اتصل بنا AskFocus Arabic كتب ومصادر برامج

تليفونيًا، أو بالإيميل،

أو زيارتنا

لما يكون عندك مشكلة

تتعلق بأسرتك

باللغتين العربية والإنجليزية

لكل أفراد العائلة

للزواج، والتربية، والمراهقة،

والرؤية الكونية

       

    

مراحل الامومة

 

ماذا عن العلاج بالادوية

 

بالنسبة لطفلك أو لابنك/ ابنتك المراهق الذي يعاني من أزمة نفسية أو عاطفية، فالعلاج قد يعني الفرق بين الحياة الطبيعية ومحدودية القدرة على تأدية المهام. في الحالات الشديدة، قد يعني العلاج الفرق بين الحياة والموت.

الحالات الخطيرة التي ناقشناها (الاضطراب الاكتئابي الكبير، اضطرابات القلق، اضطراب الوسواس القهري، اضطراب ما بعد الصدمة، الاضطراب ثنائي القطب) كلها تحتاج إلى علاج. بالنسبة لبعض الحالات، قد يتضمن هذا أشكالاً متعددة من العلاج النفسي أو العلاج بالتحدث (talk therapy). لكن في أحيان أخرى لا يكفي العلاج بالتحدث، ويمكن اللجوء إلى استخدام الأدوية أيضًا.

قد توصف الأدوية كإجراء علاجي أولي؛ في أحيان أخرى تُستخدم الأدوية ببساطة كوسيلة لمساعدة طفلك للوصول إلى حالة نفسية وعاطفية يستطيع فيها أن يستجيب للعلاج النفسي على أفضل وجه. قد ينصح طبيبك أو الإخصائي النفسي بالعلاج بالتحدث، أو الأدوية، أو كليهما، مع ضبط خطة العلاج بحيث تتناسب مع حالة طفلك من أجل الوصول إلى أفضل النتائج.

 

For Titlesمَنْ الذي يصف الأدوية النفسية؟

أطباء الرعاية الأولية مثل طبيب العائلة أو الممارس العام أو طبيب الأطفال يصفون أحيانًا أدوية العلاج النفسي. ولأن هؤلاء الأطباء يتعاملون مع مجموعة متنوعة واسعة من المشكلات الصحية، فإنهم يتعرضون ويواجهون مشكلات الصحة النفسية بشكل منتظم.

ورغم أن طبيب الرعاية الأولية يتعامل مع عدد كبير من المشكلات الصحية (أغلبها بدنية)، فإن الطبيب النفسي يركز بشكل خاص على تشخيص وعلاج المشكلات النفسية. قد يقترح الممارس العام علاجًا أوليًا جيدًا يناسب بعض المشكلات النفسية، لكن بعض الحالات مثل الاضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب في حالاته الحادة، هي حالات معقدة لدرجة تجعلها تحتاج عناية متخصصة من طبيب نفسي متخصص.

الأطفال والمراهقون المصابون بحالات نفسية كثيرًا ما تظهر لديهم أعراض مختلفة عن الكبار المصابين بنفس الحالات، وقد يستجيبون لبعض الأدوية بشكل مختلف عن الكبار. الأطباء النفسيون الذين يتعاملون مع الأطفال والمراهقين لديهم تدريب أكثر تخصصًا في الرعاية النفسية للأطفال.

بالإضافة إلى الأطباء، هناك عدد من الإخصائيين في الرعاية الصحية قادرون على وصف الأدوية النفسية للحالات الأقل تعقيدًا، مثل بعض الإخصائيين والمعالجين النفسيين.

 

 

For Titlesاختيار الأدوية المناسبة

عندما يتعلق الأمر بوصف أدوية الحالات النفسية، لا توجد خطة علاجية واحدة تناسب الجميع؛ فما يناسب أحد الأطفال المصابين بالاكتئاب قد لا يأتي بأي تأثير إيجابي مع طفل آخر. إذا لم يستجب طفلك بشكل جيد لدواء بعينه، سيجرب الطبيب خيارات أخرى حتى يصل إلى الدواء المناسب. قد يختار الطبيب المتخصص دواءً ما بناءً على أنه حقق نتائج جيدة مع طفلك أو مع أحد أفراد عائلتك في الماضي. وبالإضافة إلى فاعلية الدواء، سيحدد الطبيب قراره بناءً على الأعراض الجانبية المحتملة ومعايير الأمان. وبرغم من وضع التكلفة المادية في الحسبان، فإنها لن تلعب دورًا أساسيًا في اتخاذ هذا القرار. في النهاية، الدواء الرخيص الذي لا يحقق نتيجة إيجابية أو يكون أقل أمانًا سيخرجه الطبيب من حسبانه تمامًا.

ليست كل الأدوية النفسية مقررة من المنظمة الأمريكية للغذاء والدواء (FDA) لاستعمالها على الأطفال والمراهقين، ومع ذلك قد يصف طبيبك أحد هذه الأدوية. بعض الأدوية النفيسة قد يكون مسموحًا باستخدامها على الكبار وغير مسموح باستخدامها على الأطفال. هذا لا يعني أن الدواء غير فعّال أو غير آمن على الأطفال، لكن بسبب غياب التجارب الإكلينيكية الكافية التي تؤكد فاعليته أو استخدامه الأمن، أو ببساطة لأن الشركة المصنعة للعقار لم تسعَ للحصول على موافقة الــ FDA على استخدامه مع الأطفال.

قد يحتاج الدواء بضعة أيام إلى عدة أشهر ليبدأ تأثيره، وذلك بناءً على الدواء نفسه أو الحالة التي يُوصف لعلاجها. تحدث مع طبيب طفلك إذا كنت منشغلاً بمتى سيبدأ الدواء في التأثير، وقاوم رغبتك في أن يتوقف طفلك عن العلاج لمجرد أنك لم تلاحظ أي تأثير له سريعًا.

 

 

For Titlesالأدوية المستخدمة للحالات الشائعة

الاكتئاب

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) شكلاً من أشكال العلاج بالتحدث الذي قد يكون نافعًا لطفلك المصاب بالاكتئاب. يركز العلاج المعرفي السلوكي على تعديل المشاعر المختلة وطرق التفكير السلبية عن طريق اكتساب طرق أكثر إيجابية للتفكير والسلوك. ولأن بعض حالات الاكتئاب قد تقاوم العلاج النفسي، قد يصف طبيب طفلك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب.

يصاحب الاكتئاب إفراز بعض المواد الكيميائية في المخ التي تُسمى الموصلات العصبية. ومضادات الاكتئاب نافعة في هذه الحالة لأنها تؤثر على مستويات هذه الموصلات العصبية، وخاصة السيروتونين، والنورإبينفرين، والدوبامين.

 

اضطرابات القلق

هناك عدة أنواع من اضطرابات القلق، من بينها اضطراب القلق العام، اضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، وبعض أنواع الرُّهاب (الفوبيا). كل حالة من الحالات السابقة قد تشكل تجربة منهكة للغاية لطفلك.

العلاج النفسي قد يكون نافعًا في اضطرابات القلق. ورغم أن العلاج بالتحدث قد يكون كافيًا للكثيرين، إلا أنه قد تستخدم الأدوية في علاج اضطرابات القلق. مجموعة أدوية SSRIs (أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية) هي الأدوية التي تُعطى في هذه الحالات، بالإضافة إلى مجموعة أدوية SNRIs (أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية) مثل دواء دولوكستين (سيمبالتا).

مجموعة البينزوديازبين تمثل فئة علاجية أخرى كثيرًا ما توصف لعلاج اضطرابات القلق. وهي نافعة للعلاج قصير المدى لحالات القلق، لكنها عادة ما تُستخدم لفترات زمنية أطول. الاستخدام لفترة طويلة لا يُفضل بشكل عام؛ لأنه قد يؤدي إلى اعتمادية جسمانية وأعراض انسحابية عنيفة.

 

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

لا تمثل الأدوية الخيار الأول في علاج اضطراب ما بعد الصدمة. من طرق العلاج الأولية المفضلة دائمًا: المشورة النفسية التي تستخدم العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وإزالة تحسس وإعادة معالجة حركة العين (EMDR)، والعلاج باللعب للأطفال. بعض أدوية SSRIs تم إقرارها لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة مع الكبار، ولكن ليس من بين هذه الأدوية ما تم إقراره بعد لعلاج هذا الاضطراب لدى الأطفال.

لكن الطبيب المتخصص قد ينصح بتجربة أحد أدوية SSRIs لبعض الاضطرابات المزاجية والسلوكية التي يسببها اضطراب ما بعد الصدمة. بالمثل، دواء برازوسين (مينيبرس) قد يوصف ليساعد في علاج الكوابيس المتعلقة باضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات النوم.

 

اضطراب الوسواس القهري (OCD)

عادة ما يتضمن علاج هذا الاضطراب أساليب العلاج المعرفي السلوكي، وقد يُنصح ببعض الأدوية أيضًا. قد تتضمن الخطة العلاجية أحد أدوية SSRIs، وأحيانًا مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات مثل كلوميبرامين (أنافرانيل).

 

الاضطراب ثنائي القطب

الأدوية تمثل جزءًا لا غنى عنه في علاج الاضطراب ثنائي القطب، وقد يتضمن استخدام الأدوية التي تعالج التقلبات المزاجية. فئة أخرى من الأدوية تعرف بـــ "مضادات الذهان غير التقليدية" (atypical antipsychotics) قد تُستخدم في علاج الاضطراب ثنائي القطب.

 

 

For Titlesتصنيفات دوائية

التصنيفات الدوائية الآتية تُستخدم لعلاج مشكلات الصحة النفسية:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): هذه الأدوية تعمل على إتاحة المزيد من السيروتونين في خلايا المخ، وهو ما يخفف من الاكتئاب. من بين هذه المثبطات: الفلوكستين (بروزاك)، والسيرترالين (زولوفت)، وإسيتالوبرام (ليكسا برو)، وسيتالورام (سيليكسا). هذه المجموعة الدوائية من أكثر الأدوية التي قد يصفها الطبيب.
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (SNRIs): هذه الأدوية تزيد من مستوى السيروتونين والنورإبينفرين، ومنها الدولوكستين (سيمبالتا)، وﭬينلافكسين (إفيكسور إكس آر).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: هذه فئة قديمة من أدوية الاكتئاب. وهذه المجموعة بشكل عام لها آثار جانبية أكثر من الأدوية الأحدث، وعادة لا توصف إلا إذا ثبتت عدم فاعلية أدوية الاكتئاب الأخرى. هذه الأدوية تتضمن إيميبرامين (توفرانيل)، ونورتريبتلين (ﭘاميلور)، وكلوميبرامين (أنافرانيل)، وأميتريبتلين (إيلاﭬيل)، وديسيبرامين (نوربرامين).
  • مثبطات إنزيم المونوأمين أوكسيديز (MAOIs): هناك مجموعة دوائية أخرى قديمة لمضادات الاكتئاب، وقد يكون لها أعراض جانبية خطيرة، ولذلك لا يُنصح بها إلا عندما فشل الأدوية الأخرى. هذه المجموعة تتضمن أيزوكاربوكسازيد (مارپلان)، وفينيلزين (نارديل)، وترانيل سبرومين (بارنيت). لأن هذه المجموعة تتضمن آثارًا خطيرة عندما تؤخذ مع بعض الأطعمة أو الأدوية، فإن مَنْ يستخدمها لابد أن يلتزم بنظام غذائي صارم وتجنُّب بعض الأدوية الأخرى.
  • مجموعة البنزوديازبين: وهي تتضمن ألبرازولام (زانكس): ولورازيبام (أتيـﭬان)، وكلونازيبام (كلونوبين)، وديازيبام (ﭬاليام). ولأن استخدم هذه الأدوية لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى الاعتمادية، يجب ألا يتوقف المريض عنها فجأة، ويجب أن يحدث إيقافها تحت إشراف الطبيب.
  • مثبتات الحالة المزاجية (Mood stabilizer): وتستخدم لتقليل التقلبات المزاجية، وبشكل أساسي لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. الدواء الكلاسيكي المسمى ليثيوم ضمن هذه الفئة الدوائية، وكذلك كاربامازبين (تيجرتول)، وديفالبرويكس (ديباكوت)، ولاموتريجين (لاميستال).
  • مضادات الذهان غير التقليدية: هذه الأدوية تعرف أيضًا بالجيل الثاني من مضادات الُّذهان. ورغم أن الأعراض الجانبية قد تكون مزعجة (مثل زيادة الوزن، واحتمالية الإصابة بالسكري)، وقد تمنع البعض من الاستمرار في تناول هذه الأدوية، فإن المرضى يحتاجون أن يقتنعوا بمكاسب هذه العقاقير قبل التوقف عنها. مضادات الذهان غير التقليدية تتضمن آريبيبرازون (أبيليفي)، ولوراسيدون (لاتودا)، أولانزابين (زيبريكسا)، كوايتيابين (سيروكيل)، وريسبيردون (ريسبيردال).

 

 

For Titlesمراعاة الأمان عند استخدام هذه الأدوية

أي شيء يؤثر على العمليات الفسيولوﭼية في الجسم يمكن أن يكون له آثار جانبية.. هذا ينطبق على كل دواء من الأسبرين إلى مضادات الاكتئاب. سيراقب طبيب طفلك بعض الآثار الجانبية المحتملة جراء استخدام طفلك لأي دواء، وسيطلب منك أن تراقب بحذر أي ظهور لأعراض جانبية.

على سبيل المثال، بعض الأدوية قد تتفاعل مع أدوية أخرى أو بعض المكملات الغذائية، مما يزيد في بعض الأحيان الحالة الجسمانية أو النفسية سوءًا. بعض الأدوية قد تسبب أعراضًا جانبية جسمانية مثل الشعور بالغثيان، والإسهال، وجفاف الفم. قد يساعدك طبيبك ويساعد طفلك في تقييم مكاسب الدواء في مقابل مخاطره.

يمكنك مساعدة طفلك بالعمل على تناول الأدوية كما وصفها الطبيب بالضبط. بعض الأدوية إذا تم تناول جرعة أكبر، أو عدد مرات أكثر، يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة. وبالعكس، من الهام للغاية ألا يتوقف طفلك فجأة عن تناول الدواء، لأن هذا قد يكون مُضرًا للغاية، وأي إيقاف للدواء لابد أن يتم تحت إشراف طبيب. هذا أمر هام للمراهقين الذين يشعرون بالارتياح من الاضطراب النفسي بعد تناول الدواء لفترة، وقد يظنون أنهم لا يحتاجون الدواء فيما بعد.

في النهاية، من الضروري أن نذكر أنه برغم فاعلية مجموعة SSRIs المضادة للاكتئاب، فإن الأبحاث قد أثبتت أن استخدامها قد يؤدي إلى مستوي مرتفع من التفكير أو السلوك الانتحاري لدى بعض الأطفال أو المراهقين. الأطفال أو المراهقون الذين يستخدمون مجموعة SSRIs لعلاج الاكتئاب يجب أن يكونوا تحت الملاحظة، خاصة في الأسابيع الأولى من العلاج -لرصد أية زيادة في الاكتئاب أو التغيرات السلوكية، أو الأفكار أو الأفعال الانتحارية.

تحدث مع طبيب طفلك إذا كان لديك أية أسئلة عن فاعلية الدواء أو مستوى الأمان في استخدامه.

 

 

For Titlesبدائل أخرى للعلاج بالأدوية

رغم أن العلاج باستخدام العقاقير له دور في علاج المشكلات النفسية، فهو ليس الخيار المفضل أو الأفضل دائمًا؛ لهذا السبب دخول طفلك في عملية العلاج بأسرع وقت ممكن هو أمر في غاية الأهمية. المعالجون النفسيون يساعدون في تقديم مهارات فعالة واستراتيـﭼيات لحل المشكلات لمساعدة الأبناء والمراهقين على التأقلم مع المشكلات في المواقف الحياتية اليومية المختلفة. الكثير من الخبراء يرون أن أفضل أسلوب لعلاج الاكتئاب هو استخدام مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي معًا، خاصة لأن الاكتئاب يتضمن مخاطر عالية.

شئنا أم أبينا، في بعض الحالات، مثل اضطراب ثنائي القطب، تعتبر الأدوية هي الخيار الأول للعلاج، كما في التقلبات المزاجية الخطيرة، أو التوهم، والذي كثيرًا لا يستجيب بشكل جيد للمشورة النفسية.

في النهاية، التمارين الرياضية والتغذية السليمة يمكن أن يلعبا دورًا جيدًا في التأقلم مع بعض حالات الصحة النفسية. من المهم ألا يعتمد طفلك على الأدوية كبديل عن العادات السوية.

 

(ملحوظة من المحرر: كتب هذا الفصل الأستاذ الدكتور ريكاردو وايت)


 

القسم الثالث: الصحة النفسية والانتحار

For Titlesالفصل الأول: ما هو النضوج الطبيعي وما هو النضوج غير الطبيعي

For Titlesالفصل الثاني: الاكتئاب

For Titlesالفصل الثالث: القلق

For Titlesالفصل الرابع: اضطراب الوسواس القهري

For Titlesالفصل الخامس: اضطراب ما بعد الصدمة

For Titlesالفصل السادس: ماذا عن العلاج بالأدوية؟

For Titlesالفصل السابع: البحث عن إخصائي نفسي معتمد وكفء

 

 

© 2020 Focus on the Family. All rights reserved. Used under license.