ابحث عن دعم خارجي. إن طلب الدعم من الأصدقاء وأفراد العائلة والخدام والمتخصصين في الرعاية الصحية سيساعد في التعافي من السلوكيات المدمرة للذات. الدعم الاجتماعي مهم جدًا لتوفير وسادة فاصلة بين الطفل والأمور التي تسبب الجروح في هذا العالم، والدعم المتخصص ضروري لتساعد طفلك على تعلم التأقلم مع الألم بطرق سوية. ولأن السلوكيات المدمرة للذات يمكن أن تؤدي إلى الموت، سيحتاج ابنك/ ابنتك إلى مساعدة طبية ونفسية متخصصة.

 

أسئلة الجزء الخامس للنقاش

  1. هل شعرت مرة باليأس وفكرت في وسيلة سهلة للهروب؟
  2. هل تعتقد أنه سبق لأطفالك أو أصدقائهم الشعور باليأس؟ كيف يمكنك أن تعرف هذا؟
  3. هل عرفت من قبل طفلاً رائعًا ناجحًا ويحصل على الدرجات النهائية ولكن لايزال يصارع عاطفيًا أو يجد صعوبة في التعامل مع مشاعر اليأس؟ هل كان هذا الشخص يريد أن يؤذي نفسه؟
  4. في رأيك، ما مقدار الضغوط التي تعتقد أن الأطفال يشعرون بها في هذه الأيام ليقدموا أداءً متميزًا أو يتصرفوا بمثالية؟
  5. كيف تساهم الكنيسة أحيانًا بدون تعمد في شعور الأطفال باليأس؟
  6. ما مقدار الضغط، في رأيك، الذي يشعر به أطفالك ليقدموا أداءً متميزًا أو يتصرفوا بمثالية؟
  7. من أين يأتي الاحتياج للأداء المثالي؟
  8. هل ذكر لك ابنك/ ابنتك ذات مرة أفكارًا انتحارية؟ ماذا كنت ستفعل إذا ذكر ذلك؟
  9. كيف أثرت نشأتك وخبرات طفولتك على آرائك المتعلقة بالأكل وتناول الكحوليات؟
  10. كيف يمكن أن تؤثر آراؤك إيجابيًا أو سلبيًا على آراء طفلك؟

 


1.Courtney Connley, “Michael Jordan, Serena Williams and Peyton Manning agree this is the secret to a winning career,” CNBC, July 7, 2017, https://www.cnbc.com/2017/07/06/top-athletes-agree-that-this-is-the-secret-to-a-winning-career.html (accessed August 9, 2018).

 


 

القسم الخامس: المشكلات السلوكية والانتحار

For Titlesالفصل الأول: تعاطي المخدرات والكحوليات

For Titlesالفصل الثاني: اضطرابات الشهية

For Titlesالفصل الثالث: إيذاء وتجريح النفس

For Titlesالفصل الرابع: التجاوب مع هذه المشكلات

 

 


 

القسم السادس التعامل مع قضية الانتحار

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used under license.