Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 بقلم: جاري تشابمان

قبل أن يتزوج "براد" كان يحلم كم سيكون رائعًا أن يستيقظ كل صباح ويتناول الإفطار مع زوجته "جينيفر"، لكن بعدما تزوج اكتشف أن جينيفر لا تحب الاستيقاظ صباحًا. كان يحلم بمعسكر ليلي، لكنه اكتشف أن الفنادق كانت فكرة جينيفر عن المعسكرات الليلية. كان يعتقد في توفير المال، ولكن فلسفتها كانت: "تسوَّق اليوم؛ فقد تكون مريضًا غدًا."

 

من المحتمل أنك اكتشفت اختلافات مماثلة في السنين الأولى لزواجك، فأحد أهم الدروس التي من الممكن تعلُّمها في الزواج هي حقيقة أن شريك حياتك ليس مثلك. حتى إن كان كلاكما متشابهين جدًا، إلا أنكما مختلفان للغاية أيضًا.

 

إن تجربة "الوقوع في الحب" – تلك التي يُدفع فيها الناس بأحاسيس شديدة من النشوة تجاه بعضهما البعض- لديها متوسط عمر سنتين، وعندما تنتهي هذه التجربة عادةً ما تظهر الاختلافات، ويجدون أنفسهم ليس فقط يختلفون لكن أيضًا يتجادلون بشأن مواضيع عديدة. إن الكثير من الأزواج يسألون أنفسهم في خلال أشهر قليلة: لماذا تزوجنا؟ نحن حتى لا نحب بعضنا بعضًا. أو فكر آخر شائع هو: أوه لا! لقد تزوجت بالشخص الخطأ.

 

هل لهذه العلاقات المشوهة أن تولد من جديد؟ الإجابة هي نعم، هذا إن أصبح الأزواج على دراية بطبيعة الحب، وتعلَّموا كيف يُعبِّرون عن الحب بلغة يفهمها شريكهم. النوايا الحسنة ليست كافية، فعلينا أيضًا أن نسدد الاحتياج العاطفي للحب لدى شريك حياتنا.

 

لغات الحب

إن ما يُشعر شخصًا أنه محبوب ليس بالضرورة ما يجعل شخصًا آخر يشعر بنفس الشيء! وللأسف نحن نميل لأن نُعبِّر عن حبنا للآخرين بنفس الطريقة التي نتمنى أن يُعبِّروا عن حبهم لنا بها.. إذًا عندما لا يستجيب شريك حياتنا إيجابيًا لتعبيراتنا عن الحب نحن نُصاب بالإحباط. المشكلة ليست الإخلاص في حبنا، لكنها في أننا نتكلم لغة الحب الخطأ؛ فهناك خمس لغات مختلفة للحب:

 

كلمات التأييد – استخدام كلمات التقدير والتشجيع

"شكلك جميل اليوم." "أنا حقَا أُقدِّر ما فعلت." "أحد الأشياء التي أحبها فيك هي..."

فمن الممكن أن تُركّز كلماتك على شكل شريك حياتك، أو سمات شخصيته، أو شيء فعله من أجلك.

 

تلقِّي الهدايا – إعطاء الهدايا كتعبير عن الحب.

الهدية تقول: "أنا أفكر فيك." ليس على الهدية أن تكون غالية الثمن. ألم نقل دائمًا أن المهم هو التفكير في الأمر؟ دعني أُذكرك أنه ليس التفكير الذي ظل داخل رأسك هو المهم، بل الهدية التي نتجت عن هذا التفكير هي المهمة. والهدية من الممكن أن تُشترى أو تُصنع.

 

أعمال الخدمة والمساعدة – فِعل شيء لشريك حياتك تعلم أنه يُريدك أن تفعله

أعمال الخدمة قد تتضمن الطبخ، غسل الصحون، الكنس، مسح البقع البيضاء من على المرآة، تنظيف الحمّام، تنظيف السيارة، تغيير الحفاضة، أو مساعدة الأطفال في عمل الواجب. قد تعرف القول المأثور "الأفعال أبلغ من الأقوال".. هذا صحيح خاصةً إذا كانت أعمال الخدمة والمساعدة هي لغة الحب الأساسية لدى شريك حياتك.

 

الوقت المميَّز – إعطاء شريك حياتك تركيزك الكامل.

هذا لا يعني مشاهدة التليفزيون معًا، لكنه يعني النظر إلى أحدكما الآخر بينما تجلسان وتتحدثان، أو تتمشيان بينما تتكلمان، أو تأكلان خارج المنزل.. هذا بافتراض أن هناك حوارًا دائرًا بينكما. إذا كان شريك حياتك يشتكي قائلًا: "نحن لا نمضي أي وقت مع بعضنا البعض"، فهو أو هي لا يشير إلى مدى قربكما من بعضكما البعض، بل إلى أنك لا تعطيه أو تعطيها تركيزك الكامل.

 

التلامس الجسدي – عمل تواصل جسدي إيجابي مع شريك حياتك.

في الزواج، هذا قد يعني تشابك الأيدي، التقبيل، الاحتضان، العلاقة الحميمة، وضع الذراع حول الكتف، أو العناق على الأريكة (الكنبة) بينما تشاهدان فيلمًا.

 

لكلٍ مِنّا لغة حب أساسية من بين لغات الحب الخمس هذه؛ لغة تتحدث لنا عاطفيًا بشكل أكثر عمقًا. إنها شبيهة باللغة المنطوقة.. فمعظمنا نشأ وهو يتحدث لغة أساسية دونًا عن باقي اللغات، وهذه أفضل لغة يفهمها. هذا ينطبق بالمثل على لغات الحب. المشكلة هنا أننا نميل تلقائيًا إلى التحدث بلغة الحب الخاصة بنا عن التحدث بلغة الحب الخاصة بشريك حياتنا. إننا نفترض أن ما يُشعِرنا بأننا محبوبون هو ما يُشعِرهم بأنهم محبوبون.. وهذا افتراض خاطئ. إذا كنت تريد أن تكون فعّالاً في الحفاظ على الحب العاطفي حيًا في زواجك، فعليك أن تكتشف لغة حب شريك حياتك، وتتعلم أن تتحدث بها.

 

 

تحديات واقتراحات

التحدي الأول سيكون أن تكتشف لغة الحب الأساسية لدى شريك حياتك؛ لذا أقترح عليك ثلاث طرق بسيطة. أولاً، لاحظ تصرفات شريك حياتك.. كيف يُعبّر عادةً عن حبه وتقديره للآخرين؟ هل تلاحظ أنها تلمس وتعانق الناس؟ هل هو يُشجّع باستمرار؟ هل هي دائمًا ما تُعطي هدايا للآخرين؟ أيُمتعُها أن تتناول الغذاء لمدة ساعتين مع صديق؟ إن شريك حياتك يتكلم لغة الحب الخاصة به/ بها، ويمكنك تعلُّمها من خلال ملاحظة سلوكه اليومي.

 

تعلّمت "إريكا" أن تنتبه إلى هذه التلميحات اليومية، إذ تقول: "أخَذ زوجي سيارتي ليُنظّفها من أعلى لأسفل، ومن الداخل والخارج، ليُفاجئني. قُدت سيارتي للبيت ولم ألحظ شيئًا (تمامًا كما لا يبدو أبدًا أنه يلاحظ كل تلك الكلمات اللطيفة التي أتركها مكتوبة على أوراق في سيارته). مع الوقت، تعلمت أن أنتهز الفرص لأخدمه، وتعلم هو كيف يقول لي كلمات التشجيع التي أتوق إليها."

 

تُوضّح قصة إريكا أنه من الشائع في المراحل الأولى من الزواج أن نتكلم لغة الحب الخاصة بنا وليس لغة حب شريك حياتنا، وبالتالي فبالرغم من أن شريك حياتنا يحبنا إلا أننا لا "نفهم" ذلك تمامًا؛ إذ لا يتم التعبير عنه بلغة حبنا الأساسية.

 

الاقتراح الثاني هو أن تسجل شكوى شريك حياتك؛ لأن هذا سيكشف عن لغة حب زوجك أو زوجتك. إذا قال لكِ: "لم نعُد نمضي وقتًا مع بعضنا البعض"، فهو يقول لكِ أن لغة حبه هي الوقت المميَّز. إذا قالت لك: "أظن أنك لا تلمسني أبدًا إذا لم أبدأ أنا بذلك"، فهي تكشف لك أن التلامس الجسدي هو لغة حبها. ستجد أن شكوى مثل "أنا لا أعلم لماذا لا يمكنك مساعدتي في الأعمال المنزلية." تكشف أن أعمال الخدمة هي لغة حب شريك حياتك.

 

اكتشفت "ميجان" لغة حب زوجها بطريقة غير متوقعة، إذ تقول: "لم يكن قد مضى وقت طويل منذ بدأنا نتواعد، وبينما كنا نتناول زوجي وأنا الغذاء في مطعم، أخذت واحدة من البطاطس المقلية في طبقه وأكلتها. كان تعبير الفزع على وجهه كما لو أنني أكلت وجبته بالكامل." ستتعلم ميجان في النهاية أن لغة حب زوجها هي تلقّي الهدايا.. خاصة هدية الطعام.

 

الاقتراح الثالث هو أن تسجل ما يطلبه شريك حياتك في أغلب الأحيان منك. إذا كان كثيرًا ما يطلب منكِ أن تذهبا للتمشية بعد العشاء، أو تقضيا عطلة نهاية الأسبوع معًا في مكان ما، فهو يطلب وقتًا مميزًا. إذا كانت كثيرًا ما تطلب منك تدليكًا لظهرها، إذًا فهي تطلب التلامس الجسدي. إذا كنتِ تغادرين لرحلة وعلّق هو قائلاً: "تأكدي من أن تُحضري لي مفاجأة"، فهو يقول لكِ أن لغة حبه هي تلقّي الهدايا.

 

كل لغة من لغات الحب الخمس لديها لهجات متعددة.. كما تعلّمَت ميجان أن لهجة من لغة تلقّي الهدايا هي الطعام، إذ تقول: "بعض الرجال الذين يتواصلون بلغة الحب هذه يفضلون تلقّي هدايا إلكترونية. أما زوجي فيغشى عليه عندما أقدم له طبقًا مليئًا بالمكرونة، ويهتف فرحًا عندما أفاجئه بحلواه المفضلة، ويعانقني عندما أقترح أن نطلب وجبة خفيفة ليلاً." أحد أهم المفاتيح التي تُمكنك من تسديد الاحتياج العاطفي العميق لشريك حياتك هي أن تتعلم اللهجات الخاصة بلغة حبه.

 

بمجرد أن تكتشف لغة حب شريك حياتك من الممكن أن تجد صعوبة في أن تُعبر عن حبك بهذه الطريقة، فإذا لم تتعلم كطفل أن تتحدث بلغة الحب هذه قد تجد صعوبة عندما تكبر. إذا نادرًا ما تلقيت كلمات تأييد وتشجيع من والديك، فقد يبدو قول كلمات تأييد صعبًا بالنسبة لك. إذا اعتدت أن تتلقى الهدايا في عيد ميلادك والكريسماس فقط، فقد يبدو إعطاء الهدايا في أوقات مختلفة غريبًا بالنسبة لك. إذا كان والداك ليسا من النوع الذي يعانق كثيرًا، إذًا فالتلامس الجسدي قد لا يبدو طبيعيًا بالنسبة لك. إذا نادرًا ما كان بينك وبين والديك حوارات موسعة، ففكرة أن تتكلم مع أحدهم لمدة ساعة قد تبدو ساحقة بالنسبة لك.

 

الخبر الجيد أنك حتى لو لم تتعلم كطفل أن تفعل هذه الأشياء، فيمكنك أن تتعلمها عندما تكبر. على أمل أنك بمجرد أن تفهم أهمية التحدث بلغة حب شريك حياتك، سيصبح لديك الدافع أن تتعلم هذه اللغة. إن تسديد الاحتياج العاطفي للحب لدى شريك حياتك واحد من ضروريات الحصول على زواج صحي طويل الأمد.

 

د. جاري تشابمان هو راعٍ، ومتكلم، ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا "لغات الحب الخمس".


 

عندما يبدو وكأن شريك حياتك لا يستطيع تعلّم لغتك

ماذا إذا أوضحت لغة حبك لشريك حياتك ولم يفهم أو يبذل أي مجهود لأن يتكلم لغتك؟ هذه هي قصة "إيف"..ونصيحة د. تشابمان.

زوجي وأنا مختلفان تمامًا؛ فأنا منفتحة وغير متحفظة، وهو هادئ وانطوائي. فمثلما تختلف شخصياتنا تختلف أيضًا لغات حبنا. لقد استغرقت بعض الوقت لأتقبل أن زوجي في الغالب لن يشتري أبدًا ورودًا لعيد الحب أو يكتب بطاقة صادقة من القلب من تلقاء نفسه. إنه أمر جيد أن نَهْج لغات الحب يُذكرني أن أنظر لعلاقتنا بصورة أكثر شمولية.

 

بالرغم من أنه نادرًا ما يقول "أنا أحبك" بالكلام، إلا أنه يُظهر حبه واهتمامه اليومي من خلال أعمال الخدمة.. فكل يوم يُعدّ الغداء لابنتنا، وكل أسبوع يكنس البيت، ويشتري البقالة. إن التنظيف ليس في رومانسية الورود، لكنني أختار أن أفهم اللغة التي يتكلم بها حتى وإن كان لا يتكلم لغتي الأصلية.

-     إيف من بريسبن، أستراليا

يقول د. تشابمان...

تمثل قصة إيف إنجازًا عاطفيًا قويًا.. فزوجها لم يتعلم أبدًا أن يعطي الهدايا؛ لكن لأنها تفهم أن هناك خمس لغات حب أساسية، وهو يتكلم لغة أعمال الخدمة بوضوح، فتعلمت أن تُقدّر ما يفعله بدلاً من التركيز على ما لا يفعله.


From the Focus on the Family website at focusonthefamily.com. © 2016 Gary Chapman. Used by permission.