Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم: ليندي كيفر

للمزيد من هذه السلسلة:

١- ابنك المراهق يحتاج إليك                           ٢- ست خطوات لبناء هُوية ابنك المراهق   

٣- حدود آمنة للمراهقين                               ٤- امنح ابنك المراهق شخصية قوية

٥- التركيز المتعمد علي ابنك المراهق             ٦- اظهر محبتك لابنك المراهق في كل الأحوال

٧- الحدود للمراهقين سر حريتهم


لماذا عندما تسأل شابًا أو شابة في سن المراهقة اليوم عن معنى الشخصية، فيجيبك: الملامح الجذابة؟ منذ متى أصبح المظهر الخارجي أحد سمات الشخصية؟ 

 

إن وسائل الإعلام والثقافة السائدة تبعث لنا برسائل مثل: 

- أنا وبعدي الطوفان. 

- الجنس خارج الزواج شيء مقبول. 

- البنت لكي تبدو جذابة عليها أن ترتدي ملابس غير لائقة. 

ما الذي يمكن أن يضيع نتيجة هذا النوع من التفكير؟ البوصلة الأخلاقية للمجتمع- فضلاً عن مستقبل أبنائنا وبناتنا. 

هل نستطيع أن نساعد أبناءنا المراهقين ليستعيدوا قيمهم المسيحية، وبالتالي يكون لحياتهم تأثير مسيحي على مجتمعهم؟ الإجابة: نعم. مازلنا كآباء وأمهات أصحاب تأثير عليهم. 

 

في هذا الأمر ينطبق القول الشائع: أن القيم تنتقل بالقدوة وليس بالتعليم. لقد تعلَّم تلاميذ المسيح أن يكونوا مثله بالاقتداء بسلوكياته. كان يسوع يخاطب تلاميذه: "اتبعني!". وقد تبعوه، ولكنهم لم يكونوا محصنين من الأسئلة والشكوك وبعض المقاومة.

هل يبدو هذا مألوفًا؟ 

الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات. يصف القديس فرنسيس الأسيزي هذه الفكرة كالتالي: "لا جدوى من سيرنا إلى أي مكان لنعظ ما لم يكن سيرنا وعظًا." ولسنوات طويلة اتبعك أبناؤك المراهقون- مقاومين أحيانًا، وأحيانًا لا. وهم يحددون ما هو مهم بناءً على مراقبتهم لك. وإذا كنت تفزع من هذه الفكرة، فلا تدع إخفاقات الماضي أن تمنعك من التحلي بالصبر والحب الآن. استمر في بناء العلاقة مع الله، وبالتالي سيرى أبناؤك المراهقون إيمانك، وسيرغبون في معرفة هذا الإيمان أكثر. 

 

الإيمان والرجاء والمحبة.. وسمات شخصية إيجابية كثيرة تنعكس في المعنى من وراء هذه الكلمات البسيطة. إذا أردنا لأبنائنا المراهقين أن يقلِّدوا هذه السمات الشخصية، فإننا نحتاج أن نعيش هذه السمات في بيوتنا. إليك بعض السمات التي يمكن أن نبدأ بها: 

 

١- التواضع  

كآباء وأمهات دعنا نصحح أخطائنا ونقول "أنا آسف". سيتعلم أبناؤنا وبناتنا كيف يغفرون للآخرين سريعًا عندما يرون الغفران داخل البيت. 

٢- الشكر 

يحتاج المراهقون أن يسمعونا نقول كلمة "شكرًا"، وعندما يرعون أخوهم الأصغر أو يغسلون الأطباق. كذلك لابد أن تشكرهم بشكل خاص عندما يأتمنوك على سر معين. يميل المراهقون إلى مشاركة أسرارهم وصراعاتهم مع أصدقائهم، وبالتالي إذا اختاروك ليتحدثوا إليك، عليك أن تتوقف وتصغي إليهم. دعهم ينفسون عما بداخلهم ويبكون في حضنك إذا احتاجوا لذلك. اظهر تفهمًا لهم، وصلِّ  لأجلهم بدلاً من تقديمهم لمحاضرات مطوّلة. واسألهم ما إذا كانوا يحتاجون إلى نصيحتك. 

 

٣- ضبط النفس 

عندما تقدّم نصيحة، تحدث حول كيفية التعامل مع الإغراءات المختلفة قبل أن يذهب ابنك/ ابنتك المراهق إلى حفلة أو خروجة معينة مع أصحابه. شجع فكرة الالتزام بالحدود. تحدث عن نتائج تجاوز الحدود في العلاقات مع الجنس الآخر. شارك بخبرتك إذا كانت متصلة بموضوع الحديث. ساعدهم أن يختاروا ملابس جميلة وأنيقة ولكن محتشمة. وعندما يخرج ابنك المراهق من البيت قُلْ له: "أثق أنك ستصنع خيارات صائبة." 

 

٤- شارك برسالة الإنجيل 

مَنْ يتبع أبناءكم المراهقين؟ الاحتمالات تقول: شخص ما أو مجموعة من الأشخاص يهتمون لأمر ابنك أو ابنتك، سواء كان زميلاً في المدرسة أو في فريق الرياضة أو في العمل. والمراهقون لديهم فرصة حقيقية لإعلان نور الإنجيل مع أي من هؤلاء. ومعظم هذه الفرص للتحدث عن إيمانهم بالمسيح ستأتي قبل أي شيء من إيمانهم المعاش أمام الآخرين. وهذا ما كان يعنيه القديس فرانسيس الأسيزي عندما كان ينصح قائلاً: "عِظ بالإنجيل في كل الأحوال، واستخدم الكلمات عند الضرورة فقط." شجعهم على أن يعيشوا حياة متطابقة مع إيمانهم ورجائهم ومحبتهم للمسيح، حتى كل مَنْ يشاهدونهم ينجذبون إلى المسيح. 

 

٥- الرحمة 

هل تظهر الرحمة لابنك/ ابنتك المراهق حين يحتاج لذلك؟ 

أنا شخصيًا لا أفعل ذلك تمامًا. على سبيل المثال، تعرض ابني "جوستين" لمشكلة عندما ضحك في الفصل، ولم أُظهر له أي تعاطف. ماذا كانت رسالتي؟ اكبر يا حبيبي، وتعلَّم من أخطائك إذا أردت! أعرف أنه موقف سلبي من الأم. عندما تظهر بعض المشاكل بيني وبين ابني، أحاول أن أتذكر أن محبة الله غير المشروطة لنا لا تعتمد على سلوكياتنا. 

 

في المرة القادمة حين يحبطك ابنك أو ابنتك، اعد ترتيب رؤيتك للأمر قليلاً. فكِّر في مثال المسيح مع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل. قدِّم حضنًا وغفرانًا بدلاً من الكلمات الخشنة أو تصرف قاسٍ  تجاه ما حدث. هناك أوقات ومواقف لا يكون التعامل هكذا هو الأفضل. ولكن هناك مواقف أخرى يحتاج أبناؤنا جدًا إلى النعمة. يقول الكتاب إن الرحمة تفتخر على الحكم (يعقوب ٢: ١٣). 

 

وعندما أظهرت صديقتي "بيث" رحمة لأبنائها، رأت نتائج إيجابية في طريقة تعامل أبنائها مع بعضهم البعض. وعندما أرادت "بيث" أن تعاقب ابنتها ذات مرة وجدت ابنها الأكبر يقاطعها ويطلب منها قائلاً: "ماما، هل تستطيعين إظهار الرحمة وتسامحيها هذه المرة؟" 

 

٦- التعاطف 

إذا أظهرنا التعاطف مع أبنائنا المراهقين، فإنهم يتعلمون أن يكونوا شفوقين، وهذا ما يحملونه إلى وظائفهم ومدارسهم ورحلاتهم وعلاقاتهم وإلى زواجهم أيضًا. وعندما يتألم البعض، فإنهم يحتاجون إلى ملاذ آمن ومَنْ يتفهم آلامهم.. وليس انتقادهم. شجع أبناءك المراهقين أن يكونوا هذا الملاذ الآمن لأي أحد يشعر باحتياج. 

 

٧- الخدمة 

في عالم متقوقع حول ذاته، نحتاج أن نشجع الشباب لينظروا أبعد من ذواتهم. والبداية تكون بخدمتنا نحن لأبنائنا المراهقين والآخرين الذين لديهم احتياج. فمجرد الابتسامة أو الإيماءة تحدث مفعولاً عظيمًا داخل النفس. 

صديقتي "بيث" تخدم ابنتيها المراهقتين بأن ترتب لهما السرير بعد مغادرتهما إلى المدرسة. وتساعدهما حين تنهال عليهما الدروس والمذاكرة والأنشطة. 

وعندما مررنا بأحد الأشخاص الذين ليس لديهم منزل، ذهبت صديقتي "سكوت" واشترت وجبة كبيرة من ماكدونالدز. ثم أعطتها لابنيها المراهقين وقدماها إلى الرجل وقالا له: "خذ هذه في اسم المسيح." 

 

عندما نتمثل بالمسيح فهذا له الأثر الأعظم في إقناع أبنائنا المراهقين ليكونوا تلاميذًا ليسوع. نستطيع أن نُعد أبنائنا جيدًا ليقدموا شيئًا أفضل لعالمهم.. شيئًا له قيمة أبدية. "أمّا الآن فليثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة." (كورنثوس الأولى ١٣: ١٣). 


Originally appeared on the Focus on the Family website. Copyright© 2008, Tiffany Stuard. Used by permission.  

 

 

 

 

 

 

 

 

بناتنا الصبايا كيف نربيهن بالطول