Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

 حديث للزوجات اسرار السعادة

    بقلم: سامي يعقوب

     للمزيد من هذه السلسلة:

         ١- حديث للأزواج.. أسرار السعادة             ٢- حديث للزوجات.. أسرارالسعادة    

        ٣- حديث للزوجين.. أسرار السعادة

         مثل كل العلاقات الإنسانية، هناك صعود وهبوط في ترمومتر العلاقة الزوجية، وقبل أن تصل درجة حرارة العلاقة بين الزوجين إلى ما دون الصفر فتتجمد، يحتاج الواحد منا أن يسأل نفسه: "ماذا يمكنني أن أفعل للآخر لكي أسعده؟" ومن خبرتي كزوج، أشارك ببعض مما تفعله زوجتي لتسعدني كرجل، لعله يثير اهتمام الزوجات، فيجتهدن لما يحفز تجاوب الأزواج معهن، فيسعدان معًا.

         تلامسي معه جسديًا.. لا أقصد هنا التلاقي الجسدي وراء الباب المغلق، لكن الاقتراب التلقائي منه. ربما تشبكين أصابعك بين أصابع يده، أو تضعين ذراعك حول خاصرته، أو تربتين على كتفه، أو تحتضنينه بدون تكلف. التلامس الجسدي موصل قوي للمشاعر، يُعبر عن المودة والحميمية، ويقول له "باحبك" بدون أن تنطقيها! وحتى إن كان رد فعله لا يُعبر أنه يحتاج إلى هذا النوع من التواصل، أو أنه يسر به، أغلب الظن أنه يحتاجه، ويسعد به. أنت المرأة الوحيدة التي تتلامس معه بهذه الطريقة؛ فلا تتردي في أن تستخدمي هذا الامتياز.

         عبري عن احترامك له.. ليس معنى هذا أن تتركيه يتخذ كل القرارات، ثم تتبعيه كالعمياء التي يجرها وراءه. احترام الزوج يعني أن تثقي فيه كشريك لحياتك، وأن تعامليه بالطريقة التي تحبين أن يعاملك هو بها. الاحترام يعني قبولك لوجهة نظره، والتفكير في اقتراحاته قبل رفضها برد فعل متعجل. الحوار يدعم التقدير المتبادل، ويخلق التوافق، حتى وإن لم يحقق الاتفاق. أشعر باحترام زوجتي عندما أجدها تثق في قدرتي أن أنجز ما وعدت أن أقوم بعمله؛ وعندما تركت لها حرية أن تهتم هي بما وعدت أن تعمله بدون تدخل مني، تأكدت أني أكن لها نفس الاحترام.

         شاركيه في تحمل الأعباء.. من أحلى بركات الزواج ألا يسير الإنسان في الطريق وحده؛ فبالزواج يجد الواحد منا صديق العمر الذي يشاركه بشكل خاص حلو الحياة ومرها.. فأنتِ لست وحدك في مهب الريح، وهو أيضًا لا سند له في وقت الأزمة سواك. في أي زواج لابد أن يأتي وقت تأخذ الزوجة فيه بزمام المبادرة، فتكون مصدر القوة والدعم الأول لزوجها. عندما ترينه يواجه التحديات لا تتركيه وحده.. خذي عنه بعض المسؤوليات التي يمكنك القيام بها لتخففي من العبء الذي يحمله.. ربما تحتاجين لأن تؤجلي بعض الطلبات لتسمحي له أن يتدبر أموره. وقوفك بجانبه بدون لوم أو ادعاء لفهم ما لا تعرفينه، له أعظم تأثير على علاقتكما.              

استخدمي لغة الحب التي يفهمها.. كل إنسان يشعر بحب الآخر له بطريقته الخاصة؛ فليس بالضرورة نفس الأفعال والتصرفات التي تعبر لك عن محبته هي التي تجعله يشعر بمحبتك. فإن كان لا يتفاعل معك بالطريقة التي تتوقعينها، هذا يعني أنه يرى الحب بشكل مختلف عنك، وأنك بحاجة لتعلم لغة الحب التي يفهمها. ببعض من التركيز يمكنك أن تلاحظي ما يجعله يشعر بقربه منك: ما الذي يجعله يبتسم، وما الذي يجعله يشعر بأنه شخص خاص وله الأولوية في حياتك. لا عيب أن تسأليه عما يجعله يشعر بمحبتك؛ وأنسب وقت لمثل هذا السؤال عندما يكون مستريحًا وقريبًا منك.

 

 

 

         اقبليه كما هو.. من الغريب أن ما يجذب الزوجة في شخصية الرجل الذي تقرر الارتباط به، هو ما تحاول أن تغيره بعد الزواج! لا شيء مثل مسؤوليات الحياة، وتربية الأبناء له القدرة على تغيير الرجال. اقبليه كما هو، ولا تدخلي في حرب التغيير بالقوة؛ لأن نتائجها محبطة. لقد تغيرت كثيرًا من طباعي، وتعلمت كيفية توظيف جوانب الضعف والقوة في شخصيتي، عندما أتاحت لي زوجتي الفرصة والوقت لأستكشف نفسي كزوج، وأنتقل من أنانية العزوبية لتواضع الاقتراب منها كشريك لحياتي.

         لا تخنقيه! مثل أي زوجين أنت تعيشين معه في بيت واحد، وربما تعملين معه أيضًا؛ فلا داعي أن تكبسي على أنفاسه! زوجك يحتاج لبعض الدقائق ليلتقط أنفاسه عندما يعود للبيت من عمله؛ لينتقل من ضغوط العمل وزحمة الطريق قبل أن يسمع الأخبار، وتُلقى عليه قائمة المشاكل والطلبات. ربما يحتاج زوجك لأن يقضي بعض الوقت مع أصدقائه خارج البيت بدون أن تلاحقيه بالاتصالات التليفونية. كل رجل يحتاج من حين لآخر لوقت يقضيه مع نفسه ليرتب أفكاره ويشحن بطارية عزيمته.. وأعتقد أن زوجك يحتاج لتشجيعك أن يمارس هذا الأمر، لأنه يسهم بشكل فعال في سعادتكما.

         عامليه بأفضل مما تعاملين الغريب.. قد يبدو هذا الطلب غريبًا، لكننا كثيرًا ما نراعي مشاعر الغرباء عندما نتعامل معهم أكثر من مراعاتنا لمشاعر أقرب الناس إلينا. أنا لا أقترح أن تعاملي زوجك بحذر أو تكلف، أو تعزليه عما تشعرين به من احتياجات أو مخاوف.. وبالطبع لا أقصد أن تتعاملي معه كجارية وكأنه «سي السيد».. لكنك ببساطة تحتاجين لأن تعرفي كيف تعاملين زوجك بنفس الأسلوب المهذب الذي تتعاملين به مع شخص لا تعرفينه جيدًا.

         لا تضغطي بالأسئلة لتعرفي التفاصيل.. عند بداية الزواج تهتم الكثير من الزوجات بمعرفة تفاصيل كل ما يحدث مع الزوج: "رحت فين النهاردة؟ اتقابلت مع مين؟ وعملت إيه في الموضوع الفلاني؟" لكن مع تزايد الأعباء والمسؤوليات تقل الطاقة؛ فلا يتحمل الرجل محاصرته بالأسئلة، والإلحاح للحصول على المعلومة.. من أجل ذلك أعرف لماذا قال سليمان الحكيم: «للسكوت وقت وللكلام وقت» (جامعة ٣: ٧ ب). زوجك يحتاج دائمًا أن تكوني قريبة منه ومتاحة لدعمه، والوقت الذي تدعمينه فيه بالصمت لا يقل قيمة عن الوقت الذي تشجعينه فيه بالكلام، والتمييز بين الوقتين هو ما يجعله يأتي إليك من تلقاء نفسه ليشارك معك، ويسترشد برأيك.

         اهدئي، وصلي.. لا تُلحي لتلبية طلباتك، صلي.. لا تجادلي كثيرًا، فقط تعلمي أن تُصلي.. لا تضغطي عليه بتذمرك أو عبوس وجهك لتجبريه أن يفعل ما تشعرين أنه الصحيح، ما عليك إلا أن تُصلي.. لا تستسلمي أبدًا لعلاقة مكسورة معه.. لا تستسلمي أبدًا.. اكسبي معركة سعادتك، ودوامها في بيتك، بالركوع على ركبتيك لتطلبي من الله أن يرشدك إلى إجابة السؤال: "ماذا يمكنني أن أفعل لتفيض السعادة في بيتي؟" «المرأة الحكيمة تبني بيتها، والحمقاء تهدمه بيديها» (أمثال ١٤ : ١)!

 

(نُشر بجريدة وطني بتاريخ ١٧ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧)

Copyright © 2017 Focus on the Family Middle East. All rights reserved.