اتصل بنا AskFocus Arabic كتب ومصادر برامج

تليفونيًا، أو بالإيميل،

أو زيارتنا

لما يكون عندك مشكلة

تتعلق بأسرتك

باللغتين العربية والإنجليزية

لكل أفراد العائلة

للزواج، والتربية، والمراهقة،

والرؤية الكونية

       

    

مراحل الامومة

 التجاوب مع ازمة انتحار

من الأفضل دائمًا أن تكون مستعدًا، حتى بالنسبة لأزمة غير متخيَّلة مثل الانتحار. أول شيء يجب فعله هو عمل خطة تدخُّل لهذه الأزمة العائلية. فيما يلي اقتراحاتنا عن كيفية صياغة هذه الخطة:

حدد الملائكة الحارسين. ابدأ بتحديد مجموعة من الأشخاص الداعمين والذين يتمتعون بالثقة من خارج العائلة، والذين يمكنك أنت وأطفالك اللجوء إليهم وقت الأزمة. اسأل كل واحد من أفراد الأسرة أن يختار شخصًا من هذه المجموعة ليكون "ملاكه الحارس".

إذا كان هؤلاء الأشخاص مستعدين لخدمة أسرتك في هذا الجانب، اطبع بياناتهم الشخصية على بطاقات من الورق (يمكن تغليفها بالبلاستيك). ودع كل فرد يحمل بطاقة "الملاك الحارس" الخاص به في محفظته أو حقيبة اليد. ثبت هذه البطاقات على الثلاجة. أخبر أطفالك: "في حالة احتجتم الحديث مع أحد، ولا تستطيع التحدث إلينا، اتصل بملاكك الحارس، واجعله يعرف ماذا يجري معك."

ناقش إدارة الضغوط. تحدث مع أطفالك عن أهمية إدارة الضغوط. يمكن للمراهقين أن يجدوا صعوبة في قراءة مشاعرهم، ناهيك عن التحكم في التقلبات النفسية لديهم. يمكنك أن تساعدهم بطرح الأسئلة التالية:

  • كيف تعرف أنك تحت ضغط؟ وكيف تبدو حالتك آنذاك؟
  • ما هي الخطوات التي تتخذها في المعتاد حتى تتحكم في الضغوط الواقعة عليك؟
  • ماذا باستطاعة مَنْ حولك أن يفعلوا ليساعدوك على إدارة الضغوط الواقعة عليك؟
  • كيف سنعرف إذا كنت غير قادر على إدارة ضغوطك بنجاح؟
  • هل فكرت من قبل في الانتحار؟ (التحدث عن هذه الإمكانية ينزع عن الموضوع قوته وغموضه.)
  • إذا كنت تشعر بالفعل بالرغبة في الانتحار، فكيف تُعرفنا بأنك تصارع؟ كيف نقدر أن نعرف أنك في أمان أو لا؟
  • إذا شعرت بالإحباط أو عدم الثقة بالنفس، فهل أنت مستعد للتحدث مع أحد المشيرين؟

استخدم التمثيل. استعد للوقت الطارئ بأن تجمع كل الأسرة معًا لتحفظوا خطة العمل التي وضعتها. تبادلوا الأدوار في تمثيل دور الشخص الذي يتعرض لأفكار انتحارية، والآخر الذي يريد مساعدته. دع كل شخص يجيب عن الأسئلة التالية أثناء التمثيل:

  • كيف تعبّر عن مشاعرك الانتحارية؟ ماذا ستقول بالضبط لتعبّر عن هذه المشاعر للشخص الآخر؟
  • كيف ستبدو الاستجابة الداعمة والمتعاطفة؟
  • كيف تساعد الشخص الذي لديه أفكار انتحارية؟
  • هل يوجد أي شخص آخر يمكنه تقديم المساعدة؟ مَنْ سيكون هذا الشخص؟

بينما تجتاز هذه الخطوات، استخدم طريقة SLAP لتقيم مستوى الخطر (انظر فصل علامات توحي بتفكير الشخص في الانتحار). من الجيد أن تعود مرة أخرى لتحفظوا خطة التدخل العائلي في الأزمات كل ٣ إلى ٦ أشهر تقريبًا.

 

 

 

For Titlesالتجاوب مع محاولة انتحارية

ماذا لو حاول ابنك المراهق أو أحد أفراد عائلتك الانتحار بالفعل؟ مرة أخرى، من الأفضل أن يكون لديك استراتيـﭼية تنفذها قبل أن تظهر الأزمة. من الطبيعي أن يتعلق انشغالك الأول هو الاهتمام بالاحتياجات الطبية والجسدية العاجلة. إذا كان من الضروري اتصل بالإسعاف، أو أحضر هذا الشاب/ الشابة إلى المستشفى أو مركز طبي في أسرع وقت ممكن.

بعد معالجة المشكلات الصحية، لا غنى عن الحصول على تقييم رسمي على يد أحد المتخصصين من الأطباء النفسيين الأكفاء. ما ستفعله من هذه النقطة فصاعدًا سيعتمد على عدد من العوامل. قد ينصح المتخصصون بخطة علاجية لابنك/ ابنتك تتراوح من تلقي المشورة في عيادة خارجية إلى علاج كامل داخل مستشفى للأمراض النفسية. بغض النظر عن الأسلوب، كُن متواجدًا ومبادرًا في تفاعلاتك مع مقدمي الرعاية. لا تنتظر من الناس أن يتصلوا بك، بل خُذ زمام المبادرة واتصل أنت بهم، واطرح أسئلة عن العلاج والتقدُّم.

نحن نعلم أن أي فعل نحو الانتحار يمثل صرخة مستميتة طلبًا للعون؛ لذا يجب أن تنظر لأي فعل متعمد لإيذاء الذات من جانب الطفل أو المراهق بجدية شديدة. لا يهم إذا كان الفعل مخططًا له أو وليد اللحظة، أو إذا تأذى الطفل أو لا.. في كل الأحوال هذا الفعل لا يزال يمثل صرخة من أجل المساعدة.

من المهم أن تفعل أي شيء في استطاعتك لتحافظ على علاقة قوية مع الشخص صاحب الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.. صلِّ من أجله، وقدِّم له حبًا ثابتًا غير مشروط. تفهّم أن طريق العودة إلى الصحة سيكون طويلاً على الأرجح، ومن غير الواقعي أن تبحث عن حلول سريعة أو جاهزة. وبرغم شعورك بالذنب أو بالحزن في ظل هذه الظروف المروعة، فهذا ليس وقتًا لإظهار الشعور بالصدمة أو خيبة الأمل (مثل "كيف أمكنك أن تفعل هذا؟")، بل مهمتك في هذه اللحظة أن تقترب من ابنك/ ابنتك وتساعده في حمل عبء أوجاعه.

 

 

 

 

For Titlesاعتنِ بنفسك

بينما ترتب وتشرف على العلاج الضروري لابنك/ ابنتك، اتخذ إجراءات للتحكم في وجعك وجُرحك. اعتنِ جيدًا بنفسك بحيث تستطيع أن تبقى بصحة جيدة وقويًا بما يكفي لتدعم طفلك وتهتم باحتياجاته. احصل على مساعدة من أحد الخدام، أو المرشدين، أو المشيرين المتخصصين. احرص على أن تأكل بشكل جيد، وتحصل على قدر كافٍ من النوم والراحة والتمارين الرياضية. هذا جانب حقيقي جدًا وخطير من الموقف الذي تواجهه.

لا تندهش إذا انهال عليك طوفان من الأسئلة التي تبدأ بسؤال "لماذا يارب؟" ستسأل نفسك فيمَ أخطأت، وكيف لم تنتبه إلى العلامات التي كانت تشير باقتراب الماسأة، وستصارع مع مشاعر الخزي والذنب واليأس. الآباء والأمهات في مكانك يميلون إلى لوم أنفسهم.كُن واعيًا بهذه المخاطر، وابذل جُهدًا متعمدًا لتفاديها. جزء كبير من اجتياز الأزمة يعتمد على قدرتك على البقاء هادئًا، ولطيفًا، ومتزنًا، ومتاحًا لتقديم العون عند الاحتياج.

ماذا لو توفي ابنك المراهق أو أحد أفراد عائلتك بالانتحار؟ الكلمات لا تكفي للتعبير ولا تفي وصف الخسارة، والحزن، ومقدار المشاعر والوجع الذي تشعر بها. ولا توجد كلمات يمكن أن تسترد طفلك. من فضلك أصغِ جيدًا لما نقوله لك الآن: "لا تَلُم نفسك!" أنت لم تجعل ابنك أو ابنتك يختار الانتحار، وأي مشاعر ستشعر بها الآن هي مشاعر طبيعية -سواء كانت غضبًا، أو قلقًا، أو ارتباكًا، أو أسفًا، أو إحراجًا، أو خيانة، أو أي شيء آخر. من الطبيعي أن تشعر بمشاعر متعددة ومختلطة في نفس الوقت وفي تتابع سريع.

بقدر ما تستطيع، تحدث إلى أحد أفراد العائلة الموثوق بهم، أو إلى صديق، أو خادم، أو أحد المشيرين.. تحدَّث عن المشاعر التي تختبرها، تحدَّث عن الذكريات التي لديك عن ابنك/ ابنتك، تحدَّث عن الارتباك أو التشويش في تفكيرك، تحدَّث عن أسئلة "لماذا يارب؟" إذا خطرت ببالك. فكر في الانضمام إلى مجموعة دعم للتعافي من الحزن عندما تكون مستعدًا لذلك -على الأقل لفترة من الوقت. واحرص على أن تحصل على استراحة من الحزن والبكاء من وقت لآخر لتقوم بالأمور الحياتية الاعتيادية، حتى إن شعرت في البداية أن أداء الأمور الاعتيادية له طابع روتيني ممل وأنت غير مهتم.

الحياة لن تعود كما كانت أبدًا، لكن سيحدث، في وقته، نوع من الروتين الجديد. ستستقر الحياة، وستجد التوازن من جديد. قد يبدو الأمر مستحيلاً في البداية، لكن عائلتك ستنجح في اجتياز رحلة الحزن.

 

 

For Titlesاعتنِ بعائلتك

من الواضح أن تركيزك سيكون على طفلك الذي حاول الانتحار، ولابد أن تعتني باحتياجاتك الخاصة أيضًا، لكن لابد أن تراعي أيضًا الاعتناء بتسديد احتياجات بقية عائلتك أيضًا. ليس عليك أن تفعل كل هذا بنفسك، فقط احرص على أن يحصل كل أفراد عائلتك على الاهتمام والمساعدة التي يحتاجونها.

من الشائع أن يظل أطفالك صامتين؛ ظنًا منهم أن صمتهم لن يعقد الأمور. الأطفال يلاحظون الأمور جدًا، وهم يعرفون أنك تركز على أخيهم، وأنك محاط بمهام كثيرة جدًا. لن يريدوا إزعاجك بمشاعرهم، ومخاوفهم، ووجعهم، وغضبهم من أخيهم، وهكذا. لذا اقضِ بعض الوقت في متابعة كل واحد من أبنائك، حتى وإن بدوا في أحسن حال. اطلب من أحد الأقارب أو أحد المعلمين أو خدام الشباب أن يتابع أطفالك أيضًا.

الانتحار يتضمن أكثر من مجرد التهديد لحياة شخص واحد، بل يخلق تأثيرًا متسعًا يمس أشخاصًا كثيرين جدًا: من العائلة الكبيرة، والأصدقاء، والمعارف، ومجتمعات بأكملها. احتفظ بهذه الصورة الأكبر في ذهنك بينما تواجه المشكلة مع أطفالك وتهتم باحتياجاتهم العاطفية والنفسية.

 

 

For Titlesتقديم الدعم لشخص آخر

إذا أصابت مشكلة الانتحار أحد أصدقائك أو أقاربك، فكّر في الاقتراحات التالية بينما تحاول تقديم يد العون له في محبة ورعاية:

إذا كان أحد لديه صديق أو أحد أفراد العائلة يفكّر في الانتحار: ساعد الأشخاص المحيطين بهذا الموقف أن يتفهموا أن هناك الكثير مما يستطيعون فعله لمساعدة الشخص الذي يهتمون بأمره. شارك بطريقة SLAP معهم، وشجعهم على التفكير في خطة عاجلة للتدخل للتعامل مع الموقف. لا تدعهم يهونون من الموقف، وفي المقابل شجعهم على التحدث بانفتاح وأمانة مع هذا الشخص الذي يفكّر في الانتحار. وإذا كان هذا الشخص طفلاً أو مراهقًا، من المهم أن تبقى على علم بالمشكلات التي يواجهها في المدرسة أو حياته الاجتماعية- المشكلات التي تتعلق بالعزلة، ضغط الأقران، أو التنمر. هناك ٣ رسائل بسيطة تحتاج أن توصلها لأي أحد يفكّر جديًا في الانتحار:

  • نحن نهتم بك.
  • أنت مهم.
  • هلم نحصل على مساعدة.

وعندما تسأله: "متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالرغبة في الانتحار؟" سيساعده هذا على إدراك أن الحياة لم تبدُ دائمًا بائسة مثلما تبدو الآن.

إذا كان أحد لديه صديق أو أحد أفراد العائلة قد حاول الانتحار بالفعل. أصدقاء وأقرباء الأشخاص الذين ألحقوا الأذى بأنفسهم يميلون إلى إلقاء اللوم على أنفسهم، ويحتاجون إلى التأكيد عليهم بأن ما حدث ليس مسؤوليتهم. أحيانًا يترددون في طلب المساعدة؛ لأنهم يخافون من رأي الناس فيهم.. افعل ما باستطاعتك لتساعدهم على تخطي هذا الحاجز. تذكر أنهم على الأرجح يختبرون الكثير من القلق والغضب، وكذلك الشعور باهتزاز الثقة. اجعلهم يعرفون أن هذه المشاعر طبيعية في هذه الحالة. في نفس الوقت، شجّع كل المهتمين بالبقاء على تواصل ومشاركة مع هذا الشخص الذي حاول الانتحار. كن متعمدًا أن تتعامل معه/ معها كشخص، وليس كمشكلة تحتاج إلى حل.

إذا كان أحد لديه صديق أو أحد أفراد العائلة قد تُوفي بالانتحار. بالطبع هذا أصعب السيناريوهات المحتملة. إليك ما ستحتاج إلى توصيله إلى مَنْ هم في هذا الموقف:

  • هذا ليس خطأك.. لا أحد يستطيع أن يتنبأ أو يتحكم في أفكار وأفعال شخص آخر.
  • مشاعر الغضب، والقلق، والارتباك، والفشل، والخيانة التي تشعر بها هي مشاعر طبيعية؛ لكن يمكنك أن تتغلب عليها إذا كنت مستعدًا للتحدث عنها بانفتاح.
  • ربما لا تستطيع تصديق الأمر حاليًا، لكنك ستتجاوز الأمر. نحن هنا بجوارك لندعمك ونساعدك.

في مرحلة ما ربما تريد أن تشجع هذا الشخص على زيارة أحد المعالجين الذي يستطيع تقديم الدعم له خلال هذا الوقت العصيب.

 

 

For Titlesابقَ منفتحًا

إذا كنت تصارع أنت، أو عائلتك، أو أي أحد من دائرة أصدقائك ومعارفك، مع مأساة الانتحار، تذكر أن تجعل خطوط التواصل مفتوحة. من السهل أن تنسحب، أو تنغلق في الصمت، عندما يحدث هذا الشيء المروع لعائلتك.. من فضلك قاوم هذا الميل بكل ما أوتيت من قوة وكل ما تستطيع أن تستجمع من طاقة. من المهم جدًا أن تتحدث عن مشاعرك، واسمح لنفسك أن تعبّر عن حزنك وخسارتك بانفتاح. يجب أن يحدث هذا في أي وقت تفقد أحد الأحباء، لكن هذا أمر هام بشكل خاص -وصعب أيضًا في تحقيقه- في حالة الانتحار.

 


القسم السادس: التعامل مع قضية الانتحار

For Titlesالفصل الأول: إحصائيات الانتحار

For Titlesالفصل الثاني: علامات توحي بتفكير الشخص في الانتحار

For Titlesالفصل الثالث: التحدث بصراحة عن الانتحار

For Titlesالفصل الرابع: التجاوب مع أزمة الانتحار

For Titlesالفصل الخامس: الاحتفاظ بالأمل حيًا

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used under license.