Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 بقلم سيندي باركلي

 

منذ الوقت الذي بدأت فيه ابنتي "بيثاني"، المصابة بمتلازمة داون، بالحركة، وأنا أعطيها مهامًا منزليةً. كنت أُجلِسها على منضدة المطبخ، ونبدأ بترتيب أدوات المائدة معًا. كانت تحب أن تساعد في إعداد مائدة العشاء، كما كنا نجعل لعبتنا أن نحمل الغسيل النظيف إلى غرفة المعيشة، ونضعه في كومة لنستطيع طيّه.

هل أبطأني هذا؟ بالطبع. لكن كان الأمر يستحق تعليم بيثاني قيمة العمل، وكيف يُمكنه أن يكون ممتعًا ومُرضيًا ومُجزيًا. أردت أيضًا أن تفهم أهمية إسهاماتها لعائلتنا.

 

قيمة العمل

العمل ضروري لسلامة وسعادة الشخص وإحساسه بالهدف، فهو يعطي كرامةً وثقةً بالنفس ورضًا، وكل الأشياء التي نريدها بوفرة لأبنائنا. لذلك إذا أعفينا أطفالنا من العمل لأنهم "مميزون"، فنحن دون قصد قد نبعث رسالةً بأنهم نوعًا ما غير مؤهلين وعاجزون. وعلى الأرجح فإن الأطفال الذين يحبون أن يكونوا منتجين سيحملون هذه السمات لسن الرشد.

 

كنت مترددة عندما بدأت بإسناد المهام المنزلية لبيثاني؛ فجزءٌ مني أراد أن يجعل حياتها أسهل، ولم أكن متأكدة إلى أي مدى يمكن أن تفهم، وما تستطيع إنجازه.

لكنني أيضًا لم أُرِد أن أزيد من إعاقة بيثاني بحرمانها من فرص للعمل، ولدهشتي اكتشفت أنها كبرت وازدهرت من خلال التحدي بالقيام بالمهام المنزلية.

 

قودي الطريق

عندما أطلب من بيثاني أن تقوم بمهمة جديدة، كنت أُريها كيف تقوم بالعمل بأن أعمله أنا أولاً، ثُم أعمل معها، وأشرح سبب هذه المهمة، بالإضافة إلى كيفية القيام بها. كان يتضمن هذا الكثير من المديح والتشجيع، إذ جعلتُ من المهام المنزلية لعبة وقدّمتُ المكافآت، وانتهيت بزيادة في المصروف.

مع تقدم بيثاني في العمر أعطيتها مسؤوليات جديدة.. والآن هي في سن الخامسة عشرة تنظف غرفتها، وتهتم بالغسيل، وتطبخ وجبتين في الأسبوع، وتساعد في شراء البقالة، وتفرغ غسالة الأطباق، وتشارك في ترتيب المنزل.

 

عائلتنا كلها فخورة ببيثاني؛ ونحن نحب مشاهدتها وهي تعيش الحياة بهدف وبموقف إيجابي. لقد تكلمتُ مع آباء وأمهات آخرين، وقد بدوا مذهولين أن ابنتنا قادرة على فعل "الكثير".

لا يتوقع الله من أبنائه أن يقوموا بالمستحيل، ولا يجب علينا ذلك أيضًا. لكنه لديه خطط لأبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الخطط تتضمن تعلّم قيمة العمل واكتساب ثقة بأنفسهم على طول الطريق.


سيندي باركلي تكتب لآباء وأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com.  © 2016 Cindy Barclay.  Used by permission.